
بقلم / العميد الركن الطيار م محمد صايل الغويري
في بداية ثمانينات القرن الماضي كانت أول محطة للقاء حيث تم إبتعاثي للولايات المتحدة الأمريكية من قبل سلاح الجو الملكي في دورة تدريبية للطيران التأسيسي والمتقدم
لألتقي بمعلمي وقائدي في ما بعد . كان برتبة رائد طيار وكنت حينها برتبة ملازم ، الشخصية العسكرية الفذة كان مثالاً في التواضع والهدوء ، تعلو محياه الإبتسامه وطيب اللقاء، لنعود بعد ذلك للخدمة في سلاح الجو الملكي ليكون القائد والمعلم ،ليس لي فقط ولكن للكثير من الطيارين والضباط ، كانت محطته الاخيرة كلية الدفاع الوطني المعنية بتأهيل كبار الضباط لصنع قادة المستقبل من القوات المسلحة والدول الصديقة والشقيقة
أبو جهاد كان مثالا للقائد والطيار المتميز الشخصية القيادية ذوالمكانة الرفيعة بخبرة قل
مثيلها بين أقرانه، كان يحسن ركوب خيل الحاضر بينما يفضل البعض سماع صوت صهيلها
عتبي والعتب على قدر المحبة للوطن ، مثال حي للرجال المخلصين اللذين يعملون بصمت ولم يسمع لهم صوت ، الجديرين بالإحترام والتقدير والتكريم
بالأمس ودعنا المرحومة الفاضلة ام جهاد ولكل امريء من اسمه نصيب
أخاطبك وانتي قريرة العين ، وأعلم أنك لا تسمعيني ، كيف لا فعندما كنتي بيننا لم يسمع صوتك الجيران
كنتي المربية الفاضلة سندا في جهادك لرفيق الدرب خلال رحلة توقف قطارها بمشيئة الله، عندما اشتد بك المرض، كان الرفيق الوفي يطل علينا بإبتسامته التي يخفي خلفها الكثير من الأوجاع .
عزاؤنا الوحيد بفراقك : أربعة أيقونات مضيئة ، مسلحة بالعلم والإيمان والمعرفة … ام جهاد إلى جنات الخلد