شريط الأخبار
الحكومة: البدء بإنشاء 19 مدرسة في مختلف محافظات المملكة إجراءات وقائية لـ46 شخصا بعد وفاة طالب بسبب السحايا في الطفيلة وزير التنمية الإدارية السوري يستقبل السفير القضاة المومني يؤكد أهمية الوعي في التعامل مع تدفق المعلومات وضرورة التحقق من مصداقيتها الملك يتابع سير العمل في البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي المنطقة العسكرية الشمالية تحبط محاولة تسلل على إحدى واجهاتها الحدودية الأردن وسوريا يتفقان على فتح قنوات التجارة لجميع السلع بداية 2026 الملكة رانيا تشارك بعشاء خيري أقيم في متحف الفن الإسلامي بالدوحة "الغذاء والدواء" تضبط 13 تنكة زيت مغشوش في جرش وزير الثقافة : مشروع السردية الوطنية سيعتمد أساليب جاذبة بصريا ومعلوماتيا الإدارة المحلية تدعو للاستفادة من خصومات وإعفاءات ضريبة الأبنية والأراضي قبل نهاية العام السفير الباكستاني: الأردن دولة ذات أهمية استراتيجية ‏الأردن والسعودية يوقعان برنامجا لتعزيز التعاون في المجالات العدلية القاضي للعرموطي: الخامسة والاخيرة! العرموطي: الأردن من أغنى الدول بالمعادن والحكومة لا تعرف كيف تستغلها مجلس النواب يحيل مشاريع قوانين إلى لجانه المختصة (تفاصيل) الخلايلة يرد على الخلايلة: انا بخلط! .. وابورمان يفزع للنائب الرياطي: كارثة العقبة في رقبة الحكومة .. ويطالب بلجنة تحقيق المصري للوزراء: اتصالاتنا لتحقيق مصالح المواطن وليست شخصية الزعبي: ضريبة الطرود البريدية غير دستورية

مرحلة ما بعد "الاخوان" المحامي معن عبد اللطيف العواملة

مرحلة ما بعد الاخوان  المحامي معن عبد اللطيف العواملة

القلعة نيوز:

بداية، لا بد من وقفة اجلال و احترام لفرسان الحق في دائرة المخابرات العامة، و اخوتهم في كافة اجهزة الدولة الاردنية من امنية و عسكرية و مدنية، على انجازهم الكبير باحباط المخططات الارهابية للخلايا الضالة و رصد ارتباطاتهم و اظهار حقيقتهم للعيان. و ايضا يقدر الشعب الاردني لحكومته التحرك القانوني و السياسي و الاداري الحصيف و المحكم للتعامل مع هذه الازمة بعزيمة و اقتدار.

اثبت الاردن على مر تاريخه انه لا تضيره اعمال الارهاب تحت اي شعار، فهو بوعي شعبه و وحدته الوطنية و يقظة اجهزته اقوى من ذلك بكثير. الاردنيون يعرفون ان من يضمرون الشر لهذا الوطن هم موتورون مجرمون لا ينتمون الى الوطنية او العروبية و لا الى الدين الحنيف، بل هم موغلون في ظلمات عقولهم و قلوبهم المريضة و نواياهم الشريرة.

الامن و الامان في الاردن لم يتحققا من غير العمل المهني الدؤوب. مصدر قوة امننا و بحمد الله انه مبادر، لا يبنى على ردة الفعل، نبراسه الدقة في تحري المعلومة ثم اتخاذ الاجراءات السليمة، و في وقتها. و خلال ذلك كله فقد تميز عمل المخابرات الاردنية بالهدوء و المهنية بعيدا عن المظاهر. هذا النهج هو ما اسس الاردن واحة امن و سلام في محيط عاصف.

منذ زمن بعيد، و اجهزة الدولة الامنية تتابع جماعة الاخوان المسلمين و تجمع المعلومات و تقدم التقارير بالنشاطات المشبوهة المستترة خلف تحركات سياسية ذات خطاب ملىء بالمعاني الملونة و الشعارات الفضفاضة القابلة للتأويل. و لان الاردن بلد التنوع و التعدد و التسامح، تم التعامل مع الجماعة عبر العقود بالحوار و باللين و سعة الصدر. و مع كل الشد و الجذب، كانت الجماعة تمارس المزاودة و تستخدم المنابر الدينية لدغدغة العواطف، و تمرير اجنداتها غير الوطنية، بينما تستمر الدولة بنهج "مسك العصا من النص". الى ان وصلنا الى مرحلة خرجت بشكل واضح عن الاطار الامني و القانوني و السياسي و الوطني، فكان لا بد من الضرب بيد من حديد و قطع الطريق كليا على اي التفاف و تمويه او اجرام.

نحن نعبش لحظة فارقة، و لا بد لنا من وقفة جادة. آن لنا ان ندرك ان مكافحة الارهاب و التطرف و الافكار الضلالية ليست مسؤولية امنية حصرية. الجاهزية الامنية هي محور اساس، و لكننا بحاجة ماسة الى استراتيجية وطنية شاملة لمكافحة الافكار المتطرفة يكون المحور الامني جزءا حيوياً منها و لكنه ليس الوحيد. مطلوب تفعيل العناصر الثقافية و الاجتماعية و السياسية. اين قادة المجتمع و اصحاب الفكر و السياسيين عن تحليل الاسباب التي تجعل من الشباب لقمة سائغة للتنظيمات غير الوطنية ذات الافكار المدمرة؟ كيف تغلغل هؤلاء في المجتمع يبثون افكارهم الحاقدة و تحت اي ستار؟ علينا ان نعترف ان الافكار الدينية المضللة منتشرة بين ظهرانينا بشكل مخيف و اكبر مما نتصور.

الشجاعة الوطنية تقتضي ان نواجه المشكلة من جذورها و ان نطرح الاسئلة المركزية، و على رأسها طبيعة الدولة المدنية التي نريد؟ و ما هي خصائص الحراكات السياسية التي تعبر عن نبض الوطن و كيف نعزز من فرص نجاحها؟ علينا ان ندرك اللحظة التاريخية التي فرضها الظرف الحالي، و ان نقتنص الفرصة السياسية السانحة، و الا اعاد التاريخ نفسه! على مرحلة "ما بعد الاخوان" ان تجب ما قبلها.