القلعة نيوز : منذ العام 1994 وسوق «الحسبة» (الجُملة) في مدينة الخليل القديمة جنوبي الضفة الغربية مغلق، بقرار عسكري إسرائيلي. وكان سوق الجملة قبل إغلاقه يعد من أهم المراكز التجارية في محافظة الخليل.
ويقول تجار وأهال، إن السوق «قلب الخليل النابض» منه انطلقت حافلات الخضار والمواد الغذائية لكل أرجاء المحافظة على مدى عقود. ومنذ احتلال الخليل عام 1967، والبلدة القديمة بما فيها سوق «الحسبة» في مرمى سهام الاستيطان الإسرائيلي.
ومؤخرا عاد الحديث عن «السوق» في الإعلام الإسرائيلي والفلسطيني، بعد مطالب مستوطني الخليل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المصادقة على اقامة مستوطنة جديدة على مجمع السوق، بزعم أن الأرض التي أقيم عليها كانت ملكًا لليهود قبل العام 1948.
وفي آب الماضي، وقع آلاف المستوطنين على عريضة تطالب الحكومة الإسرائيلية بالموافقة على بناء مستوطنة جديدة في موقع السوق. ادعاءات المستوطنين ينفيها رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، في حديث للأناضول. وقال أبو سنينة، إن «السوق ملك لبلدية الخليل، وتملك كل الأوراق الخاصة بذلك»، مشيرًا إلى أن البلدية «ربحت قضايا رفعتها على سلطة الاحتلال بشأن السوق». وتابع «لدينا عدة قرارات من محاكم إسرائيلية تقضي بملكية السوق، وأخرى بفتحه، لكن الاحتلال يتذرع بدواع أمنية».
وعقب مجزة المسجد الإبراهيمي التي نفذها المستوطن باروخ غولدشتاين في الـ 25 شباط 1994، وأسفرت عن استشهاد 29 فلسطينيا وإصابة 125 على الأقل، تغلق إسرائيل السوق وشارع الشهداء أمام الفلسطينيين.
على طرف السوق من الجهة الشرقية، يلهو مجموعة من الأطفال، أحدهم قال لمراسل الأناضول «نمنع من التقدم بهذا الاتجاه خطوة أخرى»، مشيراً بالسبابة إلى الشارع المؤدي للسوق. ويضيف الطفل البالغ من العمر 14 عاماً، من يخطو باتجاه السوق يطلق النار عليه، بدعوى دخول منطقة عسكرية مغلقة.
ويضم السوق نحو 50 محلاً تجارياً، حسب رئيس بلدية الخليل. وقال أبو سنينة «المحال مستأجرة من قبل تجار، وإغلاقها تسبب بكارثة اقتصادية ممتدة لهذا اليوم». وأضاف أن السلطات الإسرائيلية أغلقت نحو 500 محل تجاري في الخليل القديمة، الأمر الذي تسبب بإغلاق نحو 1800 محل تجاري آخر بفعل ارتباطها بالعمل مع تلك المحال المغلقة.
والأربعاء الماضي زار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الخليل، وهو ما رأى فيه المستوطنون فرصة لتكثيف الاستيطان في الخليل القديمة. وجاءت زيارة «نتنياهو» للمشاركة في طقوس رسمية لإحياء الذكرى التسعين للأحداث التي جرت عام 1929، وأسفرت عن مقتل نحو 60 يهودياً من سكان المدينة.
وقال نتنياهو، خلال الزيارة، إن مدينة الخليل، لن تكون خالية من اليهود، مضيفاً «سنبقى بها إلى الأبد»، بحسب وسائل إعلام عبرية. لكن «أبو سنينة» قال للأناضول «الخليل لن تنكسر لنتنياهو، وسنبقى ندافع عن حقوقنا».
ودحض رئيس البلدية المزاعم الإسرائيلية، قائلا «الخليل والمسجد الإبراهيمي سجلتا على لائحة التراث العالمي المهددة بفعل الاحتلال، ولا حق لليهود فيها».
وفي العام 2017 أدرجت الخليل والمسجد الإبراهيمي على لائحة التراث العالمي، من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) لاعتبار المدينة محمية عالمية لحفظها من الاستيطان الإسرائيلي.
وتقع البلدة القديمة من الخليل تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967، ويسكن بها نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي إسرائيلي.
بدوره، قال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وزير الشؤون الاجتماعية، إن زيارة «نتنياهو للخليل تأتي في ظل محاولته كسب أصوات اليمين الإسرائيلي والمستوطنين في الانتخابات القادمة التي تجري في السابع عشر من الشهر الجاري».
وأضاف مجدلاني لوكالة الأناضول:»نتنياهو يسعى لضم الضفة الغربية عبر توسيع الاستيطان لتغيير الطابع الديموغرافي بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية».
وحذر المجدلاني من خطورة مصادقة نتنياهو على قرار سيطرة المستوطنين على سوق (الجُملة-الحسبة) في الخليل، مضيفاً:» في حال تم ذلك سيواجه شعبيا عبر المقاومة الشعبية، ودبلوماسيا وسيا