شريط الأخبار
الأعيان يقر صيغة الرد على خطاب العرش الأردن يرسخ مكانته مركزا إقليميا لصناعة الألعاب الإلكترونية هيئة الإعلام تعمم بحظر النشر بقضية موظف دائرة الآثار العامة النائب الرياطي يسال رئيس الوزراء عن نقل مدربي محطات المعرفة الاميرة أية بنت فيصل تحضر مباراة كرة الطائرة بين الأردن وهونغ كونغ في بطولة آسيا للناشئات ( صور ) الهيئة الخيرية الأردنية توزع وجبات طعام ساخنة و1000 طرد غذائي في قطاع غزة منتدى التواصل الحكومي يستضيف أمين عام وزارة التربية والتعليم السلط وكفرنجة يلتقيان الثلاثاء في نهائي كأس الأردن لكرة اليد البطاطا والخيار بـ25 قرش في السوق المركزي اليوم أعمال صيانة وتخطيط على طريق العدسية–ناعور باتجاه الشونة وتنبيهات للسائقين ارتفاع أصول صندوق استثمار الضمان إلى 18 مليار دينار بنمو 1.7 مليار خلال 2025 تحويل مستحقات معلمي التعليم الإضافي والمسائي والمخيمات ورياض الأطفال للبنوك ارتفاع أسعار الذهب في الأردن 40 قرشًا وعيار 21 يسجل 81.70 دينارًا بيرس مورغان يكشف أول سر من مقابلته المنتظرة مع كريستيانو رونالدو عذبها زوجها وحبسها بالحمام.. وفاة ثلاثينية بسبب التعذيب في الزرقاء سوريا.. إصابات في هجوم مركّب على مقر عسكري الذهب يستعيد بريقه ويصعد مع بداية الأسبوع أرني سلوت يعلق على إنجاز محمد صلاح بعد هدفه أمام أستون فيلا عاجل زخات مطرية متوقعة على مناطق في المملكة اليوم شرطة الاحتلال تعتقل المدعية العسكرية الإسرائيلية

الإعلام الإسرائيلي وضرب وحدة المجتمع السوري وتعزيز سرديات التجزئة*

الإعلام الإسرائيلي وضرب وحدة المجتمع السوري وتعزيز سرديات التجزئة*
 *الإعلام الإسرائيلي وضرب وحدة المجتمع السوري وتعزيز سرديات التجزئة*

*د. عبدالله حسين العزام*

من الملاحظ بعد إنتصار الثورة السورية واستمرار السوريين بثبات بالانطلاق في المرحلة الانتقالية بقيادة الرئيس السوري أحمد الشرع، والتوجه نحو إعادة البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ووضع سوريا في موقعها الحيوي والطبيعي في الحضن العربي، بعد أن دمرت في عهد نظام الأسد القمعي وسقوط الدولة الأمنية بكافة تشكيلاتها على اختلاف مسمياتها، بدأ الإعلام الإسرائيلي - الصهيوني يضع سوريا الدولة والمجتمع في مرمى الحرب الأيديولوجية! من حيث اللعب على وتر الطائفية والانقسام الداخلي إذ يعتمد الإعلام الصهيوني - الإسرائيلي في تعامله مع سوريا الجديدة وصعود الرئيس السوري الشرع سدة الحكم، على استراتيجيات تقسيمية، وتسليط الضوء على الانقسامات الطائفية والإثنية، وتصوير سوريا كدولة تستهدف الأقليات، وأن حكومة كيان الاحتلال كحامية للدروز، بغرض ضرب وحدة المجتمع السوري، وتعزيز سرديات التجزئة والتفكك.

لكن ما يثير التساؤلات في ظل الحراك الصهيوني - الإسرائيلي داخل بعض مناطق الجغرافيا السورية ، ما طرحته المبادرة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة وتضم تركيا وروسيا وكيان الإحتلال كلجنة رباعية بحسب ما ذكره مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، والتي أشارت إلى ضرورة تحقيق هدف الاستقرار للحكومة الجديدة في دمشق ذات الخلفية الإسلامية، وهذا يتعاكس ويتناقض من جهة بما يحدث واقعياً من حيث السلوك الإسرائيلي على الأراضي السورية والتدخل في الشأن الداخلي السوري تحت شماعة ضمان حماية الأقليات، لكنه يتوافق من جهة أخرى مع ما أشارت له المبادرة الرباعية صراحة والذي بموجبه أن الولايات المتحدة مسؤولة عن الأكراد، وكيان الإحتلال عن الدروز، وروسيا عن العلويين، وتركيا عن الجماعات السنية، وكذلك يتعاكس ويتناقض مع ما يحدث خلافاً للتعامل الغربي مع الإسلام السياسي، إلى جانب تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب، بتهجير الفلسطينيين ومطالباته المتكررة لكل من مصر والأردن باستقبالهم.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل غيّر الغرب في قواعد اللعبة؟ اتجاه الإسلام السياسي؟ والذي لطالما تعامل معه كعدو، من حيث عدم السماح له بالوصول للحكم، باعتبار أن الإسلام هو العدو رقم واحد من وجهة نظرهم الفكرية، وأنه يمثل الخطر الحقيقي على الحضارة الغربية، وفقا لصمويل هنتغنتون، في كتابه صراع الحضارات، أم أن الغرب يتعامل مع الواقع السوري الجديد والإرادة الوطنية للسوريين نتيجة حسابات سياسية وأمنية واقتصادية بحكم الأمر الواقع، بعد الإطاحة بنظام الأسد البائد بعد عقود من حكم ينحاز إلى إلى المحور الإيراني ويقوم على الأمن لا القانون، وعلى الولاء لا الكفاءة، وعلى القمع لا المشاركة، وإصرار السوريين نحو الحفاظ على وحدة التراب السوري، وإصرارهم على احترام التنوع وضمان اللامركزية ورفض القداسة السياسية والاملاءات الخارجية.

أم أن ما تتعرض له سوريا من حرب إعلامية تفكيكية وأيديولوجية قذرة تستهدف شكل ونظام الحكم في سوريا والجغرافيا السياسية والشعب في آن، هي تأكيد على أن هذا ليس معزولًا عن السياق العربي ككل، بل هو جزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يسعى إلى تفكيك كل دولة عربية ذات موقف سيادي، أو ذات موقع جيوسياسي، وتشويه رموزها، وإضعاف تماسكها الداخلي، حتى تُفرض "إسرائيل الكبرى" كأمر واقع في الوعي قبل الجغرافيا!. وهذا ما أشار له ابن غوريون أن ركز عليه بقوله: "ليست القنبلة النووية هي التي تحمي إسرائيل وإنما الحرب الأهلية العربية هي التي ستجعل من إسرائيل دولة قوية ومهابة"