
القلعة نيوز- نزهة الإدريسي- المغرب
يقال أن فاقد الشيء لا يعطيه , لكن في رحلة كاتبنا الدكتور أسامة جمال التركي أثبت العكس . ففي اقسى اللحظات حين تكالبت عليه الملمات و المتاعب . من خسارات مادية و خذلان و غدر من أقرب المقربين , لم يجد بداخله إلا شعلة الأمل التي لم تنر حياته من جديد و إنما امتد شعاعها ليشمل مساحات اتسعت حوله و غطت قلوبا مكلومة و أحلام عصفت بها رياح اليأس حتى كادت تتبدد و تندثر .
يقول الكاتب ’ وهو في عمق المأساة و الاحباط , دعي لإلقاء محاضرة في إحدى الجامعات تحت عنوان الأمل . تردد في قبول الدعوة فقد كانت نفسيته و أحواله لا تسمح , فكيف بنفسية محطمة و نظرة رمادية للحياة هي الأقرب للسواد . وشخصية بدأت تتوارى خلف ستائر قاتمة تحجب عنها ضوء الحياة . أن تقف أمام قلوب متلهفة لسماع كلمات عن الأمل بل و يرسم لها دروبا تفضي بها إلى معانقة الأحلام الوردية و تصالحها مع الحياة .
كانت مهمة صعبة و شبه مستحيلة . لكن كان هناك شعور داخلي راسخ يضيء الطريق وسط العتمة، ويمنح القلب قوة على الصبر والمواجهة، ذلك الشعور هو "الأمل " من رحمة الله بنا و بعابده المؤمنين يبقى ذلك الشعور مترسخا في القلوب فلا يظهر إلا عندما تشتد العتمة ..
فالأمل ليس مجرد ترف فكري أو حلم بعيد، بل هو طاقة حقيقية تحرك الإنسان نحو العمل، وتبث في روحه الطمأنينة والثبات. إنه إيمان بأن الغد قد يحمل ما هو أفضل، وأن بعد كل عسر يُولد يسر، وبعد كل ظلام يشرق نور جديد.
من هنا، فإن فهم الأمل وأثره في حياة الإنسان يعد من الأمور الجوهرية التي تساعدنا على تقدير قيمته وأهمية التمسك به، خاصة في الأوقات التي تعصف فيها بنا التحديات .
كل هذه القناعات التي اكدتها التجربة , تجربة الدكتور أسامة .. لم تقف به عند محاضرته التي ألقاها و تلقاها الطلبة بشغف و حب و تركت فيهم بالغ الأثر . بل تجاوزها لتدوين هذه القيمة الإنسانية العظمى بمختلف أوجهها في كتاب إختار له عنوان " الأمل لمستقبل مشرق "
ليؤكد أن الأمل شعلة لا تنطفئ في قلب من يؤمن بأن الحياة مهما ضاقت، فإن في الغد متسع، وفي كل محنة فرصة، وفي كل انكسار بداية جديدة. فالأمل ليس مجرد شعور عابر، بل هو قوة وإيمان راسخ , يزيد من صمودنا أمام الملمات و إيماننا بالتغيير للأفضل ، ويمنحنا الثقة بأن لكل ليل فجرًا، ولكل حزن نهاية.
لذا، علينا أن نتمسك بالأمل، لا كنوع من الوهم، بل كوسيلة للحياة، وكرافعة للنهوض، وكإيمان بأن الله لا ينسى من أحسن الظن به .
" الأمل لمستقبل مشرق " ليس مجرد مؤلف أدبي , بل رؤية إيمانية ثاقبة . و فلسفة حياة يعرضها الكاتب لمن تعصف به رياح المحن . وقد عرض للموضوع من جوانب شتى . فلسفية , إجتماعية , إيمانية ...
و أكد أن الأمل هو دافع للاستمرار في الأوقات الصعبة, هو المحرك الذي يجعل الإنسان قادرًا على الصمود رغم المصاعب. الأمل هو الذي يدفعه للاستمرار، ويشجعه على السعي وراء حلول بديلة وتحقيق أهدافه، حتى وإن كانت الطريق شاقة ....
الأمل يساعد على منح الحياة معنى وهدفًا. بدون أمل، يمكن للإنسان أن يشعر بالضياع والعجز. لكن مع الأمل، يدرك الشخص أن هناك دائمًا سببًا للعيش، سواء كان تحقيق حلم شخصي أو تقديم المساعدة للآخرين .
كتاب " الأمل لمستقبل مشرق " .
إنه باختصار ذلك الإنسان الذي يؤمن بأن الحياة دائمًا تقدم فرصًا جديدة، حتى بعد العثرات. هو من يزرع في القلوب الثقة ويحفز الأرواح على الاستمرار في السعي نحو الأفضل. إنه الشخص الذي يشبه الضوء في الظلام، هو من يساهم في جعل العالم مكانًا أفضل وأكثر إشراقًا
إنه الدكتور أسامة جمال التركي ...