شريط الأخبار
وزيرا "الأشغال" و "العدل" يبحثان سير العمل بعدد من المشروعات الخرابشة يؤكد أهمية الالتزام بمستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي لجنة دفاع عليا في إيران تحسبًا من اندلاع حرب جديدة أبو صعيليك: تدريب نحو 20 ألف موظف حكومي العام الحالي وزير الإدارة المحلية يتفقد الخدمات في بلدية الرصيفة أبو عبيدة يشترط لإدخال مساعدات الصليب الأحمر للأسرى الإسرائيليين شكر وتقدير الرواشدة يُكرّم المشاركين في سمبوزيوم الرسم والحرفية ورشه عمل بعنوان التسويق الالكتروني السعودية.. كارلسن يفوز ببطولة الشطرنج الإلكترونية ويحصل على جائزة مالية قيمة "أوبك+": زيادة إنتاج روسيا النفطي إلى 9.449 مليون برميل يوميا والسعودية إلى 9.976 مليون في سبتمبر حادثة "غير مألوفة" في هنغاريا تدخل إسرائيليا إلى المستشفى بحالة حرجة روسيا تواصل حصد الميداليات الذهبية في بطولة العالم للألعاب المائية مصر.. زيادة جديدة كبيرة في الدين المحلي للبلاد مصدر أمني: كييف تسحب احتياطياتها من خط الجبهة بأكلمه إلى مقاطعة سومي النجم الروسي كوليسنيكوف يفوز بذهبية 50 م في بطولة العالم للسباحة برقم قياسي بالتفاصيل...قرارات مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة اليوم مهرجان الأردن للطعام يطلق الاثنين قافلة مساعدات إغاثية إلى غزة وزير الأوقاف يحمّل الاحتلال مسؤولية سلامة المسجد الأقصى "الاقتصاد والآثار " النيابيتان ترفعان توصيات للحكومة لدعم القطاع السياحي

المهندس عمرو ابو عنقور يكتب يوسف العلان: حين تصوّر الكاميرا بنبض القلب

المهندس عمرو ابو عنقور يكتب يوسف العلان: حين تصوّر الكاميرا بنبض القلب
المهندس عمرو ابو عنقور يكتب يوسف العلان: حين تصوّر الكاميرا بنبض القلب

القلعة نيوز:
في وطن تُكتب حكايته كل يوم من جديد، وتُروى بالإنجازات كما تُروى بالعواطف، لم يكن لا بد من قلم فقط لتوثيق المسيرة، بل من عدسة وفية، ترى ما لا يُرى، وتخلّد ما لا يُقال.

هكذا كان يوسف العلان، المصور الخاص لجلالة الملك عبدالله الثاني، والرجل الذي لم يقف خلف الكاميرا فحسب، بل وقف خلف الحقيقة. لم يكن مجرد ناقل مشاهد، بل كان شاهدًا على عصر، وعلى قائد، وعلى وطن.

في كتابه البديع "على العهد"، لا تصادف مجرّد صور، بل تقف أمام سفر بصري نادر، يُترجم بالألوان والظلال والأطر، علاقة ملك بشعبه، وأب بأبنائه، وجندي بوطنه. أكثر من مليوني صورة التقطها العلان على مدار أكثر من 23 عامًا، ليست أرشيفًا جافًا، بل سيرة حية تُحكى بالضوء.

في كل صورة، هناك قصة. في كل لقطة، هناك نفس إنساني، وعمق وجداني. ترى جلالة الملك وهو يمسح على رأس طفل في الريف، يربت على كتف جندي في موقع الواجب، يصغي لأم في قرية نائية، أو يشارك شبابًا أحلامهم وطموحاتهم. تلك الصور لم تُلتقط من خلف الزجاج، بل من قربٍ إنساني نبيل، ومن صمتٍ محترفٍ يعرف أن اللحظة التي لا تتكرر، لا بد أن تُخلَّد.

ولم يكن يوسف العلان يومًا محايدًا في حبه للوطن. كانت عدسته منحازة دائمًا للحقيقة، وللأمل، وللكرامة التي يمثلها جلالة الملك. في زمنٍ تتكاثر فيه الكلمات وتقل فيه الأفعال، جاءت صوره لتقول كل شيء بصمتٍ مهيب، ولتمنحنا ذاكرة بصرية خالدة نرجع إليها، فنستعيد بها مشاعرنا وهويتنا وافتخارنا.

"على العهد" هو كتاب يوثق الوجدان، ويُبرز اللحظة التي كان فيها الملك إنسانًا قبل أن يكون قائدًا. ومع كل ورقة، نشعر أن يوسف العلان لم يكن يصور فقط ما أمامه، بل كان يصور من داخله، من قلبه، من إحساسه العميق بأن هذه الصور ستبقى لأجيالٍ لم تأتِ بعد، لتعرف من هو عبدالله الثاني، لا فقط كملك، بل كرمز وطني وعربي وإنساني.

وفي لحظة خاصة، يختزل جلالة الملك كل هذه العلاقة الإنسانية بكلمة واحدة قالها لعلان:
"يوسف، لازم تعرف إنك صديق، ولست موظفًا فقط."
وما أعظمها من شهادة، تصدر من قائد لطالما كانت الصداقة والصدق والصفاء، أساسًا في علاقته مع من حوله، ومع شعبه.

هذا الكتاب، وهذه المسيرة، هما أكثر من صور. هما مرآة لربع قرن من العطاء، وجسر بين ذاكرة الوطن ومستقبله، وهديّة خالدة للأردنيين والعرب، في زمن تتداخل فيه الملامح، ويصبح الصدق عملة نادرة.

"على العهد" ليس مجرد عنوان، بل وعدٌ بالوفاء، وصورة للعزم، ورسالة للأمل. وعدٌ قطعه الملك لشعبه، وقطعه العلان لعدسته. وعد أن يكونا دائمًا في الميدان، في القلب، في الصورة.