
القلعة نيوز:
من بين جبال الكرك، وتحديدًا من قرية "امرع”، نسجت خيوط قصة استثنائية لسيدة آمنت بأن الإرادة تصنع المستحيل ولكل حلم وردي طريق شائك، وان من لا يحب صعود الجبال يعش ابد الدهر بين الحفر. إنها الدكتورة شريفة اللصاصمة
أمنت بان التعليم رسالة الانبياء وانتهجته سبيلا. فاخذت تغذ الخطى صعودا لتحقق النجاح تلو نجاح في ملحمة كفاح وعطاء وحققت بإرادة جعلت من المستحيل ممكن ومن الصعب سهلا . نجاحا تنحني لها القامات وترفع القبعات له احترامًا.
اكتسبت من بيئتها القروية المحافظةإصرارًا لا يُقهر. وتميزت في الثانوية العامة رغم قسوة الظروف وضعف مصادر التعلم وحصلت على قبول جامعي واختارت لغة الأرقام التي لا تكذب * تخصص الرياضيات * بجامعة آل البيت في المفرق. وكان في بُعد المكان وغرابة التجربة تحد أخر ، لكنها لم ترَ في ذلك سوى محطة أولى في مسارٍ كانت تدرك أنه سيكون طويلًا ومليئًا بالمشقة وعناء الاغتراب والسفر . لكن طموحها كان أكبر .وأخذت تنهل علما لتروي عطش روحها الضامئة للتميز .
وأكملت دراستها الجامعية في جامعة مؤتة، وواصلت بعدها طريق العلم بشغف لا يهدأ، حيث حصلت على دبلوم عالٍ في التربية، ثم دبلوم القيادة التربوية المتقدمة، تبعتهما بدرجة الماجستير في القياس والتقويم، حتى تُوّجت مسيرتها الأكاديمية بنيل درجة الدكتوراه في فلسفة المناهج التربوية. وكانت مثل مهرة أصيلة أسرجت للسباق محجلة بالعلم والأدب والعزيمة.
لتبدأ مسيرتها المهنية، في محافظة معان كمعلمة اكتسب من الصحراء صفاءالقلب ونقاء السريرة ، ثم إلى جبال الكرك شموخا وتنقلت بين العديد من المدارس.
لم تكن شريفه مجرد معلمة تؤدي واجبها الروتيني، بل كانت نواة تغيير حقيقي في أداء فيه من التجديد التحديث ما يستحق أن يدرج في نظريات التعليم والتعلم الحديث.
ومضت عشرة أعوام من عطاء موصول .
، أصبحت بعدها مديرة،
لمدرسة الرشايدة الأساسية المختلطة، وهي مدرسة نائية، لتبدأ كتابة
فصلً جديدً في سفر النجاح. لتصنع الفرق بين مدرسة
متواضعة و قصة ملهمة تُروى في المجالس التربوية، مؤكدة أن القيادة لا تحتاج إلى موارد بقدر ما تحتاج إلى رؤية وإيمان.
ثم تولّت إدارة مدرسة الربة الثانوية للبنات في أكثر الفترات حساسية: زمن الجائحة. وبرغم التحديات التي عصفت بالتعليم، استطاعت بحكمتها وهدوئها أن تحافظ على استقرار البيئة التعليمية، وأن تكون نموذجًا في إدارة الأزمة بوعي ومسؤولية.
انتقلت بعدها إلى العمل مقيمة في وحدة الجودة والمساءلة، ثم أصبحت مديرة للشؤون التعليمية في مديرية تربية لواء القصر، إلى أن تسلمت حاليًا موقعها القيادي كـمديرة لمديرية الخدمات التعليمية في إدارة التعليم الخاص، وهو منصب يحمل في طياته ثقة الدولة بكفاءتها وهو اكليل نجاح يطوق جبينها وثوب نشمية أردنية مطرز بالعز والفخار .
انها أيقونة العلم والعمل الدكتوره شريفة اللصاصمة
كانت شريفة اللصاصمة ليست مجرد مسؤولة، بل هي حكاية امرأة أردنية لم تنتظر الفرصة، بل اجتهدت فجعلت من المستحيل ممكن. ومن الصعب سهلا
طوبى لكل سيدةٍ تشبه شريفه اللصاصمة مديرة الخدمات التعليميه.
وطوبى للأردن، حين تُمنح المناصب لمن يستحقها، لا لمن يطلبها.
🇯🇴