
نسرين الطويل
بين القانون السماوي والواقع المرير
لم تعد جريمة النصب حكرا على المجرمين المحترفين
بل صارت مهنة عادية يمارسها الجار والقريب والصديق
أصبحنا نعيش في زمن:
- الضحك على الذقون فن رفيع
- استغلال الطيبين مهارة تفتخر بها
- الخيانة لغة يومية
لم نعد نعرف من نثق به.. حتى أقرب الناس أصبحوا مشتبه بهم!
في الزمن الجميل
كان الدين عهدا مقدسا
والسداد قضية شرف
والقروض سجلها الرحمن قبل المحاكم!
اليوم صار الاستلاف:
- فخا ينصب للمحسنين
- مهزلة بلا ضمير
- لعبة يتبارى فيها المحتالون
ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل (البقرة:188)
تذكير صارم بأن أموال الناس ليست غنيمة
المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله (صحيح مسلم)
دليل أن الخداع ينقض الأخوة الإسلامية
أشكال النصب الحديثة
1. نصابو القروض:
- يأخذون المال ويختفون
- يغيرون أرقامهم
- ينشرون عن قلة الأخلاق عند المطالبة بالحق
2. نصابو المشاريع الوهمية:
- شارك معنا بمبلغ بسيط وسيصير كبيرا
- هذه فرصة العمر (فرصة لسرقة عمرك)
- يذهبون لناس ويستغلون نقاط ضعفهم ويزرعون الأمل لهم
3. نصابو المشاعر:
- يبكون الفقر أمامك
- يضحكون عليك خلفك
استطلاع رأي صادم (عينة 1000 شخص)
- 87% تعرضوا للنصب المالي من معارفهم
- 62% لم يستردوا أموالهم أبدا
- 78% فقدوا الثقة في الناس بعد التجربة
- 94% يؤيدون نشر أسماء النصابين تحذيرا
الأرقام تكشف وباء اجتماعيا خطيرا
لماذا انتشر هذا الوباء؟
- انهيار القيم: أصبح النصب ذكاء والصدق غباء
- غياب العقوبات: الكثيرون يفلتون من العقاب
- الطمع: الرغبة في الثراء السريع دون تعب
المشكلة ليست في النصابين فقط.. بل في مجتمع يتقبلهم!
قصص واقعية تكسر القلب
- رجل باع سيارته ليقرض صديقه.. فوجده يشتري سيارة فاخرة
- امرأة أعطت مدخراتها لقريبها.. فاكتشفت أنه يسافر بينما هي تأكل ديونها
- شاب استلف ليفتح مشروعا.. فإذا بالنصاب يهرب بكل شيء
الغريب أن الضحية تشعر بالخجل.. بينما النصاب يتباهى بذكائه
رسالة أخيرة للنصابين
اعلموا أن:
- كل مال أخذتموه بغير حق سيكون وبالا عليكم
- ربما تهربون من الناس.. لكن لن تهربوا من رب الناس
- يوم القيامة سترون كل صغيرة وكبيرة
لا تفرحوا بما جمعتموه.. فربما يكون هذا هو كل رزقكم في الدنيا
هل تعلم أن:
- كل قرش حرام أخذته.. هو لعنة في صحتك؟
- كل دين لم ترده.. هو حاجز بينك وبين رزقك؟
- كل دمعة سخرت منها.. ستراها في عيون أطفالك؟
الله يمهل ولا يهمل.. واليوم الآتي لا محالة!
من رأى بعينيه وسجل بقلبه