كتب / د. محمد أبو بكر
في الأخبار أن قيمة فاتورة سنوية من أحد المطاعم في دولة نامية تخص مسؤولا كبيرا سابقا بلغت 360 ألف دينار لسنة واحدة فقط ، أي بمعدل ألف دينار يوميا تكلفة طعام يومي للمسؤول واسرته الصغيرة .بالطبع المبلغ المذكور تم دفعه من موازنة الدولة . فهذا حق له .
أستغرب حجم الحملة الشعواء في تلك الدولة على المسؤول السابق وفاتورته ، فأنا أراها عادية جدا فمن حقه أن (يتنغنغ) على حساب الشعب وميزانية الدولة .. فهو مسؤول .. وهذا يبرر له كل مايمكن ان يقوم به .
وقيل أيضا ، وليس على ذمّتي ، بأن المسؤول السابق رفيع المستوى يحبّ الكافيار الذي نسمع عنه ولا نعرفه ، وهناك نوعية من الكافيار الروسي يبلغ ثمن الكيلوغرام الواحد حوالي عشرة آلاف دولار فقط لا غير ياجماعة .
لذلك ؛ إذا كان ذلك المسؤول يحب الكافيار فعلا ، فالفاتورة عادية جدا ، ومن حقه تناول الكافيار ، فهو مسؤول كبير ويجب أن يهتم بصحته ويتناول أفضل الأطعمة وواجب شعبه توفير كل مايتمناه .
يكفي انه مسؤول ومن حقه علينا كشعب أن نزيده دلالا ودلعا بحيث يكون في أفضل حال دائما ، فهو ليس مواطنا عاديا ، فهل يرى شعب تلك الدولة ان على المسؤول أن يأكل مثل غالبية شعبه طعاما بسيطا.لايكفيه للتفكير الصحيح بشؤون وطنه وشعبه
المسؤول في اية دولة من حقّه أن يتناول ما يشاء ، فموقعه يحتّم عليه ذلك ، والكافيار ياجماعة مهم جدا جدا للمسؤولين وكبار القوم
ومن هذا المنطلق فقد طالبت فعاليات شعبية في تلك الدولة " مجلس الشعب " المنتخب ديمقراطيا والممثل الحقيقي لارادة الشعب كله ،بتخصيص وقية من الكافيار لكل فرد من افراد الشعب حتى يكون الوطن كله بالف خير وليس للمسؤول وحده فقط بغض النظر عن عجز موازنة تلك الدولة ، وبذلك يصمت الجميع ويعم الخير كل الشعب ،، حتى ولو كان شكليا او في الخيال