
الخلاف أضاع فلسطين ابتداء...
القلعة نيوز ـ
كادت الانتفاضة الأولى والثانية تحقق نتائج مهمة على الأرض، وكان جماعة أوسلو يتفاوضون ويوقعون ويسلّمون بناءً على وعود، وعندما استيقظوا بعد حصارهم في رام الله قال أبو عمار بلسانه لمصطفى البرغوثي: "أكلنا الخازوق" (مع الاعتذار عن هذه العبارة، ولكن للأمانة في النص).
نحن نفاوض ونتصرف على أساس الرجل الواحد، وهم يتصرفون على أساس مؤسسي؛ يدرسون ويقررون ويحتالون، ويستعملون علم النفس وعلم الإدارة والتاريخ والحالة الاجتماعية بكل دهاء.
يقول كيسنجر إننا غير قادرين على فرض رؤيتنا على قادة الكيان، وخذ مواقف رؤسائه الغاضبة في حال محاولة المساس بأي مصلحة للكيان، وهذا من عهد غولدا مائير عندما حاول نيكسون توقيع اتفاقية مع العرب، والحال لم يتغير.
التهديد والمنع وقطع المساعدات والفيتو ليس جديداً، ولن يتوقف الأمريكان ومن ورائهم الغرب عن استخدامها طالما أن هناك مصلحة لهم أو للكيان يمكن تحقيقها. وسيعلنون هدنة مباشرة ويعملون على إجبارنا عليها في حال وجود مصلحة لهم، هذا هو الواقع.
عندما تملك الأرض وتستطيع أن تفرض واقعاً هناك، فقد وضعت شيئاً على طاولة التفاوض، قبل ذلك أن ترتجي من عدوك أن يقف معك ضد مصلحته، وأقول لك: لن يفعل، ولم يفعل، (وابئى أبلني لو فعلوا على رأي مبارك).
وللأسف لن يكون الأخير، ما دمنا لم نتغير ونغيّر آلية وعقلية التعامل؛ فقبلها السادات وعبد الناصر، وقبلها كان الفلسطينيون يختلفون: قيس ويمن، وحسيني ونشاشيبي، والمنظمة وحما... واستغل العثمانيون، وبعدهم الإنجليز ثم اليهود هذا الانقسام، وهذه ترفض مساعدة تلك والعكس صحيح.
ربما سيكون الطريق طويلاً، ولكن لا بد من بناء الإنسان قبل ذلك لأنه أساس كل ذلك...
إبراهيم ابو حويله.