شريط الأخبار
القضاة يشارك في حفل استقبال السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى سوريا مدرب العراق: الأردن فريق قوي وجاهزون للمباراة بن غفير يجدد التهديد بهدم قبر الشيخ عز الدين القسام مقتل أردني على يد ابنه في أمريكا .. والشرطة توجه تهمة القتل العمد روسيا تسجل انخفاضًا جديدًا في عائدات النفط إغلاق طريق الكرك- وادي الموجب لوجود انهيارات القضاة يستقبل مدير شؤون الأونروا و رئيسة البعثة الفنلندية في سوريا وزير الخارجية الصيني يزور الأردن والإمارات والسعودية وزير المالية يلقي رد الحكومة على مناقشات النواب لمشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2026 مجلس النواب يُقر بالأغلبية مشروع قانون الموازنة العامة للسنة المالية 2026 رئيس الوزراء يؤكّد التزام الحكومة بالعمل مع مجلس النوَّاب في جميع مراحل تنفيذ الموازنة واستمرارها في نهجها القائم على الشفافيَّة والتَّعاون والانفتاح على جميع الآراء والمقترحات الصفدي يلتقي نظيره الإماراتي لبحث التعاون والقضايا الإقليمية الأرصاد: الأمطار تتركز الليلة على المناطق الوسطى والجنوبية القيسي: آن الأوان لعدالة حقيقية بين شرق وغرب عمّان استقالة رئيس وزراء بلغاريا وسط احتجاجات واسعة كلية الزراعة التكنولوجية في جامعة البلقاء التطبيقية تنظم اليوم العلمي للزراعة العضوية عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى والجيش يقتحم مناطق بالضفه ترامب يعتزم تعيين جنرال أمريكي لقيادة قوة أمنية في غزة النائب رانيا أبو رمان: تدعو الحكومة لزيادة رواتب الموظفين وحماية المتقاعدين من العوز العوايشة: موازنة 2026 لم تحقق جديدا والفقر والبطالة مستمران

الشيخ مطلق الحجايا يكتب : قيمة الوجه في العرف العشائري

الشيخ  مطلق  الحجايا  يكتب : قيمة الوجه في العرف العشائري
القلعة نيوز:
من مقاصد شريعتنا الغراء حفظ النفس البشرية من الإيذاء بجميع اشكاله اللفظية والفعلية إبتداءً من السب والشتم وصولاً الى القتل .
ورتب الشرع عقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه ان يسيء الى الغير وهذا يتوافق مع الإنظمة والقوانين والأعراف البشرية . ومن أجل ذلك حث الشرع ورغب بالمسارعة إلى الإصلاح بين المتخاصمين عند العلم بالخصومة قبل ان تتوسع وتتمدد وتصل الى مراحل متقدمة من التعقيد ورتب على ذلك أجراً عظيماً قال تعالى :
( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسنؤتيه أجرًا عظيمًا
وقال تعالى :
( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )
ومع ان النبي صلى الله عليه وسلم أكثر الناس عملا ومسؤوليات فإن ذلك لم يشغله عن المسارعة في رأب الصدع وإزالة اسباب الشحناء والفرقة ، فلما علم صلى الله عليه وسلم بأن اهل قباء تشاجروا فيما بينهم ورموا بعضهم بالحجارة قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه :
أذهبوا بنا نصلح بينهم
ومن الأعراف الحميدة التي تعارف عليها أبناء القبائل في المملكة الأردنية الهاشمية ما يسمى ب (الوجه) حيث يبيح هذا الأمر لأي شخص اذا سمع او رأى نزاعًا او شجارًا وبدون ان يعرف تفاصيل هذه الخصومة فإنه يقول للمتخاصمين :
عليكم وجه فلان وفلان ويختار وجوه اصحاب الشأن و القيمة والقوة في مجتمعاتهم لأمرين :
أولًا:حتى يهابهم المتخاصمون
ثانيا : لو قام احد الأطراف بتقطيع وجهه من خلال الإعتداء على الطرف الآخر فإنه يستطيع ان يحصل على حقه نتيجة مكانته وقوته الإجتماعية
وكانت الدولة وقضاة العشائر والحكام الإداريين يعظمون شأن الوجه ويغرمون ويجرمون من يعتدي على الوجه الذي هو صمام أمان يحجب الشر قبل وقوعه لحين حصول كل طرف على حقه أو لحين تدخل الأجهزة الأمنية والقضاء لفض النزاع ومن ثم الإصلاح بينهما
وهذا العرف (الوجه) له أصل في الإسلام فعندما عاد النبي صلى الله عليه وسلم من الطائف بعد ان طرده أهل الطائف وشتموه وضربوه فأراد صلى الله عليه وسلم ان يرجع الى مكة فعلم ان قريش قد اجمعت على منعه من دخول مكة فأرسل صلى الله عليه وسلم رجلًا من خزاعة الى سيد من سادات مكة وهو المطعم بن عدي وكان كافراً فقال الخزاعي للمطعم :
ان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤك السلام ويريد ان يدخل مكة بحمايتك وبوجهك وان لا تتعرض له قريش بأذى فقال المطعم :
هو في وجهي وحمايتي وجواري وأمر اولاده ان يلبسوا السلاح ونادى في قريش ان محمدا في وجهي وجواري فلا يؤذيه احد منكم فقالوا :
أجرنا من أجرت وكلنا دون وجهك وهذا الأمر هو ما تعارف عليه العرب كوسيلة لوأد الشر وأستمرت عليه العشائر الأردنية بالتعاون مع وزارة الداخلية ممثلة بالحكام الإداريين ومراكز الشرطة ومستشارية العشائر وكان هناك تنسيق وتعاون دائم ومستمر بين تلك الأطراف من أجل الأمن المجتمعي ،ولكن بدأنا نلحظ في الفترة الأخيرة تهاون في موضوع الوجه واقتصاره فقط على جرائم القتل و العرض وهذا التعديل او التغيير افقد الوجه قيمته كوسيلة لدفع الشر قبل وقوعه وبدأ يمتنع كثير من الشيوخ و الوجهاء والأعيان ان يضع وجهه على اي قضية لعدم وجود جهة قانونية تحمي وجهه وتمنع من الإعتداء عليه
ولذلك نرى انه من الضروري ان يعاد النظر في موضوع التعديلات التي طرأت على الوجه وان تتكفل الدولةممثلة بوزارة الداخلية ومستشارية العشائر كما كانت سابقًا بحماية صاحب الوجه ومعاقبة المعتدي على الوجه وان لا يقتصر الوجه على قضايا القتل والعرض بل على جميع انواع المخاصمات والمشاجرات لأن الكلمة او المشاجرة البسيطة اذا اهملت ولم تعالج في لحظتها من خلال الوجه قد تجر لمشكلة اكبر فكم من الحروف جرت حتوف والأمثلة على ذلك كثيرة ولا تكاد تخلو منطقة منها حيث ان مشاجرةبسيطة نتيجة عدم احترام الوجه جرت الى جرائم قتل والعقل والمنطق يقول الأولى درء المفسدة قبل وقوعها فأعيدوا الى الوجه هيبته حتى يسلم ويأمن المجتمع