
النائب السابق العميد الركن المتقاعد ذياب المساعيد
تصريحات المسؤولين والنخب هي تعبير عن حاله الدولة والمجتمع ( العلاقة والتفاعل، وما يدور، وما يراد) وهي مؤشرات حقيقيه توحي بحاله انفصام او تلاحم) في البنيه الجمعية لأنها بالأساس تنبع من ذات الحالة وذات البناء.
فتلك النخب لا يصدر عنها شيء عبثا، فكل تصريح خلفه محرك وأسباب، وكل تصريح يراد له إن يصل هدفا بعينه، إلا إن كان الانفلات عنوان وكانت المصلحة العليا غائبة عن ابعاد تلك التصريحات، وكانت الشخصنة، والاغتيال، وبطولات (كانت), ومظلومية مزعومة، هي بواعث البوح الأليم والرسائل غير البريئة.
وأنت تقرأ وتسمع وتشاهد، يقفز للخاطر مقارنة تفرض وقعها بين نوعين من التصريحات والتسريبات المتداولة هذه الفترة، تتفاعل، و ( تلوكها) الالسنة، والبون شاسع في النوع والمصدر والغاية.
فعلى مرمى السمع والبصر، وفي كيان الاحتلال والإرهاب والتوسع، تصريحات توراتية تستهدف الوجود والتاريخ والانسان، نجد (نتنياهو) يصرح ب (إسرائيل كبرى) ويضخ مهمته التاريخية الروحية عقيدة في عقول أجيال واجيال، ومعه (سموتريتش) بخرائطه التي تبوح بجغرافيا القادم بوضوح لا لبس فيه، وذاك ( بن غفير) يضع الأقصى نصب عينيه، ويصدح بوقه قرب مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام، واخر التصريحات من (كرعي ) ان هذه الضفة لنا والأخرى لنا.
تصريحات واضحة لا تحتمل التأويل، ثمنها دم وارض ومستقبل أجيال.
أما أولئك ( المتراشقون منا) فلا كانت تصريحاتهم في مواقع المسؤولية كتلك، ولهم حين غادروا صمتوا وستروا واثروا مصلحه الوطن في لحظة حرجة تستلزم الحكمة في القول والفعل، وكأنهم لا يعلمون أنها تفتح باب للشك وعدم الثقة، وتضرب مصداقيه وطن ونزاهة مؤسسات لا يقزم ماضيها وحاضرها الوطني بنزوة شخص وفساد مسؤول.
هناك تصريحات تنفث الحلم والوهم والخرافة جذوة في مجتمع الشتات توحد وتمتن، وهنا تصريحات بطعم النميمة تخلخل البناء والانجاز وفقا لمقاييس الهوى من رضى أو غضب.