شريط الأخبار
العيسوي يستقبل 400 من شيوخ ووجهاء وشباب ونساء من مختلف المحافظات اجتماع بالعقبة لبحث مستجدات مشروع ميناء الشيخ صباح لتأمين الغاز الطبيعي ولي العهد: رحلة مثمرة إلى اليابان ولي العهد يعقد عددا من اللقاءات الاقتصادية في طوكيو رئيس "النواب" يلتقي وفدا من مؤسسة "كونراد أديناور" الألمانية مكافحة المخدرات تحبط محاولة شخصين من جنسية عربية تصنيع مادة الكريستال المخدرة داخل الأردن الجيش يحبط محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا ولي العهد يبحث مع رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي توسيع التعاون الاقتصادي والتنموي العيسوي يرعى توقيع اتفاقيات لتنفيذ المرحلة الثانية لمبادرة عربات الطعام رئيس الوزراء يستقبل رئيس مؤسسة كونراد أديناور الألمانية وزارة الثقافة والهيئة العربية للمسرح توقعان مذكرة تعاون مشترك ولي العهد يلتقي رئيس الوزراء الياباني في طوكيو اجواء صيفية حتى الأحد الاتحاد الفلسطيني : مباراة فلسطين وعُمان ستقام في القويسمة الحكومة تعلن عن اطلاق 4 خطوط رابطة بين عمان والمحافظات وزير "اسرائيلي": سنفعل بايران ما فعلناه لغزة الاحتياطي الأجنبي يرتفع في الأردن لنحو 23 مليار دولار ساكاري وليس تفوزان في مستهل روما المفتوحة 100 شهيد في 24 ساعة بغزة مجمع الملك الحسين للأعمال يوقع اتفاقيتين لإنشاء فندق فئة رجال الأعمال وشقق فندقية

الشرفات يكتب: كي لا تكون خيانة الوطن وجهة نظر !

الشرفات يكتب: كي لا تكون خيانة الوطن وجهة نظر !
د.طلال طلب الشرفات
حديثُ جلالة الملك مع رفاقِ السِّلاح من المتقاعدين العسكريين، والغضبُ الهاشمي "الممزوج بالحزنِ والإدانةِ" الذي تَبدّى على مُحيَّاه السَّامي يُميط اللثامُ عن مشروعيةِ التَّحذيرِ الدائمِ من مخاطرِ أعداء الدَّاخلِ الذين لا يَرقبونَ في الوطن إلّاً ولا ذمَّة؛ في وقت يشهد الوطن أخطرَ مراحلِ الاستهدافِ، ومحاولات تقويض السِّيادة الوطنيَّة، ومؤآمرات التَّهجير.

مظاهرُ الاستجداء، والعلاقاتُ المشبوهة مع السَّفارات، ومراكز الرَّصد الأجنبي؛ سلوك "وضيع" يُثير التَّقيؤ والاشمئزاز، ويُوقِعُ اللوم على الدَّولةِ ومؤسساتها؛ لتباطؤ اجتثاث هؤلاء من المشهدِ العامِ في أوقاتٍ مبكرةٍ من بروزِ سلوكهم المُشين، والقوى والأشخاص الذين يتلقونَ أوامر من خارجِ الوطن؛ هم مجرمون بحق الدولة والدستور، والشُّروع بمحاكمتهم العادلة والحازمة واجب لا يعلو عليه واجب، وضرورة لا يُخلطها ريب.

الخيانةُ ليستْ وجهةُ نَظر، والمكانُ الطبيعيُ لهؤلاء السُّجون التي تلجم ضلالهم، والقبور التي تئد خياناتهم حال ثبوت اقترافهم لتلك الجرائمِ، والأردنُ الذي بُنِيَ بالصَّبرِ، ودماء الشهداء، وتضحيات البُناة الأوائل، وعرق الأردنيين المُكلل بالكرامةِ والشَّرفِ الوطني لا يقبلُ ترابهُ المُقدس أن يطأهُ العملاءُ، والخونةُ، ودُخلاءُ الدَّار؛ فألفُ عدوٌ خارج البيت، ولا واحد داخله.

في فقه وقيم الأحرار يتقدم الشَّرف الوطني على الشَّخصي، وغياب الشَّرف يعني الانزلاق نحو مساحات الانحدار، و"الخِسَّة"، والعَمالة، والنَّقيصة، والشَّعوب التي تقبل أنْ يكونَ بين ظهرانيها أحد من هؤلاء؛ هي شعوب خائرة مُنهكة مُستكينة ركنت إلى الدِّعة، والذُّل، والخنوع، وهذا ما ليس بشعب هم أحفاد الكرامة، وباب الواد، والسَّموع ينتفضون كالبركان عندما يُحل بالوطن خطر أو ضيم.

لا أستطيع أن أجزم بمن قصدهم البوح الملكي الغاضب والسَّامي، وتلك مسؤوليّةُ الدولةِ وأجهزتِها، وقضاؤنا العادل النَّزيه، ولكن التَّسامحَ مع هؤلاءِ هو تكريس وترسيخ لازدواجية الخطاب والسُّلوك، وخطيئة بحق الوطن، ودمجهم في مواقع القرار مَثْلمة لا تُغتفر في وطنٍ هو بين الرِّمش والعين من كلِّ الأردنيين الأحرار الذين جاعوا وما باعوا، وعانوا وما خانوا؛ لسبب بسيط هو أنَّ الكرامةَ والشَّرفَ في المعايير الوطنيّة ليس لهما ثمنٌ.

"في فمي ماء"، ولكن الوقت أضحى مُلِحَّاً لمُراجعةٍ شاملةٍ لخياراتنا الوطنيّة الحقيقية في الإدارةِ، والإعلامِ، والسِّياسة، والاقتصاد، وقد بات واجباً تخليصنا من بعض الخيارات "الباهتة" و"المهترئة" التي أثقلت كاهلِ الأردنيين، و"داست" على أنفاسِهم المُتخمةِ بالقلقِ، والمُترعةِ بالصبرِ، ولعل لسان الحال يَشي بأن الأردن يستحق.