شريط الأخبار
ولي العهد : "بلدنا مستقر منيع الاحتلال يصدر أوامر إخلاء قسري لمناطق شرق خانيونس ويتكوف: رد حماس على اقتراح وقف إطلاق النار "غير مقبول على الإطلاق" الأردن يعزي نيجيريا بضحايا فيضانات موكوا الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائد حماس في غزة " وزارة الثقافة " تحتفل بعيد الاستقلال الـ ٧٩ / شاهد بالصور هل مستهم النار.... وزير الخارجية السعودي: المملكة وقطر ستقدمان دعما ماليا لموظفي الدولة في سوريا وزير الخارجية السعودي يؤم المصلين في المسجد الأموي سمو ولي العهد يرعى إطلاق فعاليات منتدى تواصل 2025 رئيس النواب يرعى احتفال جمعية المنارة في إربد بعيد الاستقلال وزير الأوقاف": اكتمال تفويج الحجاج الأردنيين إلى مكة المكرمة سماوي: مهرجان جرش سيكون هذا العام متميزا ثقافيا ولي العهد: سعدت اليوم بافتتاح أعمال منتدى تواصل 2025 مصادر مقربة من حركة حماس الحركة سلّمت ردها على مقترح ويتكوف إلى الوسيطين المصري والقطري تثبيت سعر البنزين اوكتان 90 وتخفيض الـ 95 والسولار المصري يفتتح مشاريع جديدة في بلدية الحلابات وزير الداخلية يفتتح متحف الحياة الشعبية في الكرك بحلته الجديدة ملتقى الحوكمة العاشر لصندوق استثمار أموال الضمان: نحو تمثيل مؤسسي فاعل واستثمار مستدام افتتاح مصنع "الشرنقة" في الكرك لتعزيز التنمية المستدامة

المهندس عمرو ابو عنقور يكتب يوسف العلان: حين تصوّر الكاميرا بنبض القلب

المهندس عمرو ابو عنقور يكتب يوسف العلان: حين تصوّر الكاميرا بنبض القلب
المهندس عمرو ابو عنقور يكتب يوسف العلان: حين تصوّر الكاميرا بنبض القلب

القلعة نيوز:
في وطن تُكتب حكايته كل يوم من جديد، وتُروى بالإنجازات كما تُروى بالعواطف، لم يكن لا بد من قلم فقط لتوثيق المسيرة، بل من عدسة وفية، ترى ما لا يُرى، وتخلّد ما لا يُقال.

هكذا كان يوسف العلان، المصور الخاص لجلالة الملك عبدالله الثاني، والرجل الذي لم يقف خلف الكاميرا فحسب، بل وقف خلف الحقيقة. لم يكن مجرد ناقل مشاهد، بل كان شاهدًا على عصر، وعلى قائد، وعلى وطن.

في كتابه البديع "على العهد"، لا تصادف مجرّد صور، بل تقف أمام سفر بصري نادر، يُترجم بالألوان والظلال والأطر، علاقة ملك بشعبه، وأب بأبنائه، وجندي بوطنه. أكثر من مليوني صورة التقطها العلان على مدار أكثر من 23 عامًا، ليست أرشيفًا جافًا، بل سيرة حية تُحكى بالضوء.

في كل صورة، هناك قصة. في كل لقطة، هناك نفس إنساني، وعمق وجداني. ترى جلالة الملك وهو يمسح على رأس طفل في الريف، يربت على كتف جندي في موقع الواجب، يصغي لأم في قرية نائية، أو يشارك شبابًا أحلامهم وطموحاتهم. تلك الصور لم تُلتقط من خلف الزجاج، بل من قربٍ إنساني نبيل، ومن صمتٍ محترفٍ يعرف أن اللحظة التي لا تتكرر، لا بد أن تُخلَّد.

ولم يكن يوسف العلان يومًا محايدًا في حبه للوطن. كانت عدسته منحازة دائمًا للحقيقة، وللأمل، وللكرامة التي يمثلها جلالة الملك. في زمنٍ تتكاثر فيه الكلمات وتقل فيه الأفعال، جاءت صوره لتقول كل شيء بصمتٍ مهيب، ولتمنحنا ذاكرة بصرية خالدة نرجع إليها، فنستعيد بها مشاعرنا وهويتنا وافتخارنا.

"على العهد" هو كتاب يوثق الوجدان، ويُبرز اللحظة التي كان فيها الملك إنسانًا قبل أن يكون قائدًا. ومع كل ورقة، نشعر أن يوسف العلان لم يكن يصور فقط ما أمامه، بل كان يصور من داخله، من قلبه، من إحساسه العميق بأن هذه الصور ستبقى لأجيالٍ لم تأتِ بعد، لتعرف من هو عبدالله الثاني، لا فقط كملك، بل كرمز وطني وعربي وإنساني.

وفي لحظة خاصة، يختزل جلالة الملك كل هذه العلاقة الإنسانية بكلمة واحدة قالها لعلان:
"يوسف، لازم تعرف إنك صديق، ولست موظفًا فقط."
وما أعظمها من شهادة، تصدر من قائد لطالما كانت الصداقة والصدق والصفاء، أساسًا في علاقته مع من حوله، ومع شعبه.

هذا الكتاب، وهذه المسيرة، هما أكثر من صور. هما مرآة لربع قرن من العطاء، وجسر بين ذاكرة الوطن ومستقبله، وهديّة خالدة للأردنيين والعرب، في زمن تتداخل فيه الملامح، ويصبح الصدق عملة نادرة.

"على العهد" ليس مجرد عنوان، بل وعدٌ بالوفاء، وصورة للعزم، ورسالة للأمل. وعدٌ قطعه الملك لشعبه، وقطعه العلان لعدسته. وعد أن يكونا دائمًا في الميدان، في القلب، في الصورة.