شريط الأخبار
ترامب : رحلتي إلى الشرق الأوسط ستكون "مميزة جدا" إسرائيل تنقل أسرى إلى النقب وعوفر تمهيدًا للإفراج عنهم حماس: أنهينا التحضيرات لتسليم المحتجزين الإسرائيليين الأحياء حماس تبلغ الوسطاء بتعذر الوصول لجثث بعض الرهائن السيطرة الكاملة على مليشيا تابعة للاحتلال بغزة - تفاصيل أ ف ب": توقيع وثيقة ضمانات بشأن النزاع في غزة خلال قمة شرم الشيخ ضيف من خارج عالم السياسة في قمة شرم الشيخ للسلام .. من هو؟ معالي أمين عمان يستقبل وفدا من أهالي مرج الحمام القاهرة: الحل النهائي بشأن غزة سيكون في إقامة الدولة الفلسطينية مختصان: قمة مصر تبحث إنهاء الحرب على غزة.. وواشنطن تملك مفاتيح القرار الرواشدة ينشر عن جداريات في محافظة مادبا مصادر من «حماس» تكشف أسباب عدم مشاركتها في مؤتمر شرم الشيخ "يديعوت أحرونوت": نتنياهو استسلم بشكل كامل لحماس وأخفى الحقيقة أ ف ب: حماس تصرّ على الإفراج عن 7 قادة فلسطينيين في عملية التبادل بدء دخول شاحنات الوقود والغاز إلى غزة بعد عامين من الحصار الإسرائيلي استشهاد الصحفي الجعفراوي برصاص ميليشيا مدعومة من إسرائيل الحملة الأردنية والهيئة الخيرية تعيدان تأهيل 3 آبار لخدمة النازحين بابا الفاتيكان:وقف حرب غزة بداية لمسيرة السلام في الأرض المقدسة الملك يعزي هاتفيا أمير دولة قطر بضحايا الحادث المروري في شرم الشيخ حكومة جعفر حسّان... هل أحدثت فرقًا؟.

الحمود يكتب :‏"لا شيء يوجبُ الشكر"

الحمود  يكتب :‏لا شيء يوجبُ الشكر
العين فاضل محمد الحمود
توقفتْ الحربُ على قطاعِ غزة وتوقفتْ مأساة القتل والتهجير والتجويع وها قد بدأ الغزيّون بالعودة إلى بيوتهم بعد معاناةٍ امتدتْ لهدمِ كل حلمٍ وطموحٍ وحوّلتْ البنيان إلى دمارٍ والأطفال إلى قطعٍ من الجوع والعطش والخوف وحوّلتْ الأمهات إلى زوالاتٍ من الحزن بعد أن ودّعن ابنائهن فكان عويلُ البكاء وأنين الحسرات سيّد الموقف بعد أن غابَ الرأي العالمي ومؤسسات حقوق الإنسان عن المشهدِ برُمّته وكأن الأمرَ لا يعنيهم بشيء وكأن الذين يقتّلون هناك ليسوا ببشرٍ فأُغلقت المعابر وأُطبق الحصار حتى باتت كِسرة الخبز حلمًا وشربة الماء مطمعًا استحال الوصول إليه، لينال هذا المشهد من المنطقةِ جميعها بعد أن غابَ الأمن والأمان وتشتّتْ فُرص السلام وامتدتْ يد العدوان لتصل إلى شامِ العروبة ولبنان المحبةِ وقطر الوسطية فأصبح العنفُ عنوانًا والويلات تحاصر المكان فكان الموقفُ صعبًا يحتاج إلى الرجال الذين يعكفون عنانَ خيول عزائمهم لمجابهةِ التحديات وردّ العدوان وكفّ يد الشر وتحويل المشهد لصالحِ الحق والإنسانية.
‏ هنا جاءَ دور الأردن الذي لم يستحقْ الشكر ولا العرفان ولا الإمتنان ليُطرح هنا السؤل …أفلَم يكن جلالةُ الملك أولَ من انطلقَ لقيادة معركةٍ دبلوماسيةٍ سياسيةٍ صعبة بعد أن غاب الرأي العالمي عن المشهد ،أفلَم تكن التحركات التي جابَ بها جلالة الملك الجانب الأوروبي والأمريكي والعربي والإقليمي لينتزعَ جلالة الملك الاعتراف بالدولة الفلسطينية من عددٍ كبير من دول العالم وتبنّي حلّ الدولتين الذي ينادي به جلالته منذُ سنواتٍ عدّة وإيقاظِ ضمائر الأمم وإجبارهم على تَبنّي موقف الصواب وعدم التحيّز للجانب الصهيوني المُعتدي الذي تذرّع بحقه بالدفاع عن النفس ليضربَ بقوته الظالمة قومًا لا يملكون ما يدافعون به عن أنفسهم فتكبّدوا الخسائر الكبيرة من قتلٍ وتجويعٍ وتهجير، أفلَم يكن جلالةُ الملك في أولى طائرات سلاح الجو الملكي الأردني فوق سماء غزة هاشم المُلتهبة مغامرًا بحياته لإيصال المساعدات إلى أهلنا هناك ،أولَم تكن جلالةُ الملكة تُعرّي بحديثها عبر المحطات العالمية موقف الكيان المُحتل وجرائمه اللاأخلاقية واللاإنسانية و وتُشرف بنفسها على استقبال مرضى السرطان من أطفال القطاع وذويهم وتُخلي لهم أقسامًا في مستشفياتٍ خاصة لاستقبالهم وتوفر المأوى لذويهم ، أفلَم يكن ولي العهد هناك في العريش على معبرِ رفح يُشرف بنفسه على إيصالِ المساعدات الإنسانية والطبية إلى أهلنا في القطاع ،أولَم تكن الأميرة سلمى ترافق طائرات نسور سلاح الجو لإيصال المساعدات من سماء القطاع ،أولَم يكن الأردن أولَ من وصل بطائراتِ سلاح الجو الملكي لكسرِ الحصار وإيصال المساعدات، أولَم تكن الهيئةُ الخيرية الهاشمية أول من يوصل قافلة مساعدات برية إلى القطاع ، أولَم يقدم الأردن قرابة ٩٣٠ مليون دولار كمساعداتٍ لأهلنا في القطاع خلال الثلاثة عشر عامًا الماضية كان منها ٣٧٦ مليون خلال العامين الماضيين ،أولَم يقدم الأردن اكثر من ٥٣ طائرة أرسلتْ المساعدات إلى القطاع عبر مطار العريش ،أولَم يقدم ١٩٤ قافلة احتوت على ٨٤٨٠ شاحنة، أولَم نقُم ب١٦٤ إنزال جوي أردنيًّا خالصًا، أولَم نشارك ب ٤٠٠ إنزال جوي بالتعاون مع دولٍ شقيقةٍ وصديقة ،أولَم يكن لنا ١٠٢ طائرة عامودية ضمن الجسر الجوي ،أولم نقدم ٦٠٠٠ وحدة من دمائنا و ٥٧٩ طرفًا صناعيًّا، أولَم نُقدم ١١٩٩٣٨ طن من المساعدات و ١،١٥٥،٦٥٦ وجبة غذائية، أولَم تكن الخدماتُ الطبية الملكية موجودة تحت القصفِ هناك تقدم الرعاية الطبية وتقدم الخدمات العلاجية و الأطراف الصناعية التي أعادت الأمل لمن بُترتْ أطرافهم ،أولَم تجري مستشفياتنا الميدانية ٣٦٠٥٨ عملية جراحية ،أولَم تستقبل ٤٨٩٨٠١ مراجع بعد أن خرجت معظم المستشفيات عن الخدمة كل هذا ولم نُقدم شيئًا ولم نفعل شيئًا ولم نتحدث بكلمةِ حق ولم .. ولم .. ولم .. قولوا ما شئتم فلن يلحقنا شكٌ بأنفسنا فقد قالها جلالة الملك بمنتهى الثقة أننا ومهما قدمنا لأهلنا في القطاع لن نفيهم حقهم وإننا مطالبون بالمزيد والمزيد.
‏كل هذا ولم نقدمْ شيء ولم نستحقْ الشكر من أحد وهذا لا يُزعجنا ولا يُثني عزائمنا فنحن الذين نعمل ليس لنُري الآخرين بل ليقتدي بنا الآخرين ونحن نعمل ولا ننتظر شكرًا وثناءً من أحد فكلمة شكرًا لا تكبّرنا فنحن من ولدنا كبارًا نلتزم بمسؤوليتنا العربية والقومية والإسلامية نمضي على نهجِ من سبقونا من أجدادنا وآبائنا وعلى إرثنا الهاشمي الخالد الذي دافع عن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس و وواجبنا تجاه أهلنا في الضفة الغربية والقطاع.
‏هذا هو جلالة الملك وهذه هي جلالة الملكة وهذا هو ولي العهد وهذه هي العائلة الهاشمية ينطلقون ليقدموا الخير والحب وينحازون إلى السلامِ والإنسانية فجلالة الملك أول من تحركَ وآخر من توقف تنبأ بما آلتْ إليه الأمور فكان بخطواته يسابقُ الأحداث ويوجه الجهود ويقود الدّفة إلى برّ الأمان لم يلتفتْ يومًا إلى قولِ مُغرض أو رأي مُحرّض لا تأخذه بالحقّ لومةَ لائم ،هذا هو الأردن وشعبه العظيم بلدُ العرب والعروبة ما كفّ أبوابه في وجهِ أحدٍ وما تنصّل يومًا عن واجبه وقيمه ،فكان صاحبُ الموقف العظيم الخالد والشامخ والثابت لا يلين وإن قست الظروف ولا يثنيه الشح عن مد الكفوف وهنا وجب علينا أن نقولَ شكرًا لجلالة الملك ولجلالة الملكة ولولي العهد وللعائلة الهاشمية ولأبناء شعبنا العظيم فنحن المخلصون الصادقون المرابطون الأوفياء لا نُتبع المعروف مِنّةً ولا ننتظر شكرًا من أحد.