
ولد الهدى...
الحلقة الثامنة...
القلعة نيوز ـ
سلسة من إضاءات في حياة سيد الخلق صل الله عليه وسلم ، تسعى لإضاءة جوانب مختلفة من حياته، تهدف إلى إحداث نقله من الفهم النظري إلى التطبيق العملي، الذي قد يخرجنا ويخرج الأمة من هذا الوضع الذي نعيش فيه.
الرسول والمرأة ...
من أول يوم، ومنذ تلك اللحظة التي تزوّج فيها رسولنا الكريم صلوات ربي عليه السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهي من هي في قومها وفكرها ورجاحة عقلها، وهي مع ذلك تاجرة يشهد لها بالبنان، وتلك اللحظة التي حرص فيها صلوات ربي عليه على تعليم السيدة عائشة رضي الله عنها. وإن كنت أرجّح شخصيًا أن زواجه منها كان بهدف سامٍ، هو ما سيكون لها من دور في نقل حياة الرسول الزوجية.
موقف الإسلام من المرأة، وما شاب هذا الموقف من تصرفات فردية، ليست هي الأساس في طبيعة تعامل الإسلام مع المرأة، بل إن موقف الإسلام كان واضحًا من خلال بيت النبوة والصحابيات والعالمات على مدى التاريخ الإسلامي. عبر تاريخ هذه الأمة أخبار نساء مثل كريمة المروزية 363هـ، وقد تعلّم على يديها ابن الجوزي والذهبي، وذكرها ابن كثير، وغيرها الكثيرات.
كم يدّعي الإيمان أشخاص، ولكن المعاملات تكشف حقيقة هذا الإيمان، وخاصة في التعامل مع النساء: زوجةً وأختًا وبنتًا. ستبقى العلاقات بين البشر عصية على كل ميزان. أحزن كم يوظّف المرأة أصحاب المناهج المنحرفة بعكس حريتها ومصلحتها.
ربما بسبب ضعفها هم يستطيعون القيام بذلك، ولكنها في الحقيقة لا تلتفت إلى قوتها، وهي قوة حقيقية إذا أرادت. ولكن كم تغيب قوتها عن المجتمع، وهذا هو في الحقيقة السبب الأكبر لظلمها. المرأة نصف المجتمع تمامًا، وهي تحمل هم الرسالة والفكرة، وتعيش الهدف والأمل، هي السكن والسكينة، وهي الحامية لأي فكرة أو منهج، فبدونها ودون دورها في الحياة، يتوقف الفكر عند الرجل الأول. هي الحاضنة الحقيقية لأي فكرة ولأي عقيدة، بدونها تفقد السلسلة اتساقها.
مخيف أن تحيا مع إنسان ليس عنده استعداد للمغفرة، ولا يعرف التضحية، وليس مستعدًا للصبر. ومخيف أن يمارس الرجل ذكوريته على من تهبه الحياة والأمل والجمال ونفسها.
إبراهيم أبو حويله.