
عميد مهندس يوسف ماجد العيطان
لست بارعا كثيرا في سرد التاريخ والغوص في أعماقه، لكنني اكتفي بالتأمل فيه والمرور مرورا طيبا للطيب منه وقراءة ملامحه، ولعل علمي ان جزئيتنا نحن الأردنيين فيه كانت طيبه، فلم يذكر عنا غلوا او تطرفا لكننا كنا نذكر في طيب رحابنا وترحابنا، وقوة شكيمتنا في التصدي والوقوف في وجه الظلم والاستعمار على كافة مراحله.
واذا ما انتقلنا إلى الذاكره الطيبه من ذاكرتنا جميعا في هذا الأردن فنستذكر أنبياء الله الذين اتسعت لهم الأردن ونستذكر خاتم الأنبياء حين استضل تحت الشجره شاهده على رحلة الشتاء والصيف مرورا بالأردن، ولكم أحب كثيرا استحضار هذه الذاكرة الطيبه.
كيف بنا عندما نستذكر خالد بن الوليد وجعفر بن أبي طالب وعبدالله بن رواحه وسعد بن أبي وقاص وضرار بن الازور واخته خولا، فذاكرة الزمان والمكان تتسع لرجولة رجال وايمان ويقين نساء وتتسع فقط، ليس الا بذاكرة طيبه لو اننا استحضرناها كثيرا بل دائما في ذاكرتنا لما احتجنا ان نذهب لحظة لغيرها من انهزاميه او ظلمه او حسره.
فأذا ما اخذتكم جميعا الى اجدادكم وأجدادنا وآباءكم وآباءنا اللاحقون من هذا القرن فسنجد من الذاكرة الطيبة الكثير على ضفتي نهرنا شرقه وغربه من بطولات وحضور وتميز وعنفوان أجمل ما في هذه المرحلة من التاريخ ان ثوابت ارتباطه ان هناك نهرنا شاهدا باقيا ان شاء الله.
مر على عالمنا اختلالات كثيره وصراعات طائفيه وتيارات فكريه ابتعدت عن الحكمه واليقين والإيمان ولا شك دائما أن دور الشر كان كامنا وموجودا وله دور كبير لكن علينا أن نلوم أنفسنا اولا فالله سبحانه وتعالى قال فلا تلوموني ولوموا أنفسكم، لكن الأردن بقي نزيها طيبا كريما عفيفا من ان يكون له يد في اي شر ونأى بنفسه عن ان يكون معول شر وبقي الخير الوافر في خيره الطيب في حضوره.
استذكر رحلتي كما هي رحلة الكثيرين طفولة وشبابا ودورا في مراحل الحياه فأحمد الله ان تتلمذت على ايادي طيبه كم انتم جميعا كانت البداية على يد أب مؤمن بيقين طيب فأخذ بيدي للمسجد لكنه ابدا لم يكن متزمتا او متشتت اليقين والإيمان والسلوك والفكر، واجزم ان كثيرين منكم أكرمهم الله بمثل والدي ومثل أبي آخذا بيده.
اما رحلة الشباب فأكرم الله هذا الأردن بوجود حكماء مؤمنين وقياده حكيمه لم تسمح ان تاخذنا وتاخذ شبابنا إلى صراعات فكرية وطائفية تأخذنا إلى تشتت وضياع ولا شك أن للقيادة لأولئك فضل في الصمود امام كل التحديات وما أصعب أن نسمح جميعا ان يأخذونا إلى ما لم يأخذونا من سبقوا من الشر.
ما أطيب وجود الطيبين من اهل الخير وما أصعب وجود الجاهلين من اهل الشر، وكم لأولئك دور طيب ولأولئك دور مؤذي إن سمحنا لأهل الشر شرا وما أطيب إن ابقينا لأهل الخير خيرا.
ستبقى الحكمة ضالة المؤمن وسيبقى من يؤتاها ان أوتي خيرا كثيرا، ولا شك أن احيانا كثيره يحتاج الأردن الى حزم عندما تشتد الخطب به ومن حوله، كم كان صعبا ما مر به غرب نهرنا من خطب وكم كان طيبا ما كان دور شرق نهرنا طيبا وما زال وسيبقى ان شاء الله بفضل من الله ونعمه.
عندما اضرب مثالا واستذكرت ذاكرة أحب دائما أن اذكر الطيب من الذكر الخالص النقي الصفي ليبقى مثالا طيبا وذكرا طيبا يذكرنا جميعا بأفضل مضرب مثل ودور طيب ليعطينا امل وايمان ويقين طيب فأستذكر الشيخ نوح سليمان القضاه من شرق الأردن واستذكر دوره في البناء والطيب من البناء لنا ولشبابنا ولأردننا واستذكر الشيخ محمد راتب النابلسي من بلاد الشام كم كان دوره طيبا سليما صافيا وابدا ما كان إلا معول بناء طيب.
لا شك اننا جميعا نحب الطيبات من القول والعمل والفعل والذكر والأثر، ولا شك أن هناك من الطيبين الذكر والأثر أمثال عبداللطيف عربيات ابو سليمان وذوقان سالم الهنداوي ابو احمد ولا شك إن أردنا ان نبقي الطيبات من الذكر والعمل فإننا قادرين أن نحافظ بذلك على أردننا شاهدا وفاعلا للطيب من دور بناءه وبناء الجيل الطيب من دور في بناء ألأمه والانسانية والبشرية والخلافة الطيبة في الارض ليس الا.
استذكر واحب استذكار الطيبات من القول والفعل والدور فلا استذكر ابدا ان كنت صاحب دور معول هدم او اذى لوطن طفلا وشبابا ورجولة وانضباطية، استغفر إن أخطأت وأعترف إن أخطأت وأأقدم ان أصبت واحمد الله إن اكرمني الله بفعل ما ينفع.
الأردن يستحق منا جميعا الكثير، فلا نأخذه بأيدينا إلى التهلكه، وحفظ الله هو يقيننا وايماننا.