
بقلم: أحمد جادوري
القلعة نيوز:
في عيد الجلوس الملكي... ستة وعشرون عامًا من المجد والعطاء
في كل عام، ومع إشراقة الثامن من حزيران، تحتفل الأسرة الأردنية الواحدة بذكرى غالية وعزيزة على القلوب: عيد الجلوس الملكي لجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، راعي الهدلة وسيد الدار، الذي أمضى ستة وعشرين عامًا من البذل والقيادة والحكمة منذ أن تسلم أمانة العرش الهاشمي في العام 1999.
ستة وعشرون عامًا وشمس محيا جلالته تشرق في أرجاء الوطن، تتسلل دفئًا إلى بيوت الأردنيين، وتنعكس مهابةً على وجنتيه، تتجسد فيها ملامح العزّة والفخار، وفي عيونه إصرار الهاشميين على خدمة الأمة، وتحقيق آمال شعبٍ آمن بقيادته ونهجها العروبي والإسلامي المعتدل.
في هذه الذكرى الخالدة، نستذكر قلب القائد الكبير الذي اتسع لكل الأردنيين، موالاةً ومعارضة، واحتضن الوطن بكل تنوّعه وتعدده، بروحٍ ساميةٍ متسامحةٍ، لا تعرف الضغينة، بل تغلب الرحمة والحكمة، لأن العفو من شيم الهاشميين، ومن نبل سجايا جلالة الملك عبد الله الثاني الذي طالما تجاوز عن الأذى، لأنه يؤمن بأن القائد الحقيقي يوحّد، لا يفرّق، يبني، لا يهدم.
لقد علمتنا يا سيدي كيف يكون الأردني حرًا ملتزمًا بثوابت وطنه، وكيف تكون الأنفة والعزة موقفًا لا مجرد شعور. إن الكبرياء الذي نحمله في صدورنا، قد رضعناه من أثداء أمهاتنا الحرائر، وتربينا عليه في مدرسة الهاشميين التي زرعت فينا معاني الانتماء والولاء والفداء.
إن لجلوسكم على العرش أكثر من دلالة؛ فالهاشميون لم يكونوا يومًا حكامًا فقط، بل كانوا حَمَلة رسالة شرعية وتاريخية ودينية، جسّدوا على الدوام نموذج القيادة الصادقة، التي تُعلي من شأن الإنسان، وتضع كرامته وحقوقه في مقدمة أولويات الدولة.
يا سيدي، لقد قدت الوطن بحكمةٍ في أوقات الشدة، وبرؤيةٍ في لحظات التحول، فكان الأردن بقيادتك واحة أمن واستقرار في محيطٍ مضطرب، وصوتَ الاعتدال في عالمٍ يعاني من التطرف والتمزق. وها أنت اليوم تواصل المسيرة، بكل عزيمة، نحو التحديث السياسي والاقتصادي، وتعزيز دور الشباب، وتمكين المرأة، وإعلاء شأن القانون والمؤسسات.
في ذكرى الجلوس الملكي، نقول لك يا عميد الدار: نهنئك ونبايعك، ونستلهم منكم كل يوم معنى الكبرياء الوطني، والإرادة التي لا تلين، والكرامة التي لا تُساوَم.
وختامًا، نعاهدك كما عاهدك آباؤنا وأجدادنا، أن نظل جندك الأوفياء، نحمل الراية معك، ونكتب معك سطور المجد القادمة، لوطن يستحق الحياة، وشعبٍ يستحق الرفعة، وقيادةٍ تستحق كل الوفاء.
دامت رايتك خفاقة، ودام عزك، يا سيدنا.