شريط الأخبار
السياحة تحذر الأدلاء والوكلاء خلال الرحلات وزير الخارجية الألمانية تروي حادثة تعرضها للتحرش وزير الدفاع السوري يشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل من المناطق التي احتلتها الأرصاد: المنخفض سيكون شديد البرودة وشبه جاف "خارجية النواب" تبحث والسفير الاسترالي التعاون البرلماني ربى المومني مديرة فرع بنك الاتحاد الياسمين بالفيديو والصور : بحضور كبير من شخصيات اردنية من انحاء الاردن .. مأدبة غداء يقيمها النائب البدادوة استكمالا لمبادرات وطنية دعما لمواقف الملك وجهوده تجاه الشعب الفلسطيني و معالي عوض خليفات .. الملك كان واضحا حين قال بأن غزة سيجري تعميرها دون مغادرة أهلها الأردن يعزي الكويت ويتضامن معه رئيس الوزراء يترأس اجتماعاً للمجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل الملك يهنئ خادم الحرمين الشريفين بذكرى "يوم التأسيس" للمملكة مدير الأمن العام يفتتح غرفة العمليات الرئيسة في الدفاع المدني لقاء يجمع الملك وقادة دول التعاون الخليجي والسيسي في الرياض الجمعة مستقلة الانتخاب توضح الإجراء القانوني بعد فصل النائب من حزبه الجيش ينعى شهيدين من القوات البرية الكويتية العيسوي يلتقي ممثلين عن فعاليات مجتمعية وشبابية ويؤكد مواقف الأردن تجاه الاشقاء جزء من ثوابته الوطنية المومني يلتقي سفير هولندا ويؤكد على أهمية التكافل الدولي في مواجهة الأزمات الملك يؤكد لوفد من مجلس النواب الأميركي: ضرورة استدامة وقف إطلاق النار في غزة وتعزيز الاستجابة الإنسانية أسيرة إسرائيلية مفرج عنها: حماس قدمت لنا كتاب صلاة يهودي في عيد الفصح الهيئة الخيرية الهاشمية توقع مذكرة تفاهم لإنشاء 3 مستشفيات ميدانية في غزة (64) محاميا يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل

اليوم الاردن قوي وغدا اقوى د محمد العزة

اليوم الاردن قوي وغدا اقوى   د محمد العزة
القلعة نيوز:

الله, الوطن ،الملك ،الدولة و العشيرة، الجيش و الأجهزة الأمنية ، المواطنة و الهوية الاردنية ، السيادة والاستقلال والوحدة الوطنية ، الجبهة الداخلية كلها رموز تحظى اليوم بمكانة لدى الأردنيين ترتقي إلى مستوى ثوابت راسخة غير قابلة للمساومة أو المزاودة عليها او الاختلاف حولها لأنها خطوط حمراء لن نسمح المساس بها، لأنها الأساس لقواعد البيت الاردني و منها ترتفع أركان البنيان وعليها تستند الجدران تحمل عبء سقفه و خرسانته الاسمنتية و شبكته الحديدية وفق حسابات هندسية ليست عشوائية ، بل دقيقة لا تقبل الخطأ أو التهاون أو الإهمال ، لأنه مصير وطن وحياة انسان .
اقتران المقدمة السياسية بعلوم الهندسية المعمارية ما هو الا إشارة الا لوضوح الخطوط العريضة الأساسية لثوابتنا الوطنية التي لن نحيد عنها أو نسمح المساس بها أو العبث بها تحت اي ظرف أو ضغط خارجي او داخلي ، الأمر الذين يعطينا حرية و مرونة الاستدارة ضمن مساحات كافية نحو ملفاتنا الداخلية هي عناوين رئيسية لمرحلة من أكثر مراحل دولتنا الأردنية بالغة الحساسية والأهمية تتطلب طرحها ونقدها نقدا بناءا جريء صريح لنعالج التشوهات التي إصابتها أو قد تصيبها ، دون ان يهمنا عشيرة أو دين أو فكر المسؤول القابع في موقع المسؤولية الحكومية ، المكلف على صياغتها و صيانتها و صونها بقدر اهتمامنا ماذا سيقدم من أداء و حل اي مشكلة وهذا صلب عمله و واجبه .
الفقر و العوز و البطالة و ضعف الإدارة أو المرض وضعف البينة التحتية والمناهج التعليمية و مخرجات الديمقراطية لا تعرف التمييز بين الأفراد من اي عشيرة أو طبقة فهي تستهدفهم و تطالهم جميعا ، الاسفلت سيحملهم كلهم ، و الهواء سيزفر من رئتهم ، لهذا اليوم ونحن نعيش عام 2025 لابد من تأسيس فكر وطني اردني سياسي برامجي اقتصادي و تشريعي يكون فاعل إلى درجة كبيرة و بهامش خطأ صغير، بحيث يكون العنوان الرئيس كلنا شركاء في هذا الوطن و أبناء الأسرة و العشيرة الأردنية الواحد ، غايته الحرص على استمرار دولة المؤسسات و الحكومات البرامجية و ليس دولة الرموز و الشخصيات ، حيث الأولى ترتكز على الإخلاص و الوفاء و الانتماء و الصدق في الولاء والانجاز هنا نصل إلى دولة قوية ، و في الثانية تعتمد على المجاملات و العصبيات و النفاق البغيض و كيل المديح ، و هنا لن نجد لا دولة و لا وطن قوي بل كيان في مهب الريح .
تيارات التأزيم عديمة الوعي أو الفهم عن كيفية إدارة الخطاب واستيعابه وتحليله هو ما يدفعنا إلى الوقوف اليوم والالتفات إلى الداخل بشكل صادق و مخلص وصقل مؤشر البوصلة إلى الأردن الكبير العظيم ، الاردن المعجزة ، الاردن المحور ، الاردن العربي الاصيل بتراثه و تاريخه و مواقفه ، الاردن الامة ، الاردن الدولة والمؤسسات ، الاردن العشيرة ، الاردن الخيمة و الواحة الآمنة الخضراء في وسط صحراء تعصف رمالها باشقاء العروبة زرعها الأعداء بألغام التفرقة و التقسيم و الفتن و الطائفية ، رمالها المتحركة تبتلع من حاد عن جادة الصواب ولا يعرف مسالكها و لا دروبها و لا ينتمي لها و لا يستهدي بنجومها و لا قوافلها و لا ادبها و شعرها و لا فصاحة لسانها و رجاحة عقلها و سليم فكرها و لا فقه عاداتها و تقاليدها و كرمها و نخوتها .
هؤلاء الجهلاء البلهاء من أبناء جلدتنا اذا خانهم تعبيرهم أو غرر بهم كبارهم ليكونوا كبش الفداء ليخوضوا تلك الصحراء و أقدامهم و أيديهم مقيدة بأغلال التبعية و أعينهم معصوبة عمياء تضعف قواهم الحركية ليدوسوا على تلك الألغام و يفجروها على وعد منحهم وسام الشجاعة أو كتابة اسمائهم على لوحة الشهادة ، لهؤلاء نقول استيقظوا و افيقوا و انفضوا عنكم عتمة العصبية الدينية و الثورية و القبلية و تخلصوا مما انتم فيه من محو الأمية السياسية و ادركوا أنفسكم و اسعوا إلى منارات العلم و التنوير و منابع الوطنية الحقيقة التي لا تعرف المزاودة و المحاصصة و الغلو و لا سموم الافعى الرقطاء التي تلدغ حضن صاحبها .
تعالوا معنا نبني وطنا أردنيا موحدا بهوية وطنية راسخة ، وجبهة داخلية متماسكة صلبة صخرة تتكسر عليها مخططات الصهيونية و ادواتها من مقاولين تجار الاوطان و الأديان .
قلعة تتصدى و تتحدى مشاريع التقسيم و التهجير ، تدافع عن قضايا امتها العربية و على رأسها القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمة العربية .
شعبنا اليوم واعي و شبابه متنور قادر على طرح الاسئلة والحوار و يتقبل الإجابة المنطقية رغم صعوبة ظروفه و أحوال معيشته ومحاولات اغراقه لاستقطابه إلى تيارات يراد أن يكون فيها حطبا لنار لا تجير و لا تنير ، بل يراد لهم كمن ينفخ في كيرها ليصنع خنجرا يطعن بها خاصرة اوطانهم ، ولن يكون لتلك التيارات أو التنظيمات اين كان فكرها أو نهجها أو انتمائها اي أمل للعمل على إضعاف وطن قدم فيه الآباء و الأبناء من التضحيات و الدماء و الشهداء و عرق البناء في سبيل امنه واستقراره.
شعبنا الاردني العظيم قادم الأيام مطالبين بالإلتفاف حول الوطن و قيادته و التمسك بثوابته ، حيث الجاري من الأحداث تستهدف الجميع دون ان تستثني منا أحدا فأما ان نحسم أمرنا و نعزز وحدتنا الوطنية و أواصر جبهتنا الداخلية، استعداد لبناء مستقبل نكتبه و نتحدث عنه للأجيال القادمة أننا صنعنا حالة فريدة تاجها و شعارها وحدة وطنية بوصلتها و صلبها المصلحة الوطنية لأنها الوصفة التي تجعلنا عصا تأبى تكسرا ، و بما يخص داخلنا فأن عدم ذكر و حصر أولوياتنا و قضايانا و تقييم اداء القائمين على حلها وثم محاصرة أصحاب الدعوات المشبوهة المقصرين و المستفيدين منها ، ستكون النتيجة أننا نتكسر احادى ، نعاني الضعف و الضياع و الاستعانة بالخارج و نصير له أسرى.
مشكلتنا داخلية أكثر منها خارجية وتتركز في التيارات السياسية الدينية والثورية والقبلية و كارتيلات المحاصصة ، وهذه التيارات لا تملك تقنيات التحديث و المواكبة و ديناميكية التكيف التي تراعي متطلبات تطور ومسيرة الدولة نحو المدنية و الحداثة و الديمقراطية والتنمية ، لانهم أسرى القواعد و المعتقد الجامد الذي يطالب الآخرين بالتغيير على مقاس و مستوى فكرهم و سعة نموذج قالبهم ، دون المحاولة لتغيير أنفسهم اولا و تفعيل ساعة الزمن التي توقفت عقاربها عند ما يظنوا أنه الأفضل و الحل الامثل لاي مشكل ، وهذا ما يفسره سلوكهم و نهجهم و تصلبهم و فشلهم في مغادرة المساحة التي يراوحوا و يناوروا فيها دون محاولتهم للتقدم و التعلم أن ساعة التغيير لا تتوقف ولا تنتظر من لا يقرأ المستجدات و التطورات التي تضمن رؤيا وفهم الواقع الراهن و التعامل معه و الاستفادة لتطويعها لغاية البقاء و الصمود، فها هي نفس الادوات و الشعارات و الآليات يستخدموها و يفرضوها لتكون النتائج ليست بالافضل وان نجحت فهي لا تدوم و يكون عمرها و مفعولها قصير و تتجه نحو الاختفاء و الفناء وهذه سنة الحياة.
المستفيد الوحيد من الملفات الهامشية و إثارة عناوين الشق و النعرات هي فئات وتيارات تتواجد في مختلف المواقع الشعبية واحيانا رسمية وعلى كل المستويات الصغرى و المتوسطة و العليا تقتات على مقدرات هذا الوطن، لهذه الغاية تشغل الشعب الاردني الطيب الكريم بمواضيع تعزف على وتر يدغدغ مشاعر أغلبية أو يطرب بعض فيه حمية أو عصبية تضع عصابة على الأعين و تزيغ الأبصار عن المواضيع ذات الأولوية سواء مواضيع مرتبطه بملفات داخلية أو خارجية.

علينا أن لا نكتفي بالعموميات و التركيز على الهوامش بل الانخراط أكثر في الأساسيات خاصة بما يتعلق عناوين الهوية الوطنية الأردنية الجامعة ( داخليا ), وما تعكسه على الوحدة الوطنية و تصليب موقف الجبهة الداخلية لأجل الوصول إلى المواطنة الفاعلة لدى كل فئات وطبقات المجتمع الأردني من شتى المشارب الفكرية والسياسة والاجتماعية ، وصولا إلى درجة نقاوة عالية من الوطنية المشبعة بقيم القناعة و الولاء والانتماء للوطن ايما كان الطرف الذي يقف منه الفرد موالاة أو معارضة تقدم نقدا بناء، وتكون بوصلة الجميع الدولة الأردنية و الحفاظ على استقلالها و سيادتها وهذا يتحقق بترسيخ العدالة الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و الحرص على دفع مؤشرات التنمية و تحسين مستوى الظروف المعيشية للمواطن الذي يأن من وطأة الأوضاع الصعبة بفعل تأخر التعامل و معالجة الملفات الداخلية ، وتقديم الحل لها وهنا يكمن صلب الموضوع اذا أننا بحاجة إلى دعوة منا جميعاً على مستوى عقل الدولة في مراكز القرار و باقي المستويات السياسية و الشعبية إلى مراجعة و تقييم الوضع الحالي الراهن الصعب الذي وصلنا له بفعل ضعف أداء إدارة الحكومات السابقة مع عدم إنكار ضغط تداعيات الأحداث السياسية الخارجية ، الأمر الذي دفع العديد من فئات المجتمع سياسيين و أقلام صحافة لكتابة مجموعة من المقالات هي بمثابة رسالة إلى جميع الجهات المعنية مفادها ضرورة تفعيل ادوات الرقابة و المحاسبة و مكافحة الفساد ثم الدعوة إلى الأرتكان والاستعانة بالكفاءات الوطنية التي لا تنتظر أو تنظر إلى الوطن من عين المنفعة و المكتسبات الشخصية ، خاصة في هذه المرحلة الحرجة و الحساسة من تاريخ مملكتنا الأردنية الهاشمية الممتدة نحو مئويتها الثانية في ملكيتها الرابعة بقيادة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه بعزم وقوة ثابت ليكون اليوم الاردن قوي و غدا الاقوى دون القلق من اي تهديد أمني أو عسكري أو اقتصادي قد يتعرض له و يكون خطره وجودي على كيان و هيكل الدولة و مؤسساتها و مجتمعها وهذا لا يتحقق إلى بالفهم الفلسفي السياسي الاستراتيجي العميق للهوية الوطنية الأردنية و عناصرها الثلاث الوحدة الوطنية والمواطنة الفاعلة و الجبهة الداخلية المتماسكة .
هذا الوطن قيادة و أرضا يستمد ثقته وقوته من انتماء أبناء عشائره و قواه السياسية الناضجة الحقيقية ، لأنه وطن لا نملك سواه نريده آمنا مطمئنا مستقرا عزيزا كريما رايته خفاقة دائما في سماه.