عادل سليمان أبو سمهدانه
من لا يتحدث عن نفسه من حقه على الناس أن يتحدثون عنه ،معالي الشيخ قفطان شلاش باشا المجالي (أبو فراس ) وبحكم أنني من مواليد عام 1954 وبحكم الجوار المتلاصق بيننا أيام الشباب وبحكم الحياه العملية والتعامل معه فإنني أعرفه عن قرب
حينما كان طالبا لم أعهد به أي نزوة من نزوات الشباب بل كان مهتما بدراسته محافظا على سمعة أسرته وعشيرته لم يدخن في يوما من الأيام ولا يجالس المدخنين
تدرج في السلم الوظيفي في وزارة الداخلية وصعد السلم درجة درجه من رئيسا لديوان محافظة الكرك إلى مدير ناحيه ثم متصرفا و محافظا وامينا عاما لوزارة الداخلية ووزيرا للداخلية وسفيرا للملكة الأردنية الهاشمية في المملكة العربية السعودية الشقيقة
خلال خدمته في وزارة الداخلية تنقل في جميع محافظات المملكة وأحاط إحاطة تامة بكل مكونات المجتمع الأردني كما أحاط بكل المناطق و اكتسب مكانة خاصه في كل المواقع التي خدم بها لأنه كان يقوم بدور السفير المخلص والحاكم الإداري الفطن و القاضي العادل
كان يخصص النهار لعمل المكتب والليل لتقصي أحوال المحافظة التي يعمل بها ومما أذكره أنه عندما كان محافظا للعاصمة عمان وكنت أنا حينها مديرا لمكافحة التهريب بدائرة الجمارك اتصل بي مدير مكتبه و أبلغني عن اجتماع في المحافظة ليلا وعندما حضرت وجدت عدد من مدراء الأجهزة المختصة وبعد أن اجتمع بنا طلب منا أن نخرج معه في جولة في شوارع العاصمة في نفس الليلة لنتلمس إن كان هناك أية مخالفات تشوه صورة العاصمة أو تزعج المواطنين ولم نخرج بشكل موكب كل بسيارته بل وجدناه قد أعد حافلة ركاب وركبنا جميعا بمعيته و تجولنا وكان يرصد كل صغيره وكبيره و ينبه المدير المختص لما يرصده أو يراه
عندما كان وزيرا للداخلية وفي فترة موسم الحج تفاجأت أنه يتابع أمور الحجاج الذين خرجوا من الأردن بنفسه وكان له موقف معي لا ينسى فقد كان أول من أبلغني بنفسه عن تعرض أخي زياد لحادث سير في السعودية و أمضى بنفسه ليلتين وهو يتابع مع السلطات السعودية والأردنية حتى تم إحضار جثة المرحوم أخي من السعودية إلى مستشفى الكرك الحكومي
عندما كان سفيرا في المملكة العربية السعودية بنى علاقات مميزه هناك وجعل من السفارة وطنا لكل الأردنيين كان على تواصل دائم مع مكونات كثيره من السعوديين وكان دائما يوجه لهم الدعوات ويقدم لهم واجب الضيافة على الطريقه الأردنية الكركية الأصيلة حتى أوصل لهم الصورة الحقيقية عن الأردن وأصالة الأردنيين
بعد أن ترك العمل العام لم ينطوي على نفسه و يهتم بحياته الشخصية فقط و يصبح معارضا شرسا كما يفعل البعض بل بقي مخلصا للملك و الوطن والمجتمع متواصلا مع كافة أطياف المجتمع ينفق و لا يخاف من ذا العرش إقلالا حتى أن أحد أصدقائي من أبناء الباديه الشمالية حدثني أن معالي أبو فراس وجه لهم دعوه لزيارته في منزله في القصر ولم يكلفهم الحضور بسياراتهم الخاصة بل أرسل لهم حافلات على نفقته الخاصة لتنقلهم من شمال المملكة إلى القصر ثم تعيدهم إلى الشمال
رجل يقف من الجميع على مسافة واحدة يجمع و لا يفرق يوصل و لا يفصل إذا نخيته لقيته
رحم الله شلاش باشا صاحب المدرسة التي تربى بها كل النشامى ومنهم معالي أبو فراس أطال الله عمره



