
الدرس الذي لا نريد ان نفهمه
في كل مرحلة من الحياة، هناك دروس تُكتب
لنا بوضوح، تتكرر أمامنا بأشكال مختلفة، تُؤلمنا في كل مرة، ومع ذلك لا نريد أن
نفهمها. قد يكون الدرس أن لا أحد يبقى للأبد ، وأن التعلّق الزائد يُنهك القلب وقد
يكون الدرس الثقة وأن لا نمنحها لمن لا
يستحق. مهما حاولنا ليس لأننا لا
نستطيع الفهم، بل لأننا لا نُريد أن نُواجه الحقيقة فبعض الدروس مؤلمة ، تتطلب منا أن نعترف
بأخطاءنا، أن نُواجه ضعفنا، أن نُغلق أبوابًا اعتدنا أن نتركها مفتوحة.
ان الدرس الذي
لانريد ان نفهمه في هذه الحياة هو الموت فمنذ اللحظة التي نبدأ فيها بفهم الحياة، نسمع عن الموت نراه يخطف أحبابنا، يمر من حولنا، يزور بيوتًا قريبة،
يترك فراغًا، ثم يمضي... لكننا رغم ذلك، لا نفهمه أو بالأحرى لا نريد أن نفهمه، الموت ليس مجرد نهاية بل هو تذكير دائم
بأن لا شيء يدوم، وأن كل ما نتمسك به يمكن أن يُسلب منا في لحظة. ربما لا نريد أن نفهم
الموت لأن في فهمه اعتراف بالنهاية، ونحن نخاف النهاية نخاف أن نفقد، أن يُنسى وجودنا، أن يتوقف كل شيء
فجأة. لكن العجيب أن في هذا الدرس القاسي يكمن المعنى الحقيقي للحياة. فحين نستوعب
أن النهاية حتمية يبدأ التقدير الحقيقي للبدايات، وللتفاصيل الصغيرة التي نمر بها كل
يوم دون انتباه.