
اسلام أبو الضبعات
عن غزّة عن لؤم البطولة عام وتسعة أشهر تقريبا من حرب إبادة دون توقّف على غزّة رأينا كلّ شيء، الممكن والمستحيل معا أقسى أنواع التّراجيديا وأقسى أنواع الكوميديا ،يمكنني القول إنّنا نعيش مرحلة ما بعد العقل وما بعد الإنسان وما بعد الانهيار رأينا رجلا يحمل أشلاء أبنائه في كيس رأينا جثثا في الشّوارع تنقرها الصّقور والغربان وتنهشها الكلاب.
رأينا خياما يجرفها ماء البحر وماء المطر وماء اللعنة.. رأينا مؤتمرا صحفيّا لأطباء وسط برك دماء وجثث أجساد مسفوكة للتوّ رأينا صحفيين يموتون على المباشر وأطباء يموتون على المباشر رأينا الأشلاء تحت الأنقاض وفوقها رأينا جميع أنواع الجريمة وجميع أنواع الخراب والدّمار.
شخصيّا، لم أنتظر كلّ ذلك كي أنهار نفسيّا، فمنذ قصف مستشفى المعمداني، أصبت بنوبة هذيان حادّة في الشّارع وسط مظاهرة لقد كان شيئا يصعب وصفه، الانفجار العقلي، السقوط النّفسي، أقصى درجات السّخط والخجل والعار قيامة غريبة اقتلاع من الصّنف البشري والتحوّل إلى قذيفة بها آلاف الأسئلة المتراصّة والانفعالات المتراصة والذهول المتراصّ وماذا بعد ؟؟