
القلعة نيوز:
المتتبع لمسيرة التوسع لشركة البوتاس العربية يلاحظ أهدافها الإستراتيجية الرامية إلى زيادة حصتها السوقية عالميا بهدف زيادة الإنتاج عبر استثمارات نوعية.
في 21 أيار الماضي، دشن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، مشروع التوسع الجنوبي لشركة البوتاس العربية، الذي يُعد واحدا من أكبر المشاريع الصناعية الإستراتيجية في المملكة، وتقدر كلفته التقديرية بنحو 1.1 مليار دولار أميركي.
ويُعد مشروع التوسع الجنوبي علامة فارقة في تاريخ الشركة، والذي يهدف إلى رفع الطاقة الإنتاجية للشركة من مادة البوتاس بواقع (740) ألف طن سنوياً ليصل إنتاج الشركة الإجمالي إلى حوالي (3.7) مليون طن سنوياً، منسجمة بذلك مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي، لا سيما تلك الواردة لقطاعي التعدين والأسمدة، اللذين يشكلان مرتكزين رئيسيين للاقتصاد الوطني لما لهما من دور فاعل في تعظيم العوائد من الموارد الطبيعية وتحقيق مستويات أعلى من الربحية والمساهمة في تحقيق مستويات مستهدفة من النمو الاقتصادي. إذ سيسهم المشروع في زيادة صادرات المملكة وتعزيز الاحتياطي من العملات الأجنبية وزيادة إيرادات الدولة من المدفوعات المباشرة وغير المباشرة وتوليد فرص العمل.
لماذا تعد زيادة الاستثمار في قطاع التعدين مهمة؟
إن زيادة الاستثمار في قطاع التعدين له أهمية كبيرة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، خاصة في الدول التي تمتلك ثروات معدنية مما يعزز النمو الاقتصادي وهو ما يحتاجه الاقتصادي خصوصا في هذه المرحلة.
ومن هنا فإن تعزيز النمو الاقتصادي يعني حكما نمو الناتج المحلي الإجمالي (GDP) من خلال إيرادات الصادرات والاستثمارات الأجنبية، كما يوفر فرصا لتنويع الاقتصاد.
وفي بلد يحتاج شبابه إلى فرص عمل ونسبة البطالة فيه فوق 20 %، فإن زيادة الاستثمارات في قطاع التعدين تعني خلق فرص العمل والقطاع التعديني يحتاج إلى عمالة في مجالات متنوعة (الهندسة، الجيولوجيا، التشغيل، النقل، الخدمات اللوجستية).
مما يساعد في تقليل البطالة وخاصة في المناطق النائية حيث تتركز الموارد المعدنية.
ومن المعروف أن الأردن يسعى إلى جذب الاستثمارات الأجنبية حيث يعتبر التعدين قطاعا جاذبا لرؤوس الأموال العالمية، مما يعزز الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI)، مما يؤدي إلى تطوير البنية التحتية مثل الطرق والكهرباء والموانئ لخدمة المشاريع التعدينية.
وفي هذا الإطار فإن هذه الاستثمارات تسعى إليها إدارة الشركة انطلاقا من إيمانها الراسخ لمساهمي الشركة الرئيسيين بأهمية توسيع استثماراتها في المملكة ورفع الكفاءة الإنتاجية للشركة وتعزيز تنافسيتها العالمية.
وعند تدشين البوتاس مشروعها الأضخم قال رئيس مجلس إدارة الشركة المهندس شحادة أبو هديب إلى أن حصة الشركة من أرباح استثماراتها في الشركات التابعة والحليفة والمشاريع المشتركة بلغت نحو (13) مليون دينار بنهاية الربع الأول من العام، مؤكدا أن شركة البوتاس العربية وشركاتها التابعة والحليفة تساهم بصورة فاعلة في تعزيز احتياطي المملكة من العملات الأجنبية، حيث بلغت مساهمتها خلال الفترة ذاتها حوالي(297) مليون دولار.
ويلاحظ إلى أن السوق الأوروبية أصبحت حاليا أكبر أسواق شركة البوتاس العربية، حيث تجاوزت مبيعات الشركة فيها (500) ألف طن خلال عام 2024، مما انعكس إيجاباً على أرباحها ونتائجها المالية خلال العام الماضي.
وتعتزم الشركة تكثيف أنشطتها في السوق الأوروبية خلال الفترة المقبلة من خلال شركتها التابعة "البوتاس العربية – أوروبا”، حيث ستركز على زيادة طاقتها التخزينية الحالية وإنشاء مراكز توزيع جديدة في مختلف الدول الأوروبية بالتعاون مع شركة صناعات الأسمدة والكيماويات العربية-كيمابكو، مما سيعزز من موقعها الريادي في هذه السوق الحيوية.
أعلنت شركة البوتاس العربية عن تحقيق أرباح صافية بلغت (47) مليون دينار خلال الربع الأول من عام 2025، وذلك بعد احتساب ضريبة الدخل والمخصصات ورسوم التعدين، مما يعكس صلابة أدائها المالي وكفاءتها التشغيلية، رغم التقلبات التي يشهدها سوق الأسمدة العالمي.
وأظهرت البيانات المالية للشركة أن صافي الإيرادات الموحدة بلغت ما يقارب (161) مليون دينار مع نهاية الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، فيما بلغ الربح التشغيلي الموحد لذات الفترة نحو (49) مليون دينار، علما بأن قيمة حقوق المساهمين تبلغ 1.78 مليار دينار مع نهاية 2024.
إن زيادة مبيعات شركتي الفوسفات والبوتاس العربية يعتبر مصدر إيراد للإيرادات الحكومية، ويمكن أن تكون الضرائب والعوائد من شركات التعدين مصدرا مهما لتمويل المشاريع التنموية (التعليم، الصحة، البنية التحتية).
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية، الدكتور معن النسور أن الشركة تواصل تنفيذ إستراتيجيتها الطموحة لتطوير جميع جوانب أعمالها، مستنيرةً بالرؤى الملكية السامية الداعية إلى تعزيز تنافسية الصناعات الوطنية، ولا سيما قطاعي التعدين والأسمدة.
وأوضح الدكتور النسور أن إنتاج الشركة من مادة البوتاس بلغ حوالي (740) ألف طن خلال الربع الأول من العام الحالي، فيما ارتفعت المبيعات بنسبة 6 % لتصل إلى (708) آلاف طن مقارنة بـ (668) ألف طن خلال ذات الفترة من العام الماضي، مما يعكس مرونة الشركة واستجابتها لاحتياجات السوق العالمية.
وبين الدكتور النسور أن الشركة نجحت في خفض متوسط كلفة إنتاج طن البوتاس الواحد بنسبة 2% مقارنة بالعام الماضي، مؤكداً أن رفع الكفاءة الإنتاجية وخفض التكاليف يشكلان ركيزتين أساسيتين في تعزيز قدرة الشركة التنافسية.- الغد