
بسم الله الرحمن الرحيم"
يوم العمال العالمي: تقديرٌ للجهود واحتفاءٌ
بالإنجازات
يحتفل الأردنيونَ
والعالم في الأول من مايو من كل عام بـــ(يوم العمال العالمي)، وهو يومٌ مُميز
بالنسبةِ للعاملينَ في مُختلف القطاعات الحكومية والخاصة، ففي هذا اليوم، يُعتبر "العاملون"
هم محور الاهتمام، ويُحتفل بإنجازاتهم وجهودهم التي تسهم في بناء المُجتمع وتقدمه،
وعيد العمال هو عيدنا جميعاً.
وفي أهمية
العمل والعاملين نستذكر دائماً أنَّ "العمل" هو أساس بناء المُجتمعات
وتقدمها، و"العاملون" هم الذين يبذلون الجهود؛ لتحقيق الأهداف والتنمية،
فبدون العاملين، لن يكون هُناكَ تقدم أو نمو، ولذلكَ فإنَّ (يوم العمال) هو فرصة
لتقدير جهودهم الطيبة، والاحتفاء بإنجازاتهم في مختلف القطاعات. ففي ديننا
الإسلامي الحنيف يعتبر العمل عبادة، والعاملون يُثابون على جهودهم؛ قال الله تعالى
في القرآن الكريم: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ
وَالْمُؤْمِنُونَ) (سورة التوبة، آية 105). وقال النبي محمد عليه الصلاة والسلام:
"ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده" (رواه البخاري).
وفي الحديث: مر
على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ رجلٌ فرأى أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ من جلَدِه ونشاطِه فقالوا: يا رسولَ اللهِ لو كان هذا في سبيلِ
اللهِ؟! فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنْ كان خرج يسعى على ولدِه
صغاراً فهو في سبيلِ اللهِ ، وإن كانَ خرجَ يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في
سبيلِ اللهِ ، وإنْ كان خرجَ يسعى على نفسِه يعفُّها فهو في سبيلِ اللهِ ، وإنْ
كانَ خرجَ يسعى رياءً ومفاخرةً فهو في سبيلِ الشيطانِ".
(أخرجه الطبراني (282) (19/ 129) (الدرر السنية: https://dorar.net).
وخاصةً إذا
اجتمع العمل والمعونة للآخرين معاً، ففي الحديث: قال: صلى الله عليه وسلم: (إنَّ
المعونة تأتي من الله على قدر المئونة) يعني: أنَّ الله عز وجل يعينك إن ذهبت
للعمل من أجل نفقتك وأهلك، وما عليك إلا أن تسعى، فستأتي المعونة منه سبحانهُ وتعالى
على قدر المئونة فلا تكسل، بل اعمل، وإن كان العمل الآن لا يأتي بالثمن الكبير،
ولكن على الأقل عملت وأريت الله عز وجل من نفسك أنك بذلت الجهد وبحثت وتعبت في هذا
العمل الذي لقيته على قدر الحال، فالله عز وجل يعطيك الأجر، وييسر لك ما هو خير
لك، لكن كونك تجلس وتنتظر الرزق يأتيك من السماء فلا، إن السماء لا تمطر ذهباً ولا
فضة، بل اخرج وأسعى وابحث عن الرزق، ورزقك يأتيك طالما بحثت. (شرح رياض الصالحين: https://shamela.ws/book).
وفي يوم عيد
العمال، نستذكر القدر الكبير من الجهود التي يقوم بها العاملين في بناء المُجتمع،
فالعاملون يلعبون دوراً هاماً في بناء المجتمع وتقدمه وتحقيق التنمية المستدامة
بأنواعها، فهم يسهمون في:
- العاملون في مختلف القطاعات يسهمون في إنتاج السلع
والخدمات التي يحتاجها المجتمع وزيادة الدخل القومي.
- العاملون في مجالات مثل: الصحة والتعليم والبنية
التحتية يسهمون في تحسين جودة الحياة للجميع.
- العاملون في
مجال البناء والتشييد يسهمون في بناء البنية التحتية التي تحتاجها المجتمعات.
- العاملون يقدمون الخدمات الأساسية في مجالات متنوعة مثل:
الصحة والتعليم والخدمات التي يحتاجها المُجتمع.
وأخيراً في
يوم عيد العمال، نُقدر جهود العاملين في مُختلف القطاعات، ونحتفي بإنجازاتهم التي
تُسهم في بناء المُجتمع وتقدمه، فالعاملون هم أساس التقدم والتنمية المُستدامة
بأنواعها، ولذلك فإننا نُثني على جهودهم ونُحيي صبرهم وعزيمتهم.
كتبهُ، د.
ضرار مفضي بركات
محاضر
غير متفرغ سابقاً/ ج. جدارا/ ويعمل لدى وزارة التربية والتعليم/ المملكة الأردنية
الهاشمية
عضو
لرابطة الأدباء والمثقفين العرب/ وعضو الاتحاد الأكاديميين والعلماء العرب
Drarbrkat03@gmail.com