
القلعة نيوز:
بقلم: المهندس ثائر عايش مقدادي
في هذا اليوم الوطني العزيز على قلوب الأردنيين، نستذكر بكل فخر واعتزاز مناسبة غالية على الوطن وقيادته وشعبه، هي عيد الجلوس الملكي السادس والعشرين، حيث تولى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم – حفظه الله ورعاه – سلطاته الدستورية في التاسع من حزيران عام 1999، حاملاً راية الهاشميين، وسائرًا على درب العز والكرامة، في مسيرة لم تعرف التراجع ولا الانكسار.
جلالة الملك قائد استثنائي فمنذ توليه العرش، وضع جلالته الإنسان الأردني في قلب أولوياته، مؤمنًا بأن الاستثمار الحقيقي يكمن في بناء الإنسان وتمكينه. فقاد جلالته مسيرة إصلاح شاملة، شملت جميع مناحي الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والعلمية، وصولًا إلى ترسيخ سيادة القانون، وتعزيز مبادئ العدالة والشفافية والمساءلة.
ورغم ما واجهه الأردن من تحديات إقليمية وظروف اقتصادية صعبة، فقد استطاع جلالة الملك بحكمته وبعد نظره أن يجعل من الأردن واحة أمن واستقرار، ونموذجًا متقدماً في الإدارة الرشيدة والعلاقات الدولية المتوازنة.
منذ اليوم الأول لجلوسه على العرش أولى جلالة الملك اهتمامًا كبيرًا بتطوير القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي درع الوطن وسياجه المنيع ،وحرص على تزويده بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا،وتدريب منتسبيه على أعلى المستويات ،ليبقى دائمًا في مقدمة الجيوش احترافية و انضباطًا.
كما دعم جلالته الأجهزة الأمنية لتكون نموذجًا في الكفاءة و النزاهة،قريبة من المواطن حامية للوطن،متسلحة بالعقيدة الأمنية القائمة على سيادة القانون و احترام حقوق الإنسان.
ونتيجة لذلك بقي الأردن واحة أمن و استقرار وسط إقليم مضطرب مما جعله محط احترام وتقدير العالم أجمع.
لم يكن التعليم غائبًا عن فكر جلالة الملك، بل كان حجر الأساس في مشروعه الإصلاحي، إذ وجه جلالته الحكومات المتعاقبة لتطوير المناهج، ورفع كفاءة المعلمين، وتوسيع البنية التحتية للمدارس، وإدخال التكنولوجيا إلى الفصول الدراسية، بما يواكب متطلبات العصر.
كما دعم جلالته منظومة التعليم العالي، عبر ربطها بسوق العمل، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال في الجامعات، ليكون الطالب الأردني منافسًا في الإقليم والعالم.
الصحة في عهد جلالة الملك حظيت باهتمام واضح، فشهد الأردن بناء وتحديث عشرات المستشفيات، وتوسيع خدمات الرعاية الصحية الأولية، وتزويد القطاع الطبي بالتقنيات الحديثة والكفاءات الوطنية.
وخلال جائحة كورونا، تجلّى حرص جلالته على المواطن بوضوح، حيث أدار الأزمة بحكمة وتوازن، ضامنًا توفير اللقاحات والعلاج للجميع، مما عكس صورة الأردن القوي والمنظم على الساحة
أما الزراعة، فكانت من القطاعات التي أولى جلالته لها أهمية استراتيجية، باعتبارها جزءاً من الأمن الوطني. فقد دعا جلالته إلى دعم المزارعين، وتحفيز الشباب على الانخراط في القطاع الزراعي، وتبني أساليب الزراعة الحديثة والمستدامة.
كما شجّع جلالته على التحول نحو الزراعة الذكية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومواجهة التحديات المناخية والمائية.
دوليًا، استطاع جلالة الملك أن يرسّخ مكانة الأردن كدولة ذات صوت مؤثر، وموقف ثابت، خصوصًا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، التي ظلّت حاضرة في قلب خطاباته، حيث حمل جلالته راية الدفاع عن القدس والمقدسات، في إطار الوصاية الهاشمية التاريخية.
كما عُرف جلالته بحنكته في التعامل مع ملفات الإقليم والعالم، مما جعل من الأردن شريكًا فاعلًا في السلام الإقليمي والدولي، ومحطّ احترام وتقدير عالمي.
ما يميّز جلالة الملك عبدالله الثاني حقًا هو قربه من شعبه؛ فهو القائد الذي لا تغلق بابه في وجه صاحب مظلمة، ولا يتأخر عن دعم صاحب فكرة، ولا يتردد في النزول إلى الميدان لتفقد المشاريع والاستماع إلى الناس.
تهنئة من القلب إلى القائد في هذا اليوم المشرق، أتوجه باسمي، المهندس ثائر عايش مقدادي، بأسمى آيات التهنئة والتبريك إلى مولاي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وإلى سمو ولي عهده الأمين الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وإلى الأسرة الأردنية الواحدة.
سائلًا الله العلي القدير أن يحفظ جلالتكم، ويُديم على الأردن نعمة الأمن والاستقرار، وأن تمضي مسيرة الإنجاز والنهضة بعزيمة لا تلين تحت ظل قيادتكم الهاشمية الحكيمة.
كل عام وجلالتكم بخير،
وكل عام والأردن أقوى وأجمل،
وعيد جلوس ملكي مبارك.