شريط الأخبار
ارتفاع تدفق الاستثمار الأجنبي بالربع الأول 14.3% ليسجل 240 مليون دينار الإدعاء العام يستمع اليوم لبيانات النيابة العامة بقضية التسمم بكحول الميثانول الصحة: 57 حالة راجعت المستشفيات بسبب التسمم بمادة الميثانول وزير الأوقاف يفتتح ملتقى الوعظ ويوما خيريا في اشتفينا شهداء وجرحى جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة الأمن العام: إحالة قضية التسمم بالميثانول إلى مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى وزير المالية: الاقتصاد الوطني على المسار الصحيح ارتفاع مقلق في إصابات "السحايا" وسط تدهور الأوضاع الصحية في قطاع غزة ارتفاع غرام الذهب في السوق المحلية 70 قرشاً تعليق مثير لتركي آل الشيخ عقب فوز الهلال على مانشستر سيتي ارتفاع غرام الذهب في السوق المحلية 70 قرشاً بالملح والسكر .. وصفات طبيعية لتقشير البشرة في المنزل العناية بالبشرة في الصيف.. 5 خطوات تحمي من الشمس شوربة خضار بالزبدة .. وصفة بسيطة ومغذية! طريقة عمل ساندويش صحية بالكبدة والبصل للبشرة الدهنية.. خطوات فعالة لترطيب متوازن والتحكم في إفراز الزيوت 6 مرطّبات طبيعية تمنحكِ بشرة ناعمة ومشرقة دون تكلفة مريض بالسكري؟ هذا ما تفعله القهوة في جسمك يوميا التغذية الصحيحة في الطقس الحار دراسة حديثة .. زيت إكليل الجبل العطري يحسّن الذاكرة

أبو خضير يكتب : حين يبكي الإمام.. من يُنصت ؟

أبو خضير يكتب : حين يبكي الإمام.. من يُنصت ؟
د.نسيم أبو خضير
نزلت دموعي.. ويالها من دموع لا تشبه غيرها ، رافقتها حشرجة تقطع الصدر ، ويملؤها الحزن والأسى ، حين بلغني نبأ أربع زهرات ذبلت ، إنها وفاة أربعة أطفال ، فلذات كبد ، أولاد إمام مسجد في منطقة أبو علندا ، قضوا إثر أسلاك كهرباء معراة منذ وقت نتج عنه تماس كهربائي قاتل ، في مسكن لا يليق بكرامة إنسان ، فكيف بإمام وهب عمره لخدمة كتاب الله وعباده ؟
كم آلمني صوت والدهم ، ذلك الإمام الصابر ، وهو يتأوه بكلمات مهزومة ، كأنها تخرج من بين أنقاض صدره المحترق ، تائهًا بين صدمة الفقد ، وحسرة التقصير ممن ناشدهم في وزارة الأوقاف التي ناشدها مرارًا لإصلاح الأسلاك الكهربائية المكشوفة في مسكنه المتواضع ، دون مجيب .
هؤلاء الأئمة ، من يتحدث باسمهم ؟ من يُنصفهم ؟ من يُنصت لأنينهم الخافت خلف منابر المساجد ؟
ياله من جهد يبذلونه ليس له مثيل ، يبدأ الواحد منهم يومه قبل أن يفتح الفجر عينيه ، فيوقظ المسجد من سباته ، ويشعل فيه الحياة ، يُنير المصابيح ، ويشغّل التدفئة في البرد القارس ، والمكيفات في حرّ الصيف ، يحضّر الماء كي يشرب المصلون ، يُنظّم المصاحف ، يتهيأ للصلوات ، ويظل مترددا على المسجد هناك من الفجر إلى ما بعد العشاء ، بينما الآخرون يغطّون في نومٍ دافئ .
ومع هذا ، تُرك الإمام في بعض المساجد في مساكن أشبه بالقبو.. ضيقة ، خافتة ، لا تدخلها الشمس ، بعضها ملاصق للحمّامات ، تتسرّب منها الرطوبة ، وتغيب فيها أدنى شروط الكرامة ، وكأنهم من قومٍ آخرين ! وفيهم حملة البكالوريوس والدكتوراه .
من سيُطفئ النار التي تشتعل في صدر والدة الأطفال ؟ من سيواسي قلبها المحترق ؟
من سيُعيد لهذا الإمام ما خسره ؟ وهل يكفي أن نقول "أعانكم الله وربط على قلوبكم" ؟
هل سنظل نرثيهم بالكلمات ونُقصّر بالفعل ؟
أيها المسؤولون.. أهذه مكافأة من حمل رسالة السماء في الأرض ؟
ألا يستحق الإمام بدل صعوبة عمل ، لا تقل عن 300 دينار ، لينتشل بها عائلته من قبو إلى سقفٍ يُنير الدفء جنباته ؟
ألا يستحق الإمام تحسين راتبه ، أسوة بزملائه من القضاة والمفتين في بقية الدوائر ؟ أليس من حقه أن يعيش بكرامة ؟
أليس أولى أن يُراجع ملف مساكن الأئمة فورًا ، بدل أن نبكي على كارثةٍ جديدة قادمة لا محالة إن ظلّ الحال على ما هو عليه ؟
المصاب جلل ، والخسارة لا تُعوض ، لكن الأمل أن يكون هذا الفقد الجلل جرس إنذار…
فقد يُبعث الوعي من بين ركام الحزن ، وتُبعث الكرامة من بين جدران الإسمنت الباردة ، حيث كان يلعب الأطفال الأربعة… قبل أن يأخذهم القدر.. ويتركون وراءهم إمامًا مكسورًا… يبكي وحده .
وإني والله على يقين أن الحزن والألم الذي أصاب جلالة سيدنا وجلالة الملكة وسمو ولي العهد ، لايقل أنملة عما أصاب والدة ووالد الأطفال الأربعة الذين قضوا في الحريق وهكذا أصاب كل الأردنيين .
حفظ الله بلدنا وقيادته الهاشمية الحكيمة ومواطنيه وأسبغ الله علينآ نعمه ظاهرة وباطنه يا رب العالمين.