
قالت إن دولاً عربية عدة منخرطة في الاتصالات التي تهدف إلى إنهاء الحرب
القلعة نيوز- كشفت مصادر رفيعة من حركة «حماس»، عن أن هناك حراكاً جديداً بدأ يتبلور من أجل محاولة التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إنه خلال أيام (قدّرها مصدر بـ10 أيام تقريباً) ستتضح الصورة أكثر بشأن ما سيُقدّم من قِبل بعض الأطراف بشأن المضي نحو اتفاق حتى ولو كان بشكل مؤقت لوقف العملية بمدينة غزة، والبدء بمفاوضات أكثر أهمية.
وقدّرت المصادر، أن هناك حراكاً أكثر جدية للمضي نحو ذلك، مبينةً أنه في غضون 10 أيام وفق التقديرات، «قد نكون أمام فرصة لنجاح هذه الاتصالات».
وأشارت بعض المصادر إلى أن «دولاً عربية عدة منخرطة في الاتصالات التي تهدف إلى إنهاء الحرب بشكل كامل، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من داخل المناطق السكنية بشكل أساسي ومبدئي، على أن تُوضع خرائط كاملة بشأن الانسحاب من مناطق مختلفة».
وكشفت قناة «فوكس نيوز» الأميركية، الاثنين، عن أن «حماس» وجّهت رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، طلبت فيها ضمان هدنة في غزة لمدة 60 يوماً مقابل إطلاق سراح نصف الرهائن لديها. ونقلت القناة ذلك عن مسؤول رفيع في إدارة ترمب، ومصدر آخر مطلع على المفاوضات. ووفقاً للتقرير، فإن قطر لديها الرسالة حالياً، ومن المقرر تسليمها إلى ترمب لاحقاً هذا الأسبوع.
وحسب القناة الأميركية، فإن رد «حماس» هو المقترح الأول الأصلي للمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف الذي كانت الحركة قد أجرت تعديلات عليه، ورفضتها إسرائيل في حينه.
«تضارب حول رسالة ترمب»
وساد تضارب بشأن صحة الرسالة التي أشارت إليها القناة الأميركية، وقال مصدر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، إنه «لا علم لديه بهذه الرسالة، ولا تأكيدات داخل الحركة حتى هذه اللحظة حولها»، مؤكداً أن «قيادة الحركة فقدت كل الثقة بالإدارة الأميركية». لكن مصدراً آخر من الحركة أكد صحة الرسالة، وقال إنها «جاءت بطلب من بعض الوسطاء والأطراف التي تتدخل لمحاولة حل أزمة المفاوضات التي توقفت بعد الغارة التي استهدفت قيادة الحركة في الدوحة».
وشنّت إسرائيل، قبل أسبوعين تقريباً، غارات جوية استهدفت قيادات حركة «حماس» في قطر، مما أثار عاصفة من الانتقادات العربية والدولية. ولم يسفر الهجوم عن مقتل القيادات المستهدفة من الحركة، غير أنه أوقع 5 قتلى من عناصرها.
وشرحت المصادر أن «حماس» لم تتخذ منذ لحظة الاستهداف أي قرار بوقف المفاوضات، كما أنها «تحاول من خلال بعض الوساطات أن تمنح الفرصة لتجديدها رغم أنها فعلياً لا تعوّل على الموقف الأميركي».
وتظهر إفادات العناصر من «حماس» أن الحركة تحاول منع توسيع العملية الإسرائيلية بمدينة غزة، وهي خطة اعتمدتها إسرائيل بشكل أساسي للضغط على الحركة في إطار المفاوضات التي كانت تجري حينها.
ونشرت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، قبل أيام، مقاطع فيديو تظهر وجود مختطفين إسرائيليين داخل مدينة غزة، مؤكدةً في وقت سابق أنهم سيواجهون مصيراً مجهولاً كما واجهه الطيار الإسرائيلي أرون أراد الذي فُقد في جنوب لبنان قبل عقود.
وتعي «حماس» أن اقتحام مدينة غزة بشكل كامل وفصلها عن وسط القطاع وجنوبه يعني فقدان المدينة والسيطرة عليها لفترة طويلة، وأن إمكانية الانسحاب منها لاحقاً سيكون صعباً حتى ولو من خلال مفاوضات شاقة يمكن أن تلجأ إليها الحركة، وقد ترهن إسرائيل الانسحاب منها بتسليم المختطفين دون مقابل.
الشرق الأوسط