
القلعة نيوز:
لمّا أسر المسلمون العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر، وجيء به مقيداً الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فأراد الأنصار ان يمتنعوا عن أخذ الفداء من العباس إكراماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ،
ولكنهم من أدبهم وفهمهم وحسن حديثهم لم يقولوا للرسول بأننا لا نريد ان نأخذ الفداء من عمك ،
ففي هذا الكلام كأنهم يمنون على رسول الله في ذلك الفداء ،
ولكن انتقوا اطايب الكلام فقالوا : يارسول الله أئذن لنا ان نترك الفداء لإبن إختنا ، لأن الأنصار هم اخوال العباس ، وبهذه الكلمات المنتقاة جعلوا المنّة من رسول الله عليهم بدلا من ان تكون المنة منهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هذه المهارة في إنتقاء الألفاظ في مخاطبة الغير هي هداية وتوفيق من الله إبتداء (وهدوا الى الطيب من القول ) ثم تعليم وتدريب وتطوير لهذه المهارة
وقال اجدادنا : الملافظ سعد
لذلك على كل من يتصدر الحديث في الشأن العام ،ان يحيط بهذه المهارة وينتقي الفاظه كما ينتقي اطايب الثمر ،
ويختار الكلمات التي تناسب المقام الذي يتحدث فيه والمستوى الذي يتحدث اليه ،
وليعلم انه يخاطب عقول شتى وافكار مختلفة حتى لا يخضع كلامه للتأويل او إثارة الجدل أو الإرباك لدى المتلقي خاصة في هذا الوقت الذي لا مجال فيه لإصلاح الخطأ او الزلل او السهو ،
ففي اقل من ثوانٍ معدودة يكون هذا النص او القول قد جاب العالم طولا وعرضا .
ومن سنة الله في خلقه انهم مختلفين ،
قال تعالى : ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم )
يختلفون في عقائدهم وثقافاتهم وعاداتهم ولغاتهم وافهامهم وافكارهم وتوجهاتهم وتحليلاتهم ،
ولا يبيح هذا الإختلاف ان يسود منطق الإتهامية فيما بيننا وليكن شعارنا :
يا اخي ألا يستقيم ان نكون اخواناً وان لم نتفق
فلا يجوز لك ان تتهم شريكًا لك في الوطن بأنه وطنجي او سحيج او عميل للسفارات لأنه يضع وطنه اولاً ومتفق ومنسجم مع سياسات الدولة وتوجهاتها ولا يجوز للطرف الآخر ان يتهم من يعارض بعقلانية وينصح بأدب وبطرق مشروعة سياسات وتوجهات معينة للدولة بأنه عميل وولاءه للخارج ويريد ان يخرب البلد وليكن الفصل في ذلك للحجة والبرهان والعمل ( قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين )
مطلق الحجايا
7-10-2025