
القلعة نيوز- يعد معرض حكاية تحفة في بلدة المعراض بمحافظة جرش تجربة فنية مميزة يشكل انعكاسا عميقا للعلاقة بين الإنسان وبيئته عبر إعادة تدوير المخلفات الطبيعية وتحويلها لإبداعات تراثية.
وأكد مدير ثقافة جرش الدكتور عقلة القادري، أن المعرض يمثل أنموذجا حيا للتكامل بين الفن والبيئة ويعكس وعيا مجتمعيا متزايدا بأهمية إعادة التدوير، مبينا أن هذه المبادرات تترجم توجيهات وزارة الثقافة في دعم الإبداع المحلي وتعزيز الهوية الوطنية.
من جهته، قال صاحب المعرض الفنان وليد العياصرة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إن فكرة مشروعه تقوم على استغلال الأخشاب التالفة ومخلفات الطبيعة مثل الحطب الناتج عن تقليم أشجار الزيتون و القيقب والليمون والأعشاب اليابسة وتحويلها إلى تحف فنية متنوعة تشمل الطاولات والصناديق الخشبية والمنحوتات في محاولة لدمج البيئة بالتراث وإخراج قطع فنية تحمل رسالة جمالية وإنسانية.
وأضاف، إن المعرض الذي افتتح ضمن فعاليات المعراض لواء الثقافة الأردنية 2025، يجسد أهمية إعادة التدوير كقيمة بيئية واقتصادية، لافتا الى أنه يعد مشروعا متكاملا يسعى لخدمة المجتمع من خلال استثمار الموارد المتاحة محليا وتحويلها إلى قيمة اقتصادية وثقافية.
وأوضح أنه يعمل على تدريب الشباب والشابات على هذه الحرفة لتطوير مهاراتهم وتمكينهم من دخول سوق العمل بما يسهم في التخفيف من نسب البطالة وتحسين الدخل.
وأكد العياصرة، أن المعرض يعرض عدة نماذج مختلفة من القطع التي أدخل إليها عناصر الإنارة لتصبح أكثر تفاعلا مع المكان والزمان وتقدم صورة جمالية تعكس الهوية الأردنية الأصيلة المرتبطة بالأرض والبيئة، مبينا أن الزيتون الرومي العريق يشكل أحد أهم الرموز التي يوظفها في أعماله ليظل شاهدا على عمق التراث وقيم الاستدامة.
وأشار إلى أن مشروعه يحمل بعدا توعويا يسعى من خلاله إلى نشر ثقافة إعادة التدوير وإبراز جماليات المواد الطبيعية التي غالبا ما تهمل أو تعتبر مجرد نفايات، موضحا أن كل قطعة فنية في المعرض هي "حكاية" مستقلة لكنها جميعا تجتمع لتشكل "تحفة" من إبداع البيئة والتراث الأردني.
--(بترا)