شريط الأخبار
الفراية : وسائل إعلام روجت مبادرة الداخلية انها ضد الديمقراطية العودات: تمكين المرأة ركيزة أساسية في مشروع التحديث السياسي الحنيطي يلتقي عدداً من كبار القادة العسكريين على هامش “حوار المنامة 2025” العليمات والشوملي.. نسايب .. العليمات طلب والعوايشة أعطى السفير العضايلة يشارك في مراسم تنصيب الأرشمندريت الأردني الدكتور الأزرعي مطرانًا في بطريركية الإسكندرية "واشنطن بوست" تكشف حجم الوجود العسكري الأمريكي قبالة سواحل فنزويلا واحتمال توجيه الضربات الأولى الاحتلال الإسرائيلي: الجثث التي سلمتها حماس لا تعود لمحتجزين إسرائيليين "مقاومة الجدار والاستيطان": الاحتلال سيدرس بناء 2006 وحدات استيطانية جديدة "الاتصال الحكومي" تنشر تقريرا حول انجازات الحكومة خلال عام الأردن وألمانيا يحددان "شرط" انتشار القوة الدولية في غزة حزب المحافظين: حملة ممنهجة طالت رئيس مجلس النواب حماس تطالب بتوفير معدات وطواقم لانتشال الجثث بسبب تسريب فيديو «سديه تيمان» .. استقالة المدعية العسكرية بـ "إسرائيل" الفراعنة يعودون.. إقبال هائل على صور الذكاء الاصطناعي "رسالة" من السيسي قبل ساعات من افتتاح المتحف الكبير قصف إسرائيلي على خان يونس ونسف مبانٍ في البريج وغزة الصفدي: يجب الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في غزة لتحقيق السلام الأردن يهنئ الجزائر وأنتيغوا وباربودا بمناسبة عيد الثورة وذكرى الاستقلال الشرع يغلق مكتب شقيقه ويسحب سيارات موظفين الجيش الإسرائيلي: 3 جثث تسلمناها من غزة ليست لرهائن

الحواتمة يكتب: من تلال ذيبان إلى قمم الوطن

الحواتمة يكتب: من تلال ذيبان إلى قمم الوطن
المهندس محمد العمران الحواتمة
في لواء ذيبان بمحافظة مادبا ، حيث تتعانق التلال بخضرة الأرض وتهمس الرياح بحكايات الزمن ، بدأت رحلة لم تعرف الاستسلام . من مدرسة الشقيق الثانوية للبنين ، الى مدرسة لب الثانوية ، ثم ابتعدت الرحلة الى العاصمة عمان في الجامعة الأردنية وبالتحديد في كلية الزراعة تخصص الهندسة الزراعية، كانت البداية متواضعة ، لكنها حملت بذور الإرادة والطموح ، وجعلت من كل تحد درس في الصبر والعزيمة .
ولن أنسى أبي أبو حازم وامي ام حازم ، دعاؤهما الذي كان الدرع الذي يحميني ، وحبهما القوة التي تدفعني للأمام ، وبركتهما الريح التي ترفع أشرعتي حين تعصف العواصف ، فلا تهزني الطعنات ولا يثنيني الغدر .
بدأت حياتي العملية كعامل عتال في معصرة الزيتون على طريق مادبا ذيبان ، ارفع أكياس الزيتون كما يرفع الانسان أحلامه ، ثم انتقلت الى شركة كوكاكولا لأرفع الصناديق ، وبعدها الى مصنع مليح الصافي لتقطيع الاقمشة . كل خطوة كانت درس في الصبر ، وكل تعب حجر أساس لمستقبل اكبر .
ثم جاء التحول الحقيقي ، اذ أصبحت مهندس موقع في مؤسسة الحق بمحافظة معان بمشروع الاعلاف الوطني ، ومن ثم عدت الى مدرسة الشقيق الثانوية للبنين كمعلم تعليم إضافي ، حيث كنت ازرع المعرفة كما زرعت في قلبي قيم الصبر والعمل الجاد ، لأعيد جزء من ما تلقيته من جذور الأرض والمعلمين ، وأؤكد ان العطاء لا يتوقف عند الوظائف الرسمية ، بل يستمر في كل قلب يستحق التعلم والنجاح .
بعد ذلك انتقلت الى مهندس تنسيق مواقع في واحة آيلة بالعقبة ، احد اكبر المشاريع السياحية في الأردن ، حيث كل مشروع كان تحد جديد يتطلب الإرادة والابداع والدقة ، وكل انجاز كان ثمرة الصبر والإخلاص .
ومع مرور الوقت واصلت مسيرتي كـ مهندس موقع في الصندوق الهاشمي للتنمية البشرية بوادي الموجب ، وصولا الى وزارة الزراعة الأردنية ، حيث شملت مهامي مناطق واسعة: من العقبة الى مطار الملكة علياء ، ومن الكرك الى الحدود الأردنية ، حيث أواصل اليوم العمل والعطاء ، مدركاً ان النجاح الحقيقي ينبع من المثابرة والتقدير لكل من وقف الى جانبي في الطريق ، ومن كل موقف ابيض صنع فارق ، ومن كل تجربة صقلت الإرادة .
تعلمت ان النكر والطعنات ، مهما كثرت ، لا تضعف الا من لا يعرف قيمة الشرف والوفاء ، وان كل سهم غادر يصقل الانسان ويزيده عظمة وصلابة . كل موقف نبيل وكل دعم صادق من أصحاب المواقف الذين لم يتركوني وحيدا في الصعاب يشكل حجر أساس في بناء شخصية قوية وملتزمة وكل عمل صادق يترك بصمة في الأرض والزمن .
من عامل عتال في معصرة الزيتون الى مهندس في اكبر المشاريع الأردنية وصولا الى وزارة الزراعة، أصبح الطريق مليئاً بالمواقف والدروس ، التي علمتني ان كل خطوة صغيرة اليوم هي حجر أساس لمجد الغد وان الصبر والإخلاص والوفاء والمواقف البيضاء هي اعظم أسلحة الانسان في مواجهة الطعنات والنكران .
انها قصة عن الإرادة و عن العروبة، و عن الرجولة وعن الانسان الذي يعرف معنى الكرامة، ويصنع المجد بأفعاله قبل القاب، ويترك اثر خالد في كل قلب يستحق ان يذكر .
وفي هذه الرحلة التي امتدت من تلال لواء ذيبان الى حدود الأردن الشامخة ، ومن واحات العقبة الى وادي الموجب ومطار الملكة علياء ، ومن الكرك الى كل شبر من ارض الوطن ، تعلمت ان المجد لا يصنع الا بالعزم والعمل والإخلاص وان الأرض التي نحملها في قلوبنا ليست مجرد تراب بل تاريخ واجداد وعز اصيل .
ان كل خطوة خطوتها في حياتي وكل موقف ابيض وكل تحد صمدت امامه، يقودني اليوم الى الاعتزاز بوطني الغالي الأردن العظيم تحت القيادة الهاشمية الحكيمة، التي علمتنا ان الصبر قوة والوحدة كرامة والوفاء رسالة .
وفي ظل راية الهاشميين المفدى يبقى الأردن شامخاً وارضه شامخة وشعبه الاب رمز للكرامة والولاء، يزرع الخير، ويصنع المجد، ويكتب التاريخ بحروف من نور لكل من حمل في قلبه حب الوطن وعزم الابداع .
عاش الأردن ، عاش الأردن الهاشمي ، شامخاً وعظيم الى الابد .