
القلعة نيوز:
ما حدث في أحد مدارس الرصيفة بحرق أحد الطلاب من قبل زملاؤه يجب أن لا تمر مرور الكرام ، وإنما هي دقت ناقوس الخطر نحو أي اتجاه تسير الإدارة العامة والإدارة التربوية، وقد يقول قائل أن ما حدث يحدث في جميع أنحاء العالم ، ونقول له نعم، هذه ليست الحالة الأولى تحدث في مدارسنا ، وإنما هناك الكثير من حوادث العنف التي حصلت وتحصل في مؤسساتنا سواء التربوية ، أو المستشفيات ، أو الإدارية من اعتداءات أو عنف، سواء تجاه المعلمين ، أو الطلبة ، أو الأطباء وغيرهم وهكذا دواليك ، ولنتذكر ما حدث مؤخراً قبل فترة ليست بالبعيدة في أحد مدارس محافظة مأدبا ، وما حدث في مستشفى الكرك ، خلال أقل من أسبوعين ، هذه السلوكيات سببها غياب الرقابة الإدارية ، على المسؤولين ، وعدم محاسبة المسؤولين من قيادات إدارية على تجاوزاتهم ، فأصبح بعض القادة الإداريين يتعامل مع المنصب سكن تسلم، لأنه يعرف أنه مسنود من متنفذين، وأصبحت ظاهرة التمديد لمعظم القيادات الإدارية الذين جلسوا كرسي القيادة سنوات طوال هي الأصل ومنتشرة بشكل واسع، فتراخى أداؤهم، وأصابهم الملل والكسل في الأداء ، ولم يبقى لديهم شيء جديد يقدموه، فترهلت مؤسساتنا المختلفة، وأصبح معظم القادة الإداريين مطمئنين أنهم مخلدين في مناصبهم حتى عمر الخامسة والستين، حتى يسكر عداد العمر، دون رقيب أو حسيب ، وما زلنا نتحدث عن التحديث الإداري ، وفي عز انهماك الحكومة في عملها في إنجاز منظومة التحديث الإداري ، وذروة حديثها عن التحديث الإداري ، ولا أعلم أو نعلم ما هو التحديث الإداري الذي هو في ذهن حكوماتنا الرشيدة ، هل هو مجرد تشريعات، أو تجديد أثاث المكاتب، أو التحول نحو الحكومة الإلكترونية والرقمنه ، دون المساس بتجديد وتحديث القيادات الإدارية ، التي طال عليها الزمن، فحكومتنا الرشيدة برئيسها المحترم والنشيط، قامت بتعيين أحد القيادات لأحد المؤسسات الوطنية دون اللجوء إلى إعلان المسابقة أو المنافسة ، في حين لجأت إلى إعلان الشواغر في المؤسسات الأخرى إلى نظام المنافسة من المسابقة وفق نظام تعيين القيادات الإدارية ، تحدثنا كثيراً أن التحديث والتطوير الإداري لا يمكن أن يتحقق بنفس الأدوات والقيادات السابقة مع الاحترام والتقدير لهم ولجهودهم، الإدارة العامة بحاجة إلى ثورة إدارية بيضاء تبدأ من قمة الهرم الإداري إلى القاعدة، لأن المياه تنزل إلى الأسفل ، ولا تصعد إلى الأعلى ، والمياه الراكدة آسنة، لا بد من تحريكها، وختاماً نسأل الله العفو والعافيه ، والسلامة لجميع طلابنا وموظفينا، ومجتمعنا الوفي ، وأن يبقى الأردن أمنا مطمئناً في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة ، وللحديث بقية.