القلعة نيوز :
جاء في تقرير مات لي عن استخدام إدارة ترمب الاستحواذي للعقوبات: دعونا أن نسميها بالدبلوماسية القسرية.
إن إدارة ترمب تسعى وبشكل عنيف إلى فرض عقوبات اقتصادية كونها أداة رئيسية للسياسة الخارجية إلى حد لا يمكن توقعه خلال عقود من الزمن، أو ربما بشكل مطلق. وتساور العديد من الناس الشكوك في النتائج حتى عندما يصر المسؤولون على أن العقوبات تحقق لهم أهدافهم.
من الصحيح إن إدارة ترمب تستخدم الإكراه الاقتصادي كنهجها الافتراضي في كل شيء على الأغلب، لكن لا يبدو أن هناك أي نوع من الدبلوماسية مشتركة في الأمر. هناك شيء اسمه «الدبلوماسية القسرية» ، لكن لا يوجد هناك دليل على أن السيد ترمب ومسؤولين التابعين له يدركون أول شيء حول هذا الموضوع. إن الإدارة التي أرادت بشكل حقيقي ضمان اتفاقات دبلوماسية دائمة مع دول أخرى، سوف تمارس الضغط فقط كوسيلة لتحقيق هدف محدد وقابل للتحقيق، لكن مع هذه الإدارة فإنهم يخوضون وعلى نحو مجرد حروبًا اقتصادية مدمرة لا يمكن للدول المستهدفة أن تنتهي دون الاستسلام. وقد يتضمن وصف «الحد الأقصى من الضغط» على أنه عدم الرغبة في تخفيف الضغط عن استسلام الجانب الآخر.
إن الأمر لا يقتصر فقط عن كونه «مزيجًا من المزيد من العصي وعددًا أقل من الجزر». سياسات إدارة ترمب هي جميعها عبارة عن عقاب وليست مكافأة. في حالة إيران، فقد يكون الأمر بالكاد خلاف ذلك عندما تقوم الإدارة باختيار معاقبة إيران بعقوبات بسبب قيامها بتحدى الامتثال لاتفاقية متعددة الأطراف لحظر الانتشار النووي. وكانت إيران قد تصرفت بشكل بناء وانضمت إلى مطالب مجموعة الدول الخمس + 1 منذ أربعة أعوام، وفي مقابل تعاونهم كانوا قد تعرضوا لحرب اقتصادية قاسية بالرغم من امتثالهم التام لالتزاماتهم. عندما تقوم حكومتنا بمعاقبة دولة أخرى على قيامها بما أرادت الإدارات السابقة أن تفعله، لا يوجد أي قدر من العقاب يمكن أن يجبر تلك الدولة أن تعطي الثقة في حكومتنا مرة أخرى.
إن الإدارة تتبع نهجا مع كل قضية بالطريقة نفسها: فهي تقوم بفرض عقوبات، وتوجيه التهديدات، ولا تعمل على تقديم أي حوافز، وكما تعمل على المطالبة بأمور مستفزة وبعيدة المنال لن تقبل بها أي حكومة على الإطلاق. يتعامل السيد ترمب مع الحروب التجارية كثيرا بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع حملات «الحد الأقصى من الضغط» ضد الحكومات المتعنتة، ويفشل في كل مرة لأنه لا يستطيع أن يتصور اتفاقية ذات منفعة متبادلة وبالتالي عادة ما يرفض التسوية. إن «دبلوماسية» ترمب ليست دبلوماسية على الإطلاق، ولكنها سلسلة من الإهانات، والعقوبات، والتعريفات، والتهديدات التي لا يمكن أن تحقق شيئًا سوى أن تتسبب في الاضطراب والألم. مما لا يثير الدهشة، أن حملة الضغط التي تهدف إلى الإطاحة بالحكومة أو حتى إجبارها على التخلي عن كل ما لديها لا يمكن أن يكون ناجحا بشروطها الخاصة طالما أن الحكومة المستهدفة اختارت أن تقاوم، وستكون المخاطر التي سوف تتعرض لها الحكومة المستهدفة أعلى دائمًا مما هي عليه بالنسبة للإدارة. في سباق الرغبات، دائما ما يتمتع الطرف الذي يقاتل من أجل الحفاظ على نفسه بالميزة.