
القلعة نيوز: بقلم م.دعاء محمد الحديثات
هل وقفت ذات يوم على أرض قاحله فتساءلت أين الحياة ؟؟؟
في رحلة الحياة، لا تخلو الدروب من المنعطفات الصعبة والأوقات القاحلة.
قد تمر بنا أيام نشعر فيها أن الأمل قد جف، وأن المساعي قد خابت، وأن الأبواب قد أغلقت في وجوهنا.
بلحظات نشعر بأنها الصحراء القاحلة التي تئن من العطش، حيث تبدو الأرض شاحبة والآفاق موصدة. في هذه اللحظات، قد يظن الإنسان أن النهاية قد حانت، وأن ماء الحياة قد نفد.
لكن الحقيقة أعمق وأجمل من ذلك بكثير .....
هذا الجفاف ليس نهاية المطاف، بل هو إشارة إلى أن الوقت قد حان لانتظار غيوث رحمة الله. فكما أن الصحراء تحتاج إلى المطر لتزدهر وتعود لها الحياة، فإن قلوبنا وأرواحنا تحتاج إلى نفحات من رحمات الله لتتجدد وتزهر.
قد لا نرى المطر قادمًا، وقد نظن أن السحب لن تتجمع، لكن غيث الله يأتي في وقته المناسب وبطريقة لا تخطر على بال أحد.
هذه الغيوث قد تأتي على هيئة فرج بعد ضيق، أو شفاء بعد مرض، أو حل لمشكلة بدت مستحيلة.
قد تكون في كلمة طيبة من شخص عزيز، أو في فرصة عمل جديدة غير متوقعة، أو في شعور بالسكينة والطمأنينة يملأ القلب بعد عاصفة من القلق.
وقتئذ نشعر بلحظات الانفراج و أن الأبواب الموصدة قد فتحت فجأة، وأن الدروب التي كانت جافة قد بدأت تنبت فيها أزهار الأمل.
إيماننا بأن غيوث رحمة الله قادمة يمنحنا القوة على الصمود في وجه الجفاف. يذكرنا بأن لكل نهاية بداية جديدة، وأن لكل محنة منحة. فعلينا أن نتحلى بالصبر، وأن نتمسك بالدعاء، وأن نثق بأن الله لن يتركنا وحدنا. فكل لحظة من الجفاف هي اختبار لقوة إيماننا، وكل قطرة من المطر هي دليل على عظم رحمة الله.
فمن هذه الحقيقة نتعلم بأن اليأس ليس من شيم المؤمنين.
حين يشتد الظلام ، لا تيأس، بل ارفع يديك إلى السماء، وثق بأن غيوث رحمة الله ستأتي مع نسمات الفجر لتسقي أرضك القاحلة وتجعلها جنة خضراء ....