
القلعة نيوز- يولي الأردنيون ذكرى المولد النبوي الشريف اهتماما خاصا، يتجاوز الطقوس التقليدية ليجسد ارتباطا روحيا وتاريخيا عميقا بسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ينتسب إليه الهاشميون، وتستلهم من مولده القيم النبوية العظيمة التي لا تزال تنير دروب الأمة.
وتتحول المناسبة في وجدان الأردنيين إلى محطة إيمانية ووطنية، تستدعي التأمل في السيرة العطرة للنبي الكريم، واستحضار مواقفه ومبادئه في الرحمة والعدل والتسامح، لا سيما في ظل الظروف التي تمر بها الأمة، ما يجعل من استلهام الهدي النبوي ضرورة أخلاقية وإنسانية، تعيد التوازن للفرد والمجتمع.
وأكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأسبق، الدكتور هايل داود، أن الاحتفال بالمولد النبوي في الأردن يتجاوز كونه مجرد احتفال ديني، ليأخذ بعدًا وطنيًا وروحيًا يعكس عمق العلاقة التي تربط الأردنيين بالرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، وبالأسرة الهاشمية المنتسبة إليه.
وأوضح أن الذكرى تأتي كل عام لتجدد في القلوب معاني الرحمة والمحبة، ولتذكر الأمة برسالة الإسلام السامية التي بعث بها النبي، مستشهدا بقوله تعالى: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
وأضاف أن محبة النبي الكريم جزء لا يكتمل الإيمان إلا بها، وأن إحياء ذكرى مولده يعبر عنها، ويترجمها إلى التمسك بأخلاقه والاقتداء به في جميع جوانب الحياة.
وأشار إلى أن الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة اليوم تحتم العودة إلى السيرة النبوية، واستلهام قيم الصبر والمثابرة والثبات على الحق، كما فعل النبي الكريم في مواجهة التحديات العظيمة التي واجهته أثناء نشر دعوته.
من جهته، بين رئيس قسم الوعظ والارشاد في مديرية أوقاف محافظة عجلون، الدكتور عبدالله الشقاح، أن تمجيد العظماء سلوك بشري معروف عبر العصور، فكيف إذا تعلق الأمر بخير الخلق وأعظم من مشى على الأرض، مشيرا إلى أن النبي الكريم هو الذي أخرج البشرية من ظلمات الجهل إلى نور العلم والهدى، وميلاده كان بداية لفصل جديد في تاريخ الإنسانية.
ونوه بأن المولد النبوي يمثل محطة إيمانية تستنهض الهمم، وتذكر المسلمين بفضل الله عليهم بإرساله خاتم الأنبياء، داعيا إلى أن تكون المناسبة فرصة لتجديد العهد بالسير على خطى النبي، للفوز بشفاعته يوم القيامة.
بدوره، قال الباحث في الدراسات القانونية، الدكتور عبدالله الدردور، أن إحياء ذكرى المولد يجب أن يتضمن استحضار المنهج النبوي في بناء الأسرة الذي قدم نموذجا متكاملا في التماسك الاجتماعي والإنساني، قائما على الرحمة والمودة والعدل.
وأضاف أن النبي، بصفته زوجا وأبا ومربيا، جسد أرقى صور العلاقات الأسرية، من خلال تطبيقه العملي لقوله تعالى: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة"، مشيرا إلى أن البيت النبوي كان مدرسة لتنشئة الأجيال على القيم النبيلة.
--(بترا)