شريط الأخبار
بسبب الحرب على غزة.. مئات المعلمين الإسرائيليين يدخلون في إضراب حماس: نؤيد تشكيل حكومة من المستقلين لإدارة قطاع غزة ترامب ممازحا : لدي رغبه بأن اصبح بابا الفاتيكان القادم غوتيريش يعين الكولومبية هولغوين مبعوثة شخصية إلى قبرص تنظيم الاتصالات تشارك في مؤتمر القادة البريديين الثاني في المنطقة العربية قيادة القوة البحرية والزوارق الملكية تنظم لقاء مع عدد من متقاعديها العسكريين في معان نتنياهو يوافق على خطط توسيع القتال في غزة التل يكتب : لدينا ملك عظيم. رئاسة الوزراء تنشر نتائج الفرز الأولي لوظيفة أمين عام وزارة العمل الأردن يدين القصف الإسرائيلي الذي استهدف محيط القصر الرئاسي بدمشق (اكتب… فالكلمة بداية الإصلاح) المحرر الصحفي محمد الفايز الملك يعقد لقاءين مع الرئيس الألباني ورئيس الوزراء في تيرانا الأميرة غيداء طلال برفقة الأميرة رجاء بزيارة إلى المركز الحسين للسرطان الرواشدة يرعى أمسية وطنية ثقافية في مدرسة الثوابت التربوية بلواء المزار الجنوبي الأمن العام يُجدد التحذير من حوادث الغرق والحرائق مع دخول موسم التنزه الفايز يفتتح مهرجان العودة إلى الصيد بعد توقف دام 4 أشهر في العقبة الأمن العام يواصل حملته البيئية للحفاظ على المواقع الطبيعية أسعار المعادن تصعد مع فتح باب التفاوض التجاري بين أميركا والصين أجواء لطيفة الحرارة في أغلب المناطق اليوم ومعتدلة غدا الملك: المنطقة لن تنعم بالاستقرار دون منح الفلسطينيين كامل حقوقهم المشروعة

الإعلام الإسرائيلي وضرب وحدة المجتمع السوري وتعزيز سرديات التجزئة*

الإعلام الإسرائيلي وضرب وحدة المجتمع السوري وتعزيز سرديات التجزئة*
 *الإعلام الإسرائيلي وضرب وحدة المجتمع السوري وتعزيز سرديات التجزئة*

*د. عبدالله حسين العزام*

من الملاحظ بعد إنتصار الثورة السورية واستمرار السوريين بثبات بالانطلاق في المرحلة الانتقالية بقيادة الرئيس السوري أحمد الشرع، والتوجه نحو إعادة البنى السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ووضع سوريا في موقعها الحيوي والطبيعي في الحضن العربي، بعد أن دمرت في عهد نظام الأسد القمعي وسقوط الدولة الأمنية بكافة تشكيلاتها على اختلاف مسمياتها، بدأ الإعلام الإسرائيلي - الصهيوني يضع سوريا الدولة والمجتمع في مرمى الحرب الأيديولوجية! من حيث اللعب على وتر الطائفية والانقسام الداخلي إذ يعتمد الإعلام الصهيوني - الإسرائيلي في تعامله مع سوريا الجديدة وصعود الرئيس السوري الشرع سدة الحكم، على استراتيجيات تقسيمية، وتسليط الضوء على الانقسامات الطائفية والإثنية، وتصوير سوريا كدولة تستهدف الأقليات، وأن حكومة كيان الاحتلال كحامية للدروز، بغرض ضرب وحدة المجتمع السوري، وتعزيز سرديات التجزئة والتفكك.

لكن ما يثير التساؤلات في ظل الحراك الصهيوني - الإسرائيلي داخل بعض مناطق الجغرافيا السورية ، ما طرحته المبادرة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة وتضم تركيا وروسيا وكيان الإحتلال كلجنة رباعية بحسب ما ذكره مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، والتي أشارت إلى ضرورة تحقيق هدف الاستقرار للحكومة الجديدة في دمشق ذات الخلفية الإسلامية، وهذا يتعاكس ويتناقض من جهة بما يحدث واقعياً من حيث السلوك الإسرائيلي على الأراضي السورية والتدخل في الشأن الداخلي السوري تحت شماعة ضمان حماية الأقليات، لكنه يتوافق من جهة أخرى مع ما أشارت له المبادرة الرباعية صراحة والذي بموجبه أن الولايات المتحدة مسؤولة عن الأكراد، وكيان الإحتلال عن الدروز، وروسيا عن العلويين، وتركيا عن الجماعات السنية، وكذلك يتعاكس ويتناقض مع ما يحدث خلافاً للتعامل الغربي مع الإسلام السياسي، إلى جانب تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب، بتهجير الفلسطينيين ومطالباته المتكررة لكل من مصر والأردن باستقبالهم.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل غيّر الغرب في قواعد اللعبة؟ اتجاه الإسلام السياسي؟ والذي لطالما تعامل معه كعدو، من حيث عدم السماح له بالوصول للحكم، باعتبار أن الإسلام هو العدو رقم واحد من وجهة نظرهم الفكرية، وأنه يمثل الخطر الحقيقي على الحضارة الغربية، وفقا لصمويل هنتغنتون، في كتابه صراع الحضارات، أم أن الغرب يتعامل مع الواقع السوري الجديد والإرادة الوطنية للسوريين نتيجة حسابات سياسية وأمنية واقتصادية بحكم الأمر الواقع، بعد الإطاحة بنظام الأسد البائد بعد عقود من حكم ينحاز إلى إلى المحور الإيراني ويقوم على الأمن لا القانون، وعلى الولاء لا الكفاءة، وعلى القمع لا المشاركة، وإصرار السوريين نحو الحفاظ على وحدة التراب السوري، وإصرارهم على احترام التنوع وضمان اللامركزية ورفض القداسة السياسية والاملاءات الخارجية.

أم أن ما تتعرض له سوريا من حرب إعلامية تفكيكية وأيديولوجية قذرة تستهدف شكل ونظام الحكم في سوريا والجغرافيا السياسية والشعب في آن، هي تأكيد على أن هذا ليس معزولًا عن السياق العربي ككل، بل هو جزء من مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يسعى إلى تفكيك كل دولة عربية ذات موقف سيادي، أو ذات موقع جيوسياسي، وتشويه رموزها، وإضعاف تماسكها الداخلي، حتى تُفرض "إسرائيل الكبرى" كأمر واقع في الوعي قبل الجغرافيا!. وهذا ما أشار له ابن غوريون أن ركز عليه بقوله: "ليست القنبلة النووية هي التي تحمي إسرائيل وإنما الحرب الأهلية العربية هي التي ستجعل من إسرائيل دولة قوية ومهابة"