
القلعة نيوز:
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن تعليق انتخابات الاتحاد العراقي للعبة المقررة في 16 سبتمبر (أيلول) المقبل؛ وذلك في أعقاب رد على الرسالة العراقية بشأن التحديات التي تواجه العملية الانتخابية المقبلة، وذلك في ضوء المخاوف المتزايدة من خروقات قانونية وإجرائية تمس نزاهة العملية الانتخابية.
وأوضح «الفيفا» والاتحاد الآسيوي في كتاب موجّه إلى الاتحاد العراقي أن الشكاوى والاعتراضات التي وصلت إليهما من أعضاء في اللجنة التنفيذية وعدد من الأطراف الأخرى خلال الأسابيع الماضية، كشفت عن قلق بالغ من أداء لجنة الانتخابات ولجنة الاستئناف واستقلاليتهما، فضلاً عن ملاحظات على سير بعض العمليات الانتخابية في الاتحادات الإقليمية والفرعية.
وشدّد البيان على أن الأعضاء في الاتحاد العراقي ملزمون وفق النظام الأساسي بضمان انتخاب هيئاتهم القيادية كل أربع سنوات، وإدارة شؤونهم باستقلالية تامة من دون تدخل خارجي، وإجراء الانتخابات أو التعيينات وفق آليات تكفل الاستقلالية والشفافية الكاملة.
وأشار «الفيفا» والاتحاد الآسيوي إلى أن الظروف الراهنة لا تسمح بإجراء الانتخابات في موعدها المقرر، ما دفعهما إلى طلب التعليق الفوري للإجراءات الانتخابية حتى إشعار آخر، على أن يتم إرسال لجنة مشتركة لتقصي الحقائق إلى بغداد خلال شهر سبتمبر، تعقد سلسلة اجتماعات مع اللجنة التنفيذية وإدارة الاتحاد وجميع الأعضاء المنتخبين في لجنتي الانتخابات.
وتهدف اللجنة إلى الحصول على فهم كامل ودقيق للوضع الحالي قبل اتخاذ أي خطوات لاحقة، على أن يتم إعلان التوصيات بعد انتهاء مهمتها لضمان أن تتم الانتخابات العراقية وفق القوانين واللوائح الدولية ومبادئ الحوكمة الرشيدة والشفافية والنزاهة.
وفي ختام الرد، أكّد «الفيفا» والاتحاد الآسيوي أن موعد إرسال اللجنة سيتم تحديده قريباً مع استكمال الترتيبات اللوجيستية والتنظيمية، مطالبين جميع الأطراف العراقية بالتعاون الكامل لتسهيل مهمتها.
هذا التطور جاء بعد سلسلة من المخاطبات التي أرسلها الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى «الفيفا» والاتحاد الآسيوي، عرض فيها التحديات القانونية والإجرائية التي تعترض طريق الانتخابات. فقد أكد الاتحاد في مراسلاته أن عدداً كبيراً من الأندية الأعضاء ما زال يُدار عبر لجان مؤقتة، بينها أندية بارزة مثل القوة الجوية والميناء وكربلاء وأربيل والحدود والنفط والناصرية والصناعة، إضافة إلى أندية أخرى في الدرجتين الأولى والثانية، الأمر الذي يطرح إشكاليات حول شرعية تمثيلها في الجمعية العمومية.
كما أشار الاتحاد العراقي في مذكرته إلى وجود مخالفات خطيرة في انتخابات بعض الاتحادات الإقليمية، استناداً إلى شكاوى رسمية قدّمها مرشحون وأندية، وكذلك إلى تقارير لجنة التدقيق والإشراف التي شكّلها الاتحاد لمتابعة سير الانتخابات. ولفتت هذه الشكاوى إلى مخالفات تنظيمية وقانونية وإجرائية قد تتطلب إعادة الانتخابات في بعض الحالات، وهو ما أبقى هذه الملفات عالقة من دون حسم نهائي.
إلى جانب ذلك، تحدّث الاتحاد عن شكاوى معلّقة تخص انتخابات رابطة اللاعبين الدوليين ورابطة الحكام ورابطة المدربين، مشيراً إلى أن هذه القضايا ما زالت قيد الدراسة وفق المسارات القانونية لضمان تمثيل شرعي ومتوازن داخل الجمعية العمومية.
ولم تقتصر المخاوف على ذلك؛ إذ تطرّق الاتحاد أيضاً إلى انسحابات واستقالات داخل لجنتي الانتخابات والاستئناف، وفقدان بعض الأعضاء أهليتهم القانونية، ما يفرض إعادة تشكيل هذه اللجان على أسس سليمة قبل المضي في أي عملية انتخابية.
الأهم أن الاتحاد العراقي سلّط الضوء على مخالفات واضحة في تشكيل لجنتي الانتخابات والاستئناف، بينها استقالة أحد الأعضاء لأسباب صحية، وإدراج أسماء لا تستوفي شرط العمر القانوني، إضافة إلى وجود تضارب مصالح لدى بعض المسؤولين بحكم مناصبهم الحكومية أو رئاستهم لأندية رياضية، الأمر الذي يتعارض مع القوانين الدولية واللوائح المحلية. وقد رفع رئيس لجنة الاستئناف نفسه شكوى رسمية بهذا الخصوص، مؤكداً أن التشكيل الحالي يشوبه العديد من الخروقات التي تقوّض استقلالية العملية الانتخابية.
في خضم هذه التطورات، تداولت أوساط كروية عراقية معلومات عن سعي شخصيات مؤثرة، وفي مقدمتها وزير الشباب السابق عدنان درجال، إلى تأجيل الانتخابات وإيجاد توافقات مع اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، غير أن تلك المساعي لم تثمر سابقاً عن حلول عملية. ويُذكر أن عدد المرشحين للانتخابات المقبلة بلغ نحو 40 عضواً يتنافسون على 12 مقعداً إلى جانب مقعد الكوتا النسائية، من بينهم ثلاثة مرشحين لرئاسة الاتحاد، ما يجعل المشهد الانتخابي أكثر سخونة وتعقيداً.
الأنظار باتت موجهة الآن إلى ما ستسفر عنه بعثة «الفيفا» والاتحاد الآسيوي عند وصولها إلى بغداد؛ إذ من المتوقع أن تحدد بشكل قاطع ملامح المرحلة المقبلة، سواء من خلال إعادة هيكلة اللجان الانتخابية أو تحديد موعد جديد للاقتراع، بما يضمن نزاهة وشفافية الانتخابات ويحافظ على استقرار كرة القدم العراقية ومصالح منتخباتها الوطنية.