وقال الرّواشدة في كلمةٍ ألقاها خلال الحفل "إنّ الفنّ والجمال لا حدود لهما، فهما يخترقان القلوب والعقول، ونحن في الأردنّ نمجّد الفنّ والجمال والفرح"، مؤكّدًا أنّ هذا اللّقاء يُعتبر واحدًا من اللّقاءات التي تُعبّر عن الفرح والجمال والإبداع، حيث إنّ صور الإبداع والفنّ التّشكيليّ تتجلّى فيه لجماليّة المكان والمشهد.

وأعرب الرّواشدة عن سعادته بوجوده في أمّ الجامعات: "الجامعة الأردنيّة" التي لها مكانةٌ في وِجدان الجميع، لما قدّمته من إنجازات على كافّة المستويات العلميّة والأدبيّة، وهي الحاضنةُ لهذا الحدث الفنّيّ المميّز، ولما وفّرته من فضاءٍ إبداعيّ وملهِم للفنّانين المشارِكين الأردنيّين والعرب، مشيرًا إلى أنّ كلّيّة الفنون والتّصميم هي أوّل شعاع الضّوء للفنّ البصريّ، ومشيدًا في الوقت ذاته بجهود القامات الفنّيّة وإبداعاتهم.

من جانبه أكّد آل خليفة في مداخلةٍ له على أهمّيّة تنظيم مثل هذه الفعاليّات الفنّيّة التي تحتاجها شعوبنا لما تلعبه من دَورٍ مهمّ في إبراز الفنّ ورسالته، ولما تقدّمه من صورةٍ حضاريّة لتطوّرات مجتمعاتنا المدنيّة، معربًا عن آماله في أن يستمرّ انعقادها على الدّوام، وشاكرًا في الوقت ذاته الحفاوةَ وحسنَ الاستقبال وكرمَ الضّيافة التي لمسها خلال وجوده في الأردنّ وفي الجامعة الأردنيّة.

وألقى رئيس رابطة الفنّانين التّشكيليّين وعضو هيئة التّدريس في قسم الفنون البصريّة في الكلّيّة الدّكتور إبراهيم الخطيب كلمةً ثمّن فيها دعم وزارةِ الثّقافة ومهرجانِ جرش والجامعةِ الأردنيّة لهذا السمبوزيوم، مثمّنًا الجهود التي بذلها الفنّانون المشارِكون لإنجاز أعمالهم الفنّيّة البالغ عددها زُهاء الـ (80) لوحةً فنّيّة صاغوها بِريشاتِهم الإبداعيّة وفي الوقت المحدّد.

وقال إنّه تمّت دعوةُ الفنّانين العرب والأردنيّين من أعضاء الرّابطة للمشارَكة في هذا السمبوزيوم باسم مهرجان جرش الذي حمل هذا العام شعار "هنا الأردنّ.. ومجده مستمرّ"، وتحت مظلّة وزارة الثّقافة الأردنيّة، ليقدّم كلُّ واحدٍ منهم لوحةً فنّيّة واحدة، إلى جانب تقديم لوحات أخرى أبدعت فيها ريشاتُ الفنّانين المشارِكين الذين ارتأَوا أن يقدّموا أعمالًا إضافيّة تجاوزت العدد المطلوب، تُعبرّ عن صمود أهلِ غزّةِ هاشم وما يتعرّضون له من حرب إبادةٍ همجيّة وسياسة تجويع، وسيُرصَد رَيعها لصالح أهلنا في غزّةَ وفلسطين، مؤكّدًا على أنّ هذا هو موقف الأردنّ الثّابت وقيادته الهاشميّة تجاه القضيّة الفلسطينيّة التي ستظلّ قضيّة الأردنّ وهمّه الشّاغل.

الجديرٌ بالذّكر أنّ الفنّانين المشارِكين قد عملوا على مدار خمسة أيّام، مواصلين اللّيل بالنّهار لإنجاز أعمالهم الفنّيّة في الوقت المحدّد لهم، بعد أن وفّرت لهم كلّيّة الفنون والتّصميم البيئة المناسبة والمحفّزة على الإبداع، وأمّنت لهم كافّة الخدمات والتّجهيزات التي مكّنتهم من مواصلة العمل بكلّ سهولةٍ ويُسر .

واشتملت فعاليّات الحفل الذي حضره رئيس الجامعة الدّكتور نذير عبيدات، وسفير دولة الكويت في الأردنّ حمد المري، وضيف شرف مهرجان جرش الشّيخ راشد بن خليفة آل خليفة، وعددٌ من الأساتذة نوّاب الرّئيس والأكاديميّين .

وعرض خلال الحفل ما يقارب الـ (80) لوحة فنّيّة في (جاليري) الكلّيّة، صاغتها ريشاتُ (10) فنّانين عرب و(30) فنّانًا أردنيًّا من أعضاء الرّابطة، حفلت بمواضيع جماليّة وطبيعيّة مختلِفة، جاء من بينها باقةٌ من اللّوحات التي حاكت مواضيع تتعلّق بمعاناة الأشقّاء في قِطاعِ غزّةَ، لبيعها ورصد رَيعها لدعم صمودهم.