شريط الأخبار
رئيس الوزراء الإيرلندي يرحب بعزم فرنسا الاعتراف بالدولة الفلسطينية أكثر من 100 نائب بريطاني يطالبون ستارمر بالاعتراف بدولة فلسطينية البرلمان العربي يرحب باعتزام فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين 89 شهيدا في قطاع غزة خلال 24 ساعة مصر ترحب بإعلان الرئيس الفرنسي اعتزام بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية تسجيل 9 وفيات جديدة بسبب المجاعة في غزة خلال 24 ساعة أطباء بلا حدود: استخدام إسرائيل للتجويع سلاح حرب في غزة بلغ مستويات قياسية ترحيب إسلامي عربي خليجي بإعلان ماكرون الاعتراف بدولة فلسطين ألمانيا: لا نخطط للاعتراف بدولة فلسطينية على المدى القريب وحل الدولتين أولوية مصر تتوقع استئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزة الأسبوع المقبل فرنسا ترد على منتقدي خطتها للاعتراف بفلسطين عباس: قرار فرنسا يأتي مساهمة من الدول المؤمنة بحل الدولتين " الساحة الرئيسية"" تتزين بالتراث الأردني والمصري بتوليفة فنية مميزة (صور) شهداء وجرحى بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة استشهاد طفل فلسطيني متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال غرب نابلس القوات المسلحة تشارك في إخماد حرائق الغابات في جمهورية قبرص الأردن يرحب بإعلان الرئيس الفرنسي عزم بلاده الاعتراف بالدولة الفلسطينية أجواء حارة نسبيا في أغلب المناطق اليوم الاردن في دائرة الاستهداف... الخارجية المصرية: القاهرة تستنكر اتهامات غير مبررة لمصر بالمساهمة في حصار غزة ومنع دخول المساعدات

غزة تكشف زيف الضمير العالمي.. متى تتوقف المذابح؟"

غزة تكشف زيف الضمير العالمي.. متى تتوقف المذابح؟
غزة تكشف زيف الضمير العالمي.. متى تتوقف المذابح؟"

احمد عبدالباسط الرجوب

لم تكن الحرب الإسرائيلية على غزة سوى حلقة جديدة في سلسلة الحروب التي تشنها القوى الغربية وحلفاؤها على العرب والمسلمين تحت ذرائع واهية، تتهاوى أمام الحقائق لاحقًا، لكن بعد فوات الأوان. فكما كشفت الأيام زيف ادعاءات الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان، تُكشف اليوم فظائع الاحتلال الإسرائيلي في غزة، والتي تُعرّي ازدواجية المعايير الغربية وتُظهر أن الدم العربي والإسلامي يُسفك دائمًا تحت شعارات كاذبة.

من العراق إلى غزة: نفس الأكاذيب، نفس الجرائم

في 2003، قادت الولايات المتحدة وحلفاؤها غزوًا مدمرًا للعراق بحجة امتلاكه أسلحة دمار شامل، وهي مزاعم تبين لاحقًا أنها مُلفقة. حتى توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، اعترف بأن المعلومات الاستخبارية كانت خاطئة، لكن الاعتراف جاء بعد مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء وتدمير بلد بأكمله. كولين باول، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، قدم للأمم المتحدة "أدلة" استندت إلى تقارير غير موثوقة (كشفت التحقيقات لاحقًا أنها اعتمدت على مصادر هشة)، ليُكتشف أن الأمر كان خدعة كاملة.

اليوم، تتكرر الكذبة في غزة. الاحتلال الإسرائيلي يبرر مجازره تحت ذريعة "محاربة الإرهاب"، بينما العالم يشهد إبادة جماعية ممنهجة بحق مدنيين أعزلين. الأطفال الذين يموتون تحت القصف أو جوعًا هم الضحايا الحقيقيون لأسلحة الدمار الشامل، لكن هذه المرة صنعتها أيادٍ غربية وصمت دولي.

الأزهر يُدين: صرخة ضمير ثمينة... أُسكِتت بسرعة

في خضم هذا الصمت، أصدر الأزهر الشريف مساء الثلاثاء 23 يوليو /تموز 2025 بيانًا تاريخيًا وصف فيه ما يجري في غزة بأنه "جريمة إبادة جماعية"، داعيًا العالم للتحرك العاجل لوقف ما يجري، ومؤكدًا أن الاحتلال "يقتل بدم بارد"، ويُجَوِّع أهل غزة في مشهد لم يعرف له التاريخ مثيلاً.

لكن المفاجأة كانت في أن البيان تم حذفه بعد دقائق قليلة من نشره على الصفحة الرسمية للأزهر، دون أي توضيح، ما يثير الشكوك حول الضغوط السياسية التي تُمارس حتى على المؤسسات الدينية في مواقفها الأخلاقية.

الأزهر، وهو أعلى هيئة دينية في العالم الإسلامي السني، تعرض لضغوط لتكميم أفواهه، تمامًا كما يتم تكميم كل صوت عربي أو إسلامي يجرؤ على فضح جرائم الحرب.

نص البيان أشار إلى أن من "يمد هذا الكيان بالسلاح، أو يشجعه بالقرارات أو الكلمات المنافقة، فهو شريك في هذه الإبادة"، محذرًا من محاولات تهجير سكان غزة، ومشدداً على أن الأزهر "يبرأ أمام الله من هذا الصمت العالمي".

بيان حُذِف، لكن مضمونه بقي حيًا في قلوب الأحرار، ودليلاً على أن هناك من لا يزال يمتلك الشجاعة الأخلاقية في زمن التواطؤ.

لكن الرسالة وصلت: من يدعم إسرائيل بالسلاح أو التمويل أو الصمت السياسي هو شريك في الجريمة. وكما قال الأزهر: "سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون". التاريخ لا يرحم، والشعوب لا تنسى.

حتى أبناء الغرب يرفضون الأكاذيب

لم يعد انتقاد السياسات الإسرائيلية حكرًا على العرب والمسلمين. هانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، هاجم نتنياهو ووصفه بـ"الوحش" الذي يعرض اليهود للخطر عالميًا بسبب جرائمه. وأكد أن قصف غزة لن يُنتج سوى كراهية أبدية، قائلًا: "سيكون هناك جيل بعد جيل سيطارد إسرائيل مطاردة مبررة".

هذه الكلمات ليست عاطفية، بل هي قراءة واقعية لتاريخ الاحتلال الطويل. فالعنف يولّد العنف، والإبادة تُنتج مقاومة. حتى بعض اليهود أنفسهم يدركون أن سياسات نتنياهو تُهدم أمن إسرائيل على المدى البعيد، لكن الطغاة لا يتعلمون إلا عندما يُحاسبهم التاريخ.

الخاتمة: لا لاستمرار المسرحية

من العراق إلى أفغانستان إلى غزة، تتكرر الحكاية نفسها: ذرائع كاذبة، إعلام مُضلل، ثم إبادة مبررة تحت شعارات زائفة. الفارق اليوم أن العالم لم يعد أعمى، والشعوب لم تعد صامتة. الأكاذيب التي مهدت لغزو العراق سقطت، والأكاذيب التي تبرر مجازر غزة ستسقط أيضًا. السؤال هو: كم عدد الأبرياء الذين يجب أن يموتوا قبل أن يفيق الضمير العالمي؟

إن العالم الذي يصمت على قتل الأطفال وتجويعهم، لا يملك أي شرعية أخلاقية. والمجتمع الدولي الذي غض الطرف عن كذبة أسلحة العراق، ثم عن حرب أفغانستان، واليوم عن محرقة غزة، شريك في الجريمة.

كفى ذرائع! كفى حروبًا! الدم العربي والإسلامي ليس أرخص من دم الآخرين.

#لا_للحرب
#ارفعوا_أيديكم_عن_غزة
#لا_للكذب_الاستخباري
#الضمير_العالمي_في_الإنعاش

كاتب وباحث اردني