
القلعة نيوز- رعى سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، اليوم السبت، انطلاق أعمال المؤتمر الرابع للطبيبات الأردنيات بعنوان: "فتح آفاق الرعاية الصحية المستقبلية: التدريب، الاحتفاظ، الإصلاح"، بالتعاون مع الكليات الملكية البريطانية في لندن وادنبرة وإنجلترا، والرابطة الأوروبية لدراسة الكبد (EASL).
وأكد سموه، في كلمة له، أهمية التركيز على وضع السياسات والحوكمة في إدارة النظام الصحي، من خلال استراتيجية صحية يتم فيها ترتيب الأولويات بالاعتماد على السياسات، موضحا سموه أهمية أن تتولى جهة واحدة مهمة إدارة ومراقبة وتخطيط التمويل الصحي للقطاعين العام والخاص.
وأشار سموه إلى الحاجة لإيجاد هيئة مركزية قادرة على التوجيه والتنسيق في القطاع الصحي، من خلال إعادة تفعيل المجلس الأعلى للصحة وذلك لتحديد أولويات الصحة بشكل جماعي، وتجنب التكرار، ومواصلة التقدم.
ولفت سموه إلى أهمية تعزيز التكامل والترابط والتعاون بين برامج الصحة العامة المختلفة، من خلال صندوق يعنى برصد الأزمات من خلال إجراءات وقائية واستباقية قبل وقوعها والتخطيط لإدارتها.
وبين سموه أهمية تنويع مصادر تمويل القطاع الطبي من خلال الوقف الإنمائي الذي يحتاجه العالم الإسلامي، لتعزيز دور المواطنين كشركاء فاعلين في صنع القرار.
وأشار سموه إلى أهمية وضع الصحة النفسية ضمن أولويات العمل الصحي في المملكة، وذلك في ظل ارتفاع أعداد المحتاجين للرعاية النفسية في المملكة بمقابل تخصيص دعم قليل لهذا القطاع وقطاع الرعاية المجتمعية.
وفيما يخص الأحداث في غزة، بين سموه أن قطاع الرعاية الصحية في غزة يشهد تدميراً متعمداً، إلى جانب كل سبل النجاة والعيش في القطاع.
وقال سموه: "يشهد قطاع غزة كافة أنواع وأشكال القتل، بدءا من القتل المتعمد للأطفال، والتدمير المتعمد للسكن وأماكن الإيواء، وصولا إلى الإبادة الجماعية، هذا كله يجب أن لا يجعلنا نفقد قدرتنا على التفكير المستقل والتحليل والاستجابة لمسؤوليتنا بحكمة ووعي".
وبين سموه أن ما يتم في غزة والضفة الغربية لن يبقى هناك، وهذا يتطلب عملاً جماعيا مشتركا وتحليلا مستقلا ومنطقيا للأحداث.
من جانبه، أكد رئيس الجامعة الأردنية، الدكتور نذير عبيدات أن هذا اللقاء لا يقتصر على تبادل العلوم الطبية، بل يجسد قيم الكرامة والرحمة والأمل التي يقوم عليها الطب، مشيراً إلى أن الشراكة الأكاديمية مع الكليات الملكية البريطانية تمثل جسراً من الثقة والتضامن، وتفتح أمام الأطباء الأردنيين آفاقاً أوسع للتأهيل والتميز.
وأوضح أن الطب علم إنساني عابر للحدود، لخدمة المريض والإنسانية جمعاء، فالدواء ينقذ حياة الجميع أينما كانوا، مؤكداً أن الطبيبات الأردنيات قدّمن نموذجاً رائداً في الموازنة بين رسالتهن الإنسانية ومسؤولياتهن الأسرية والاجتماعية، ليصبحن قدوة للأجيال المقبلة.
بدورها، قالت رئيسة جمعية الطبيبات العربيات، الدكتورة ميسم عكروش، إن المؤتمر يشكّل محطة بارزة في مسيرة القطاع الصحي، من خلال بحثه قضايا علمية وإدارية محورية تشمل التطورات الطبية، والقيادة، والسياحة العلاجية، والذكاء الاصطناعي، والمرونة في مواجهة الأزمات.
وأضافت أن انعقاد المؤتمر في عمّان "عاصمة النبض العربي والتقدم الطبي" يعكس دور الأردن المتنامي في تطوير الرعاية الصحية وتمكين المرأة في مهنة الطب، مؤكدة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة.
وأكدت رئيس الكلية الملكية للأطباء في لندن، الدكتورة ممتاز باتل، ضرورة التركيز على النمو والإبداع في القطاع الطبي، وكذلك دعم وتمكين الأجيال المقبلة من الأطباء من خلال مشاركة الخبرات والمهارات.
وبيّنت الأمينة العامة لجمعية الطبيبات العربيات، الدكتورة ميس هلسة، أن مشاركة طلبة الجامعات الأردنية تعزز رسالة المؤتمر، بوصفهم جيل المستقبل القادر على حمل الخبرة والمعرفة من الأجيال السابقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً.
كما وجه المؤتمر تحية إلى أطباء غزة الذين يواصلون أداء واجبهم الإنساني رغم الظروف القاسية ونقص الإمكانات، معتبرين شجاعتهم مثالاً مضيئاً على أسمى معاني الواجب الطبي.
--(بترا)