شريط الأخبار
عطية: هيبة مجلس النواب تواجه مشكلة وتعود بتحقيق العدالة وزير دولة لتطوير القطاع العام: الحكومة عملت على الارتقاء بأداء الجهاز الحكومي وزير الخارجية: الأولوية الآن ضمان الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار بغزة الرئيس المصري يشهد حفل افتتاح المتحف الكبير بحضور 79 وفدا دوليا الشرع يزور واشنطن ويلتقي ترامب قريبًا الملكة رانيا تشارك في حفل افتتاح المتحف المصري الكبير الفراية : وسائل إعلام روجت مبادرة الداخلية انها ضد الديمقراطية العودات: تمكين المرأة ركيزة أساسية في مشروع التحديث السياسي الحنيطي يلتقي عدداً من كبار القادة العسكريين على هامش “حوار المنامة 2025” العليمات والشوملي.. نسايب .. العليمات طلب والعوايشة أعطى السفير العضايلة يشارك في مراسم تنصيب الأرشمندريت الأردني الدكتور الأزرعي مطرانًا في بطريركية الإسكندرية "واشنطن بوست" تكشف حجم الوجود العسكري الأمريكي قبالة سواحل فنزويلا واحتمال توجيه الضربات الأولى الاحتلال الإسرائيلي: الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لمحتجزين إسرائيليين "مقاومة الجدار والاستيطان": الاحتلال سيدرس بناء 2006 وحدات استيطانية جديدة "الاتصال الحكومي" تنشر تقريرا حول انجازات الحكومة خلال عام الأردن وألمانيا يحددان "شرط" انتشار القوة الدولية في غزة حزب المحافظين: حملة ممنهجة طالت رئيس مجلس النواب حماس تطالب بتوفير معدات وطواقم لانتشال الجثث بسبب تسريب فيديو «سديه تيمان» .. استقالة المدعية العسكرية بـ "إسرائيل" الفراعنة يعودون.. إقبال هائل على صور الذكاء الاصطناعي

الشوابكة يكتب : "الدبلوماسية والاستخبارات" حين تتكلم الدولة همسًا وتصنع التاريخ

الشوابكة يكتب : الدبلوماسية والاستخبارات حين تتكلم الدولة همسًا وتصنع التاريخ
جمعة الشوابكة
في عالمٍ تُدار فيه الحروب من خلف المكاتب، وتُقلب فيه الموازين بمكالمة، ويُسقط فيه نظامٌ بأسرار تسربت من خلف الستار، لم تعد المدافع هي التي تُرعب، ولا الجيوش هي التي تنتصر، بل أصبحت الدبلوماسية والاستخبارات هما السلاحان الأخطر؛ السلاحان الهادئان اللذان يصنعان النهضة أو السقوط.

الدبلوماسية ليست مجرد بروتوكولات وسفارات، بل هي العقل المدبّر واللسان الذهبي للدولة، اليد التي تصافح وتناور في آنٍ معًا. الدبلوماسي لا يتحدث فقط باسم دولته، بل يكتب تاريخها بهدوء. كلمة منه قد توقّع معاهدة، وابتسامة قد تحسم صفقة سلاح، وصمتٌ منه قد يكون أبلغ من ألف تصريح. إنها الفن الذي يُقنع بلا ضغط، ويُحقق بلا تهديد، لكنها، وحدها، لا تكفي.

وراء كلّ سفير ناجح، هناك جهاز استخباري يعمل كخلية نحل: يجمع، يُحلّل، يُفسّر، ويعطي الضوء الأخضر قبل أن تُرفع الكأس في أي اجتماع دولي. الاستخبارات ليست فقط لجمع الأسرار، بل لبناء القوة من الداخل. هي التي تسبق الدبلوماسي بخطوة، وتقول له: "هنا تكلم... وهنا اصمت... وهنا انتظر.” من دونها، يتحوّل التفاوض إلى لعب بالنار، ومعها، تصبح السياسة رقعة شطرنج تمتلك الدولة فيها كل القطع.

عندما تندمج الدبلوماسية مع الاستخبارات، تُولد قوة لا تُقهر. ليس لأن الدولة تصرخ، بل لأنها تعرف متى تتكلم ومتى تصمت، متى تقترب ومتى تنسحب، متى تبتسم ومتى تُهاجم دون أن تُرى. هنا تصبح السفارة مركز عمليات، ويصبح السفير مقاتلاً بربطة عنق، ويصبح التقرير الاستخباري أهم من ألف صاروخ.

التاريخ لا يرحم الدول التي اعتمدت على القوة وحدها، أما من أتقن فنّ المزج بين الكلمة والمعلومة، بين اللين والحذر، بين المعلَن والمخفي، فقد صعد بصمتٍ إلى القمة. انظر من حولك اليوم، الدول الأقوى ليست دائمًا الأغنى، ولا الأكثر تسليحًا، بل هي تلك التي تتقن فنّ الهيمنة الهادئة، التي تُفاوض بيد، وتحمي أمنها باليد الأخرى دون أن يراها أحد.

الدبلوماسية والاستخبارات هما وجهان لعملة واحدة اسمها: الذكاء السيادي. لا ضجيج، لا فوضى، لا ارتجال، بل خطوات محسوبة، وكلمات مدروسة، ومعلومات تُبنى عليها قرارات تغيّر مجرى التاريخ. في زمن الفوضى، وفي عالمٍ يسير على شفير الانهيار، الدول التي تفهم هذه المعادلة، هي التي ستبقى واقفة حين يسقط الآخرون.