
القلعة نيوز:
منذ اللحظة الأولى لتسلمه سلطاته الدستورية، حمل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، همّ الأمة في قلبه، وكانت فلسطين حاضرة في وجدانه، لا كقضية سياسية فحسب، بل كأمانة تاريخية وواجب ديني وأخلاقي. ورث جلالته عن والده الراحل، الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، العهد والوفاء لفلسطين، وأثبت في كل مرحلة أنّ الأردن لا يساوم على الحق ولا يتردد في نصرة المظلوم.
"مواقف ثابتة... ودعم لا يعرف التراجع"
لم تكن مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني تجاه فلسطين مواقف موسمية أو ردود فعل آنية، بل كانت نهجاً ثابتاً وسياسة دولة متجذّرة. دافع عن حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وفي مقدمتها إقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني وعاصمتها القدس الشريف، بكلمات جريئة ومواقف عملية لا لبس فيها. لم يكن صوته خافتاً في المحافل الدولية، بل كان ضمير الأمة الذي يذكّر العالم بعدالة قضية فلسطين.
"الوصاية الهاشمية... شرف الدفاع عن القدس"
إن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، التي يتولاها الأردن بقيادة جلالة الملك، ليست مجرّد مسؤولية سياسية أو دبلوماسية، بل واجب مقدّس. وقد أكد جلالته، مرارًا وتكرارًا، أن الأردن لن يسمح بأي مساس بالوضع التاريخي والقانوني للمقدسات، وأن القدس ليست للمساومة، بل هي جوهر السلام العادل والشامل الذي ينشده الجميع.
"من القدس إلى غزة... الموقف واحد"
في أحلك الظروف، حين اشتدت المحن وتضاعفت التحديات، كان الأردن في مقدمة من هبّ لنصرة غزة. بتوجيهات ملكية سامية، أُرسلت القوافل الطبية والغذائية من خلال الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، ووُضعت المستشفيات الميدانية على أهبة الاستعداد، وسُيّرت الطائرات الأردنية لإيصال المساعدات من الجو، في رسالة واضحة: الأردن لا يتخلى عن أشقائه، لا في السلم ولا في الحرب.
"تشكيك خائب... وصمود أردني لا يهتز"
رغم وضوح الحقائق، خرجت بعض الأصوات المشبوهة لتطعن في الدور الأردني النقي تجاه فلسطين. وهنا نقول بكل ثقة: الأردن لم يكن يومًا على الهامش، بل في قلب الحدث، وفي عمق الصراع، يحمل همّ القدس وفلسطين كما يحمل همّ الوطن. وهذه المحاولات الفاشلة للتشكيك، لن تنال من رصيد الأردن ولا من مكانته، فالشعوب تعرف من يقف معها في المحنة، وتدرك من يتحدث من أجل الكرامة لا من أجل الحسابات الضيقة.
"القيادة الموقف... والموقف هو الملك عبدالله الثاني"
ستبقى فلسطين في وجدان الأردن وقيادته الهاشمية، كما كانت دوماً. وسيظل جلالة الملك عبدالله الثاني، صوت الحق في زمن الصمت، ودرع القدس الذي لا ينكسر، وحامل راية الأمة في وجه الظلم.
الأكاذيب تسقط أمام شمس الحقيقة، والتاريخ يكتب للأوفياء لا للمُزايدين.
عاش الملك وعاش الأردن... وعاشت فلسطين حرّة أبيّة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته