
بقلم / العميد الركن الطيار م محمد صايل الغويري
من خلال خدمتنا في القوات المسلحة لما يقارب ٣٤ عاماً؛ شاركنا في مناورات وتمارين عديدة مع القوات المسلحة والقوات الصديقة في مناطق التدريب المختلفة داخل الأردن وخارجه، وفي نهاية كل تمرين يعقد اجتماع للتقييم يتم فيه استعراض الإيجابيات والسلبيات والدروس المستفادة مقرونة بالتوصيات.
في العقدين الأخيرين من عمر الدولة الأردنية عشنا حرباً حقيقية وسط اقليم ملتهب، بدأت على حدودنا الشمالية والشرقية وما تبعه من مواجهات في الأراضي المحتلة وجنوب لبنان وسوريا ثم المواجهه الأخيرة التي شهدناها ما بين إسرائيل وايران كمرحلة نرجو ان تكون الأخيرة في هذه الحرب.
من خلال متابعاتنا لما يحدث في الإقليم طل علينا من خلال وسائل الإعلام المختلفة الكثير من المحللين وأبدوا آراءهم في المواجهة الاخيرة ما بين إسرائيل وايران، وأن هذه المعركة لا تعنينا وليس لنا فيها ناقة ولا جمل…
كلا يا سادة لنا في هذه الحرب الكثير من الإبل، ومن ذكر وأنثى لقد كنا مسرحاً للعمليات بين الطرفين، كنا جميعا صغارا وكبارا شهود عيان لما يحدث في سماء الأردن وعلى ارضه .. وبحمد الله يلوح في الأفق بشائر خير لإنهاء هذا الخطر الذي لا يهدد الأردن فقط بل العالم أجمع.
لنقف الآن وننظر إلى اليمين واليسار وأين نقف، أين اخطأنا وأين أصبنا ولنخرج بدروس مستفادة مقرونة بتوصيات واقعيه قابلة للتطبيق تبنى عليها خطط مقرونة بالزمن لنتمكن من متابعة المسير إلى الأمام وتجاوز جميع المنعطفات.
وإذا كان هناك من هو مهتم بإعادة ترتيب الشرق الأوسط بأكمله فلزام علينا أن نعيد ترتيب أولوياتنا في جميع المجالات العسكريه والأمنية وسياساتنا الداخلية والخارجية بما يعزز من جبهتنا الداخلية ويحافظ على أمننا الوطني
لنقل شكرا سيدنا لإيصال صوت الوسطيه والاعتدال إلى المحافل الدولية للحفاظ على الاردن آمناً في اقليم ملتهب.
شكراً لكل من حمل السلاح وكل المخلصين والمدافعين عن سماء المملكة الأردنية الهاشمية
شكرا لمن أطلق صفارات الإنذار.