شريط الأخبار
" وزارة الثقافة " تحتفل بعيد الاستقلال الـ ٧٩ / شاهد بالصور هل مستهم النار.... وزير الخارجية السعودي: المملكة وقطر ستقدمان دعما ماليا لموظفي الدولة في سوريا وزير الخارجية السعودي يؤم المصلين في المسجد الأموي رئيس النواب يرعى احتفال جمعية المنارة في إربد بعيد الاستقلال وزير الأوقاف": اكتمال تفويج الحجاج الأردنيين إلى مكة المكرمة سماوي: مهرجان جرش سيكون هذا العام متميزا ثقافيا ولي العهد: سعدت اليوم بافتتاح أعمال منتدى تواصل 2025 مصادر مقربة من حركة حماس الحركة سلّمت ردها على مقترح ويتكوف إلى الوسيطين المصري والقطري تثبيت سعر البنزين اوكتان 90 وتخفيض الـ 95 والسولار المصري يفتتح مشاريع جديدة في بلدية الحلابات وزير الداخلية يفتتح متحف الحياة الشعبية في الكرك بحلته الجديدة ملتقى الحوكمة العاشر لصندوق استثمار أموال الضمان: نحو تمثيل مؤسسي فاعل واستثمار مستدام افتتاح مصنع "الشرنقة" في الكرك لتعزيز التنمية المستدامة بعد منع الاحتلال .. اللجنة الوزارية العربية تؤجل زيارة رام الله تثبيت بند فرق اسعار الوقود في فاتورة الكهرباء عند صفر الفايز: العلاقات الأردنية الكويتة استراتيجية وتخدم مصالح الشعبين والأمة العربية عجلون :الأيام الثقافية تعزز التفاهم والتنوع بين المحافظات الأمم المتحدة: الكارثة الإنسانية بغزة في أسوأ حالاتها منذ بداية حرب الإبادة ارتفاع حصيلة ضحايا حادث انهيار محجر في إندونيسيا إلى 14 قتيلا

الطويل تكتب : الغضب العائلي.. القاتل الصامت الذي يحرق بيوتنا من الداخل

الطويل تكتب : الغضب العائلي.. القاتل الصامت الذي يحرق بيوتنا من الداخل
نسرين الطويل
في مجتمعاتنا التي تخلط بين الطباع والأمراض النفسية، نعيش كارثة حقيقية اسمها الغضب المزمن.. ذلك الوحش الذي يتحول إلى إعاقة عاطفية تدمر كل ما حولها، بينما نصر على تسميته "مجرد طبع"!
الغضب الموروث.. عندما تتحول الطفولة إلى سجن مؤبد
هذه ليست سمات شخصية كما يزعمون.. بل هي صرخات أطفال داخليين لم يسمعها أحد.. إنها صدى لصراخ آباء تحولوا إلى قدوات سيئة.. طفولة مكسورة تبحث عن تعويض خاطئ. كيف نطلب من إنسان لم ير في حياته نموذجاً للهدوء أن يصبح مصدراً للسكينة؟ كيف ننتظر من ضحية العنف اللفظي أن يتحول فجأة إلى منبع للحنان؟
الزواج ليس مصحة نفسية!
كم من فتاة دخلت قفص الزواج مع رجل غاضب لأنهم أقنعوها بأن "الزواج يهديه"؟ لتجد نفسها سجينة في جحيم لم تسببه، تدفع ثمن جراح لم تسببها. تبريرنا للغضب بعبارة "هذا طبعه" ما هو إلا توقيع على ترخيص للقتل المعنوي، ووراثة للأبناء لجروح لن تندمل.
الدين الحقيقي يبدأ من البيت
لا قيمة لصلاة يليها صفعة.. لا وزن لصيام يعقبه سباب.. لا معنى لحجاب يخفي قسوة القلب. الدين ليس طقوساً جوفاء، بل هو تربية للنفس قبل كل شيء. كيف نطلب من أبنائنا حب الدين ونحن نقدم لهم أسوأ نموذج لتطبيقه داخل جدران بيوتنا؟
الغاضبون ضحايا قبل أن يكونوا جلادين
الغضب المرضي ليس شرفاً ولا رجولة.. إنه إفلاس عاطفي، صرخة طفل جريح داخلك لم يعرف طريقاً آخر للتعبير. لكن استمرارك في نفس الدائرة بعد الوعي يصبح جريمة بحد ذاتها. الاعتراف هو أول خطوات العلاج.. "أنا غاضب".. ثلاث كلمات قد تكون بداية النجاة.
المنافقة العصبية.. أخطر أنواع النفاق
أتعلم ما الأخطر؟ أن تكون ملكاً في المسجد وجلاداً في بيتك.. أن تتلو القرآن بلسانك وتلعن بقلبك.. أن تظهر للناس كالرجل الورع بينما أطفالك يرتجفون من صوت خطواتك. تذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله".
كسر الحلقة مسؤوليتك وحدك
اليوم تقف أمام مفترق طرق:
- إما أن تكون آخر حلقة في سلسلة العنف العائلي
- أو أن تصبح أول لبنة في بناء أسرة سوية
العلاج ليس عيباً.. العيب هو تدمير من حولك لأنك ترفض الاعتراف بمرضك. كما تذهب للطبيب عندما يصيبك المرض الجسدي، عليك أن تبحث عن علاج لمرضك النفسي.
وصية أخيرة لكل أب وأم
عندما تغضب تذكر:
- كل كلمة جارحة سيسألك الله عنها يوم القيامة
- كل نظرة حاقدة ستترك ندبة في قلب طفلك
- كل صرخة عالية ستكون ذكرى مؤلمة في حياة زوجتك
فاختر كلماتك كما تختار أثمن هدية.. لأن الكلمة الطيبة صدقة، والكلمة الجارحة جريمة.
تذكر دائماً
البيت يجب أن يكون أول مدرسة للحب.. أول مسجد للرحمة.. أول ملجأ للأمان. كن البطل الذي تنتظره عائلتك، ولا تكن اللعنة التي تلاحقهم طوال حياتهم.
عندما يقف العباد بين يدي الله، لن يُسألوا عن عدد ركعاتهم، بل عن دموع من أرهقوهم. لن يُحاسَبوا على مظاهرهم، بل على جراح من كانوا سبباً فيها.
فاختر الآن.. أتريد أن تكون عبداً لله.. أم عبداً لغضبك؟