
العين توفيق كريشان
في الذكرى التاسعة والسبعين لاستقلال المملكة الأردنية الهاشمية، نستحضر مسيرة وطن بُني على الكرامة، وشُيِّدت أركانه بالحكمة، ومضى في طريقه رغم التحديات، مؤمنًا برسالته ودوره الإسلامي والقومي والإنساني والأردني.
ومنذ أن اعتلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين العرش، حمل لواء الاستقلال إلى آفاق جديدة، حيث تحوّل الاستقلال من ذكرى إلى مشروع دائم لبناء الدولة الأردنية الحديثة، المتجذّرة في مبادئها، والمنفتحة على العالم، والعصية على التنازل عن ثوابتها، وفي مقدمتها دعم القضية الفلسطينية، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس - مدينة السلام - بالتوازي مع الحفاظ على هوية الأردن الأصيلة، وموقعه المشرّف بين الأمم.
وإلى جانب قائد المسيرة المظفرة، يقف اليوم سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، مجسِّدًا طموح الجيل الجديد من الأردنيين، ومعلنًا عن مرحلةٍ عنوانها التمكين والابتكار. فبرؤية ناضجة، واستيعاب عميق للتحديات، يضع سموّه معالم أردن المستقبل؛ وطنٍ يُدار بالعقل الشاب، ويُبنى بقيم العمل والعدالة والريادة. وهكذا تتلاقى حكمة الحُكم بين قائد الوطن وجرأة ولي العهد في صياغة الاستقلال بصورته المتجددة؛ استقلالٍ لا يقف عند حدود التحرر، بل يتّسع ليشمل التنمية، والسيادة، والكرامة الوطنية.
وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة، نرفع أسمى آيات التهنئة والتبريك إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وإلى أبناء وبنات الوطن الأوفياء، مؤكدين أن روح الاستقلال ستبقى نبراسًا نهتدي به في مواصلة البناء والنهضة، تحت راية الهاشميين، وبعزيمة لا تلين، وإرادة لا تعرف المستحيل.
سائلين المولى عزّ وجل أن يحفظ الأردن وقيادته وشعبه، ويديم علينا نعمة الأمن والاستقلال.