شريط الأخبار
لقطة ورقة التعليمات تثير الجدل حول محرز في كأس القارات القبض على سارق صناديق تبرعات بمساجد إربد الحكومة الإسبانية تقر مرسوما ملكيا يفرض حظرا على تزويد إسرائيل بالأسلحة إقبال قياسي على الذهب الاستثماري محلياً جامعيات يتألقن بابتكارات نوعية في مخيم "سابلة الحسن 2025" المواصفات والمقاييس تؤكد: تشديد الرقابة على المركبات لحماية المستهلك الملك وخطاب المكاشفة القامة التأمينية تيسير مشعل الى رحمة الله فجر امس.. تفاصيل الدفن وبيت الاجر "رئاسة النواب".. بانتظار الحسم تراجع المنح الخارجية بنسبة 62.8% المحكمة الإدارية تقرر فصل النائب محمد الجراح من حزب العمال الاحتفال باليوم الوطني السعودي الـ95 في عمان نقابة العاملين في الطباعة تنظم ورشة حول الحقوق العمالية التربية تنعى طالبة بالصف الرابع وفيات الأربعاء 24-9-2025 المواصفات والمقاييس تؤكد: تشديد الرقابة على المركبات لحماية المستهلك إقبال محلي متزايد على الليرات والأونصات مع تسجيل الذهب مستويات تاريخية جديدة الزراعة النيابية تبحث دعم مربي الثروة الحيوانية وآليات تسويق المنتجات الزراعية الملك يؤكد أهمية العمل مع الولايات المتحدة على خطة شاملة لغزة تنهي الحرب المملكة تحت تأثير كتلة هوائية رطبة اليوم وأمطار متفرقة غدا

الملك وخطاب المكاشفة

الملك وخطاب المكاشفة

القلعة نيوز:

بقلم : أ.د. محمد ماجد الدَّخيّل

لا يختلف اثنان على خطاب الملك لهذا العام ٢٠٢٥ في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك على أنه خطاب المصارحة والمكاشفة أمام العالم أجمع اتجاه الحدث السياسي والعسكري الأبرز الذي يعاني منه العالم ، وهو الحرب الإسرائيلية الضروس على قطاع غزة ، الحرب على الإنسان والأرض ،الحرب على السلام ، الحرب كل الجهود الدولية في سبيل تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني .

هي حرب إبادة جماعية وتجويع وتعطيش وتعطيل للحياة وترويع وتخويف وتدمير وتهجير وتطهير عرقي ،حرب على كل شئ بإجماع كل العالم واعترافه بمفهومها الصحيح ،هكذا هي هذه الحرب لا تُبقي ولا تذر ، وعلى الصعيد الآخر لم يختلف العالم حول تعريفها حسب القواميس السياسية والقانونية والتشريعية و الدولية ومنظمات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمعات المدنية في العالم ،بل لم يحصل أن حدثت حرباً كمثل هذه الحرب عبر التاريخ ،وعمرها الآن يقترب من السنتين ، وبأعتلى أنواع الأسلحة والمعدات الحربية الحديثة والمتطورة والتكنولوجية والتي تدار من غرف الحرب الإلكترونية، وهدفها الأساسي هو السكان المدنيين ، وإبادة كل ذي روح وبنية تحتية.

الملك كاشف بخطابه السياسي الشمولي وصارح العالم بأن هذه الحرب يجب أن تقف فوراً ،وأن يوضع للاحتلال حدّاً عملياً وليس نظرياً ، فلم يعد للشجب والتنديد والاستنكار أمام ماكينة الحرب الشعواء قيمة وقدر؛ فالملك دعا العالم إلى الجدية بوقف هذه الحرب وتقديم ما يلزم لسكان القطاع عاجلاً وليس آجلاً ؛ نظراً للأوضاع المأساوية للقطاع .

ومن الملاحظ أن هذه الخطبة الملكية تتناغم مع مطالب الشعب الأردني وتنسجم معه ؛إضافةً لكل شعوب المنطقة والإقليم والعالم أجمع ،وإنها تختصر كل ما يجول في خاطر الجميع بأن القطاع لم يعد وحيداً ؛ وإنما طالب جلالته كل الدول بالوقوف بجانب الشعب الفلسطيني في محنته الحالية ،هذا من جانب .
ومن جانبٍ آخر ،ساهمت دعوات جلالته وحديثه المركزي عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومبادرات العرب السلمية ولقاءاته رؤساء أوربيين في تسهيل عملية الاعتراف بالدولة الفلسطينية من خلال لقاءاته المستمرة مع رؤساء مثل : بريطانيا وفرنسا ودول أخرى و إيمانه العميق بعدالة القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.

الخطاب يرى أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني هو ظلم حقيقي مكث على الأرض الفلسطينية أكثر من سبعة قرون ونيف ،غابت العدالة وساد الظلم بشتى صوره وأنواعه وأشكاله وأنماطه ، فضاق الأردن ذرعاً من هذا الظلم والتجني على الأشقاء الفلسطينيين ، فكأن الخطاب يقول : إلى متى هذا الصمت الدولي على هذه الجرائم التي جاءت على كل شئ ؟

وكذلك الأمر ،فالخطاب يتضامن مع كل مطالب العرب والمسلمين والشعوب ،وينطق بحالهم العام ، ولم يجامل هذا الخطاب على حساب كرامة الأمة والأوطان العربية والإسلامية؛بل جاء راغباً بإيجاد الحل الفوري لمشكلة دامت عقود دامية في ظل عجز العالم عن إنصاف المظلومين تحت سياط المحتلين .

الصوت الملكي نطق عن كل العرب والمسلمين وأحرار العالم بأنه لا مساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس ، ولا يقبل هذا الخطاب أي تغيير على واقعها القانوني والتاريخي الذي يخطط له المحتلين .

ويبقى أن نقول إن هذا الخطاب الموّجه للعالم يعدُّ من أهم الخطابات السياسية التي أُلقيت في الاجتماع الثمانيين للجمعية العمومية للأمم المتحدة؛لما يتضمنه من دورٍ ملكي بارز في دعم القضية الفلسطينية الشمولي وإيجاد الحل العادل والشامل لها دون تسويف أو تأخير أو تباطؤ .
والخطاب يدعو العالم للتعجيل في تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية قبل فوات الآوان كي ينعم الناس بالأمن والأمان والاستقرار والازدهار .
وبهذا يكن الأردن قد أعلن موقفه ودوره عبر تاريخه الطويل في دعم حقوق الفلسطينيين على ترابهم الوطني ، ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد إنما سيبقى الملك يدعم الحق الفلسطيني ويطالب به دائماً، قائلاً :
"جلالة الملك عبدالله الثاني
قيام الدولة الفلسطينية ليست مكافأة، بل هي حق لا جدال فيه".