
القلعة نيوز : زيارة ملكية للبنك المركزي أمس حملت في طياتها تأكيداً على الدور البارز الذي يلعبه البنك في الحفاظ على منعة الاقتصاد الوطني وتعزيز الاستقرار النقدي والمالي والمُساهمة الفاعلة في النمو الاقتصادي، حيث أبدى جلالة الملك عبد الله الثاني ارتياحاً للجهود التي بذلها ويبذلها البنك المركزي والتي تجلت في الخطوات الاستباقية التي اتخذها لمواجهة أزمة كورونا التي عصفت بكافة القطاعات. وقد رتب البنك المركزي الأولويات وحدد بدقة القطاعات وقام باتخاذ خطوات نموذجية تتماشى مع نجاح الأردن في مواجهة الأزمة بشكل عام .
وتؤكد جملة الخطوات التي قام بها البنك المركزي مدى الاحترافية في التعامل مع الأزمة بشهادة خبراء واقتصاديين أكدوا أن التنسيق مع القطاع المصرفي و الجهات الأخرى المعنية أثمر عن رصد آثار الأزمة على القطاعات على المدى المتوسط والطويل، والتخطيط لوضع إجراءات عملية للمساهمة في التقليل من آثارها و دراسة التحولات الاقتصادية العالمية الناجمة عنها.
ولا شك أن الأزمات عادةً ما تعكس قدرة مؤسسات الدولة على إدارة التحديات الناجمة عنها بكفاءة واقتدار، حيث أن امتلاك رؤية ثاقبة واستطلاع للأحداث المستقبلية يُعتبر التحدي الأكبر والأصعب، وقد أثبت البنك المركزي أن لديه هذه القدرة من خلال الإجراءات الاحترازية والاستباقية الفاعلة والتي نتجت عن إدراكه لضرورة مواجهة التحديات الناجمة عن هذه الأزمة وتمكين الشركات من تجاوز تداعياتها. وقد عمدت العديد من الدول إلى اتخاذ إجراءات لمواجهة أزمة تفشي فيروس كورونا على صعيد تخفيف الأعباء على الاقتصاد، بيد أن ما يميز الأردن هو إدارة الأزمة بحكمة دون تهويل أو تقليل من حجم الأزمة و التنسيق الفاعل بين مؤسسات الدولة ومنها البنك المركزي الذي عمد إلى إطلاق برنامج بحجم 500 مليون دينار لتمويل الفئات المتضررة وقام بتأجيل أقساط التسهيلات الائتمانية وتأجيل الأقساط المستحقة على الشركات وجدولة ديون العملاء وضخ سيولة إضافية للبنوك وشمول القطاع التصديري إلى جانب قطاعات أخرى مثل السياحة والطاقة المتجددة والنقل والصحة والتعليم التقني.
ولم يغفل البنك المركزي عن الإجراءات الصحية الاحترازية لمنع تفشي الفيروس أبرزها حث المواطنين على استخدام وسائل التكنولوجيا في المعاملات المصرفية سواء الدفع والتحصيل الإلكتروني بهدف الحد من تداول النقد الكاش الذي يُعد أحد وسائل نقل العدوى. ولعل ذلك يُعد فرصة سانحة للتحول نحو التحول الرقمي وهو ما يسعى البنك إليه من خلال إيعازه بضرورة مواكبة التطورات المتسارعة وخاصة في قطاع التكنولوجيا المالية بما يخدم القطاع المصرفي والمالي، حيث أعلن في أكثرمن مناسبة عن دعمه المستمر للرياديين في هذا القطاع لتشجيع قدرات الشباب وريادة الأعمال.