
القلعة نيوز - انطلقت في العاصمة عمّان، اليوم الاثنين، أعمال الاجتماع الإقليمي الثالث لشبكة جودة الهواء لغرب آسيا، بتنظيم مشترك من وزارة البيئة الأردنية ومكتب غرب آسيا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبمشاركة خبراء وممثلين عن دول المنطقة ومنظمات دولية متخصصة.
وقال وزير البيئة، الدكتور أيمن سليمان، إن الأردن يفتخر باستضافة هذا اللقاء الذي يشكّل محطة جديدة في مسار التعاون الإقليمي لمواجهة تحديات تلوث الهواء، مشيراً إلى أن الاجتماع الأول للشبكة، الذي عقد في عمان عام 2023، والثاني في كانون الأول 2024، وضعا أسساً متينة لتطوير خطة عمل للأعوام 2025 – 2026، تقوم على الاستدامة وتبادل الخبرات وتعزيز الربط مع جهود مواجهة تغيّر المناخ.
وأوضح سليمان أن تلوث الهواء يمثل تحدياً صحياً وبيئياً عابراً للحدود، ويستدعي تضافر الجهود لاعتماد حلول عملية ومستدامة، لافتاً إلى أن الاجتماع الحالي يهدف إلى تحديد أولويات العمل المشترك، ودعم نهج منسق لإدارة جودة الهواء، وتسهيل تبادل المعرفة بين دول غرب آسيا.
كما وجه سليمان إلى إطلاق منصة إقليمية لجودة الهواء تتضمن تجارب الدول المعنية وتُعنى بتبادل الخبرات وإعداد برنامج تدريبي بالتنسيق مع مكتب غرب آسيا لرفع القدرات للمعنيين من الدول المشاركة، مؤكدا"أن الوزارة منفتحة على توقيع مذكرات تفاهم مع كل الدول التي ترغب في هذا المجال".
وأضاف الدكتور سليمان أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، ماضٍ في تعزيز الاقتصاد الأخضر وتبني سياسات تقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مؤكداً أن حماية البيئة تمثل محركاً أساسياً لرؤية التحديث الاقتصادي (2023–2033).
من جانبه، أشار مستشار وزير البيئة للشؤون الفنية والدولية، الدكتور جهاد السواعير، إلى أن فعاليات الاجتماع ستتضمن ورشة عمل تدريبية لبناء القدرات، تهدف إلى تزويد المشاركين بأدوات عملية لتطوير استراتيجيات وطنية تقلل الانبعاثات في القطاعات الأكثر تأثيراً على جودة الهواء، مستعرضا أبرز الإنجازات الوطنية في هذا المجال، ومنها توسيع الشبكة الوطنية لمراقبة نوعية الهواء لتشمل 27 محطة رصد ومختبرين متنقلين موزعة على 8 محافظات، ونشر مؤشرات جودة الهواء مباشرة عبر منصات إلكترونية وربطها بالشبكات العالمية.
ولفت إلى رفع مساهمة الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء من 21 بالمئة عام 2020 إلى نحو 27 بالمئة عام 2024، مع هدف يتجاوز 31 بالمئة بحلول 2030، وتشجيع النقل المستدام، حيث بلغت نسبة المركبات الكهربائية والهجينة 23.6 بالمئة من إجمالي المركبات المسجلة حتى حزيران 2025، وتحديث السياسة الوطنية للتغير المناخي (2022–2050)، ورفع سقف المساهمات الوطنية لخفض الانبعاثات إلى 31 بالمئة بحلول 2030.
من جانبه، قال المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة لغرب آسيا، الدكتور عبد المجيد حداد، إن تلوث الهواء يعد أكبر خطر صحي مرتبط بالبيئة على مستوى العالم، حيث تشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقارب 4.7 ملايين وفاة مبكرة سنوياً تعزى لتلوث الهواء الخارجي والمنزلي معاً، مؤكداً ضرورة إدراج قضايا الهواء النظيف ضمن إطار أوسع للتنمية المستدامة والأمن الغذائي والمائي.
وأضاف حداد أن شبكة جودة الهواء في غرب آسيا، التي أُطلقت استجابة لمشاورات إقليمية عام 2023، أصبحت منصة فاعلة لوضع إطار إقليمي للتعاون وتطوير خطط عمل مشتركة، معبّراً عن ثقته بأن اجتماع عمّان سيسهم في تعزيز القدرات الإقليمية وتوسيع نطاق الحلول العملية.
واختُتمت الجلسة الافتتاحية بالتأكيد على أن مخرجات الاجتماع الثالث ستُترجم إلى خطوات عملية، تسهم في تحسين نوعية الهواء، وصون صحة الإنسان، ودعم الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي، بما يعود بالنفع على أجيال الحاضر والمستقبل.
--(بترا)