
ليث فهد
لا يُمكن للبرد أن يولد النار، لكنني احترقتُ أمام عينيكِ من برودكِ اللامتناهي، وكنتِ كالثلج لا تُبالي، تبتعدين ببرودك، وتزيدينني نارًا.
كنتُ أشتعل، لا من لهبٍ حقيقي، بل من وجعٍ صامت، كنتُ أذوب كشمعةٍ أُضيئت لتدفئك، فتركتِها تذوب وحدها في العتمة، كنتُ أصرخ بصمتي، أتوسل بنظراتي، لكنكِ كنتِ هناك…
تجلسين بثبات، تُراقبين احتراقي وكأن الأمر لا يعنيكِ.
أتعلمين؟
لم أكن أطلب شيئًا كبيرًا، فقط قطرة دفءٍ تبلل هذا الجفاف في قلبي، نظرة تشبه الحياة، كلمة تُنقذني من الغرق.
لكنكِ كنتِ الغياب وأنا الغريق، كنتِ الصقيع الذي يتجول على رمادي، وكلما اقتربتُ، زاد بردك، وزاد احتراقي.
ورغم كل هذا…
ما زلتُ أريدك.. ما زلتُ أشتاق لكل شيءٍ فيكِ، حتى صقيعك..وإن كانت النار هي الثمن لأجل لقائنا من جديد، فها أنا ذا، مستعدٌ أن أحترق ألف مرة، فقط… لتعودي.