
القلعة نيوز:
بقلم المهندس ثائر عايش مقدادي
في ظل تصاعد وتيرة الحرب الإسرائيلية الإيرانية والتوترات الإقليمية المصاحبة لها يبرز الوعي الوطني كأحد أهم الأسس التي يجب أن يتمسك بها المواطن الأردني، حفاظًا على أمن الوطن واستقراره. ويأتي هذا في وقت تتعالى فيه الأصوات وتكثر فيه الإشاعات والمغالطات التي قد تؤدي إلى زعزعة الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة إن لم يكن هناك وعي راسخ وعقيدة وطنية صلبة.
إن القيادة الهاشمية الحكيمة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، أثبتت في كل محطة من محطات التاريخ الأردني الحديث، قدرتها الفائقة على قيادة البلاد بحنكة ومرونة، موازنةً بين التحديات الإقليمية ومصالح الوطن العليا. وهذه القيادة لم تكن يومًا إلا حامية لأمن المواطن، مدافعةً عن كرامته وحريصة على سلامته في أوقات السلم كما في أوقات الأزمات.
وفي ظل تصاعد الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، يجب علينا كمواطنين أردنيين أن نكون أكثر وعيًا ونضجًا وألا نسمح بأن نكون أدوات في أيدي من يسعون لزعزعة الاستقرار أو نشر الفتن. إن الإشاعات والمعلومات المغلوطة التي تنتشر بسرعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تكون جزءًا من حروب الجيل الرابع التي تستهدف وعي المواطن وثقته بدولته. ومن هنا تأتي أهمية الالتزام بالمصادر الرسمية والامتناع عن تداول ما يثير الفتنة أو الخوف أو القلق دون تحقق.
كما أن الأجهزة الأمنية الأردنية أثبتت دومًا أنها الحصن المنيع للوطن والمواطن، وأنها تعمل بكل حرفية واحترافية للحفاظ على الأمن الوطني. ولذا، فإن ثقتنا بها يجب أن تكون راسخة، لأنها لا تمثل جهة بعينها، بل هي درع الوطن وسيفه، وتعمل تحت مظلة الشرعية الهاشمية وفي خدمة المواطن.
إن المرحلة الحالية تتطلب منا جميعًا تعزيز اللحمة الوطنية، والالتفاف حول القيادة الهاشمية، وتقدير جهود الجيش العربي والأجهزة الأمنية، والابتعاد عن الخطابات المشوشة والمغرضة. الأردن قوي بقيادته، عزيز بشعبه، صلب بمؤسساته، ولن تنال منه عواصف الإقليم ولا مؤامرات الخارج.
فلنكن على قدر المسؤولية، ولنجعل وعيَنا الوطني أداة بناء لا هدم، وحصنًا منيعًا في وجه الفتن والإشاعات.
المهندس ثائر عايش مقدادي
14 حزيران 2025