القلعة نيوز – خاص
غادر نقيب المعلمين الأستاذ أحمد الحجايا هذه الدنيا الفانية ، اختطفه الموت اليوم ، ولا رادّ لقضاء الله عزّ وجلّ ، حيث لا يسعنا القول غير .. إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والدعاء إلى الخالق جلّت قدرته أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته ، وأن يلهم ذويه ومحبّيه الصبر وحسن العزاء .
وها هو طريق الموت ؛ الطريق الصحراوي يبتلع واحدا من خيرة أبناء الوطن ، كان قدره أن يأتي إلى موقع هام يقوم فيه على خدمة زملاء المهنة من المعلمين الذين عانوا وما زالوا من الظلم والإجحاف على مدى عقود عديدة ، لقد ناضل الفقيد بكلّ قوّته في سبيل تعزيز مكانة المعلم والرفع من شأنه وإعادة الهيبة لهذه المهنة التي لم تعد كما كانت مكانتها .
اليوم يغادرنا الحجايا ، وهو لم يكمل المسيرة بعد ، غادرنا وما زال هناك الكثير مما يجب عمله خدمة للمعلمين ومستقبلهم ، ولكن ما ذا عسانا أن نقول أمام إرادة الله سبحانه وتعالى ؟
جهاد كبير خاضه الفقيد هو وزملاؤه في نقابة المعلمين ، واجهوا العديد من العقبات والتحديات ، قاوموا بشراسة كل قوى الشدّ العكسي واولئك الذين ما زالوا يتآمرون على المهنة ومنتسبيها ، حاول بجهود لا ننكرها السير قدما وتحقيق المزيد من الإمتيازات للمعلم .
وعند العودة إلى ما كتبه الفقيد الحجايا في آخر منشور له .. بأنّه يجب عودة تبعية معلمي التعليم الخاص لوزارة التربية وليس وزارة العمل ، ومساواة رواتبهم مع رواتب معلمي التربية ؛ ندرك بأنّ الفقيد قد وضع نصب عينيه عدم التهاون في هذا الموضوع الهام ، فالمعلم هو المعلم ، سواء كان في القطاع الحكومي أو الخاص ، وهو الذي يدرك الظلم الكبير الذي يواجهه قطاع واسع من معلمي الخاص .
للفقيد أحمد الحجايا الرحمة ، وأن تسكن روحه وتستريح ، وأن يتقبّله الله مع الشهداء والصالحين ، وأن يعفو عنه ويغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وأن يجعل الخير في ذريّته ، ومن تبعه في نقابة ما زالت تواجه الشدائد والمزيد من المؤامرات للحيلولة دون انجاز أعمالها .. والفاتحة على روحك الطاهرة ، يا من أوقف الموت مسيرة إنجازات لم تكتمل فصولها بعد .
قاسم الحجايا