شادي سمحان
مع احترامي الكامل لمعالي وزير الداخلية مازن الفراية لكن من الواضح أن الوزارة بدأت تتدخل في مساحات ليست من اختصاصها حين أعلنت مؤخرًا عن مبادرة تتعلق بتقليص أيام العزاء وتخفيف تكاليف الأفراح
نحن لا نختلف على الهدف الإنساني للمبادرة فالجميع يعلم أن تكاليف المناسبات أصبحت ترهق الناس ولكن السؤال الأهم هل هذا عمل وزارة الداخلية هل من مهامها أن تحدد للناس كيف يعزون موتاهم أو كيف يفرحون بزواج أبنائهم.
يا معالي الوزير الأردن يواجه حربًا مفتوحة مع عصابات المخدرات على الحدود الشمالية والسجون تغص بالموقوفين والمجرمين وجرائم القتل بازدياد والجسر كل يوم بأزمة خانقة تمتد لساعات طويلة والمواطن ينتظر حلولًا حقيقية في قضايا تمس أمنه وكرامته وحياته اليومية.
نحن بحاجة لوزارة داخلية قوية في الميدان لا في قاعات المناسبات نريد منكم متابعة ملفات المخدرات والتهريب والجرائم وتنظيم المرور وإدارة الأزمات لا التدخل في عادات الناس وتقاليدهم التي ورثوها أبًا عن جد.
إذا أراد أحد أن يجعل العزاء يومًا واحدًا فهذا خياره وإذا أراد أن يمتد ثلاثة أيام فهذا شأنه لا يحتاج لإذن أو توجيه من أي جهة رسمية فالعادات لا تدار بالقرارات بل تبنى بالوعي والتفاهم والتربية الاجتماعية.
نحترم نية الوزير لكننا نرجو أن يوجه جهده نحو ما هو أهم لأن الناس تريد من الداخلية أن تحميهم من الجريمة لا أن تعيد صياغة تقاليدهم.




