شريط الأخبار
الفايز يستعرض عناصر قوة الدولة الأردنية وصمودها برئاسة كريشان "إدارية الأعيان" تزور مركز الخدمات الحكومية في المقابلين أعضاء مجلس مفوضي العقبة يؤدون القسم القانوني القوات المسلحة تحتفل بذكرى الهجرة النبوية الشريفة ورأس السنة الهجرية ارتفاع تدفق الاستثمار الأجنبي بالربع الأول 14.3% ليسجل 240 مليون دينار الإدعاء العام يستمع اليوم لبيانات النيابة العامة بقضية التسمم بكحول الميثانول الصحة: 57 حالة راجعت المستشفيات بسبب التسمم بمادة الميثانول وزير الأوقاف يفتتح ملتقى الوعظ ويوما خيريا في اشتفينا شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الأمن العام: إحالة قضية التسمم بالميثانول إلى مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى وزير المالية: الاقتصاد الوطني على المسار الصحيح ارتفاع مقلق في إصابات "السحايا" وسط تدهور الأوضاع الصحية في قطاع غزة ارتفاع غرام الذهب في السوق المحلية 70 قرشاً تعليق مثير لتركي آل الشيخ عقب فوز الهلال على مانشستر سيتي ارتفاع غرام الذهب في السوق المحلية 70 قرشاً بالملح والسكر .. وصفات طبيعية لتقشير البشرة في المنزل العناية بالبشرة في الصيف.. 5 خطوات تحمي من الشمس شوربة خضار بالزبدة .. وصفة بسيطة ومغذية! طريقة عمل ساندويش صحية بالكبدة والبصل للبشرة الدهنية.. خطوات فعالة لترطيب متوازن والتحكم في إفراز الزيوت

الشرفات يكتب : محمد حسين الشوبكي؛ الوطني الوقور

الشرفات يكتب : محمد حسين الشوبكي؛ الوطني الوقور

د. طلال طلب الشرفات

كلما رأيت الجنرال المُهاب أبا هاني في جنبات الوطن يتملكني الزَّهو بأنَّ الأردن بخير، وأنَّ الكوفيَّة الأردنيَّة الخالدة بهندستها الإستثنائية تفخر بالرؤوس المفعمة بالشَّرف والوقار التي تعتليها، والشوبكي إبن القلعة، والرِّفعة، ومدينة القادة، وحملة البنادق والبيارق، وزهو الصُّبح الأردني الشَّريف على الجباه المُترعة بالعفّة والعزّة، وطهارة المنشأ والمُبتغى، و"أبا هاني" ملح الأرض، وأيقونة الحداء الأردني الذي ملأ القلاع والتِّلاع رجولة، وأغدق على ترابنا الطَّاهر نبلاً وعزماً ورشداً لا ينضب.


ما ذهبت مكاناً لأداء واجب إلّا وقد سبقني إليه، وكل مرّة تهزّني قداسة الكوفيّة الحمراء بهدبها الأنيق، وتأخذ مكانها ومكانتها الرفيعة في الرُّوح، وأمثل بين يديه، ومحراب عينيه تلميذاً غضّاً يتعلم أبجدية الحُلم الأردني، والوفاء الأبدي للأرض والعرض والعرش، ويأخذني الذُّهول في سرمدية الحكاية الأردنيّة التي أنجبت حابس، وأنتجت الشوبكي، وكتبت فصول رواية فراس العجلوني، ومنصور كريشان، وألغت كلَّ لغات الدَّمج والمزج بين الوفاء، والرياء، والنقاء، والعِداء؛ فرسان يحمون الثُّغور بشرف، و"بًغاث" يغمس السِّكين في خاصرة الوطن.

طننتُ أنني أول من كتب عن أبا هاني، ولكن عالم الاجتماع، والزَّاهد الشَّرس العنيد صبري ربيحات قد سبقني في الوفاء لحالة أردنيّة نبيلة قد لا تتكرر لفترة طويلة، ولربَّما كان عشقي السَّرمدي للجنوب وأهله قد أضناني عن سلوك طريقي في رحلة الهوى الأردني الممسك بحنايا الرُّوح صوب الشَّمال، وما كنت لأكتب عن أحد أسياد قلعة الشوبك لولا رغبتي الجامحة في تَمَثُّلِ سجاياه، ونُبل نواياه التي أضحت نادرة "للأسف" في زمننا الصَّعب، وظروفنا المًثقلة بالهموم.

الباشا الشَّوبكي ظاهرة وطنيّة تستحق الإجلال والتَّقدير، وقدوة أردنيّة تستوجب الدِّراسة والبحث ليس لسبب وجودها، وإنَّما لسُبل تمثُلها والسَّير على هُداها، وهو أنموذج أخلاقي للمُحافظين الأردنيين الذين آمنوا بالدَّولة وهويتها الوطنيّة الأردنيّة، ومقتضيات كيانها وسيادتها، وصمودها في وجه العواصف والمؤآمرات، وقيمها الوطنيّة والاجتماعيّة الرَّاسخة، وعرشها الذي يصون كل مساحات النُّبل الأردني بروح الأسرة الواحدة، وبديرها بالحب.

"أبا هاني" أيقونة أردنية خالدة، وسلوك رفيع للشَّخصيَّة الوطنيّة، وما زال يؤدي دوره بإخلاص عزَّ نظيره، ومن رفاق السِّلاح للحسين الباني "طيّب الله ثراه" وعبدالله الثاني "حفظه الله" هم الأصدق قولاً والأخلص عملاً، وهم الذين تعلموا شرف الجندية، وآثروا المنيَّة على الدَّنيَّة، وصدقوا ما عاهدوا الوطن عليه، وكانوا دوماً الشَّمعة المضيئة في سماء الوطن.

نسأل الله أن يحفظ الباشا أبا هاني، وأن يُمتّعهُ بالصَّحة والعافية.